بدأت إسرائيل مساء أمس الخميس هجوما بريا على قطاع غزة الفلسطيني. وقال الجيش الإسرائيلي مساء الخميس إنه لا بد من خلق وضع «من شأنه أن يتيح لسكان إسرائيل العيش في أمان» وفي الوقت ذاته «يتم فيه تسديد ضربة قوية للبنية التحتية لمنظمة حماس المتشددة». وكانت إسرائيل كثفت قبل ذلك بقليل من هجماتها على قطاع غزة الفلسطيني ، حيث أطلقت المدفعية والمروحيات المقاتلة والسفن الحربية نيرانها على أهداف في بلدات بيت حانون وبيت لاهيا في شمالي القطاع بحسب ما ذكره موقع جريدة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية على شبكة الإنترنت. وقال شهود عيان إن سماء هذه المناطق ظلت مضاءة عبر طلقات الإضاءة التي تطلق بصورة متكررة. وذكرت قوات الإنقاذ الفلسطينية أن ثلاثة أشخاص على الأقل لقوا حتفهم في هذه الهجمات من بينهم طفل. وصل عدد الضحايا منذ بداية الهجوم الإسرائيلي قبل عشرة أيام إلى 240 شخصا بحسب ما ذكره الجانب الفلسطيني ، كما أصيب 1800 شخص آخرين بجروح. واعلن الجيش الاسرائيلي ان الحكومة الاسرائيلية وافقت على طلبه تعبئة 18 من الجنود الاحتياطيين الاضافيين، وذلك بعيد اعلان البدء بعملية عسكرية برية في قطاع غزة. وقالت متحدثة عسكرية اسرائيلية لفرانس برس «مع تعبئة الـ18 الف جندي احتياطي يرتفع عدد الاحتياطيين الذين يمكن استدعاؤهم الى ستين الفا». وقال الوزير جلعاد اردان عضو الحكومة الامنية للتلفزيون إن «هذا القرار اتخذ قبل بضعة ايام بالاجماع وبصوت واحد خلف رئيس الوزراء والجنود الاسرائيليين». من جهتها، اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية «حماس» إعلان الجيش الإسرائيلي بدء هجوم بري على قطاع غزة «خطوة خطيرة وغير مسحوبة العواقب وسيدفع ثمنها الاحتلال غالياً». وقال الناطق باسم الحركة فوزي برهوم في بيان صحافي، إن حماس جاهزة لمواجهة التوغل البري الإسرائيلي. واعتبر برهوم أن العملية البرية «تأتي من أجل ترميم حكومة الاحتلال لمعنويات جنودها وقيادتها العسكرية المنهارة جراء ضربات المقاومة النوعية والمتواصلة». بدوره، اعتبر سامح شكري وزير خارجية مصر مساء الخميس ان حركة حماس كان بوسعها انقاذ ارواح العشرات من سكان غزة لو انها قبلت بوقف اطلاق النار الذي اقترحته مصر ووافقت عليه اسرائيل. وقال شكري خلال مأدبة افطار اقامها لرؤساء تحرير الصحف ووكالة انباء الشرق الاوسط بمقر وزارة الخارجية «اذا كانت حماس قبلت المبادرة المصرية لكان تم انقاذ ارواح اربعين فلسطينيا على الاقل»، كما نقلت عنه وكالة انباء الشرق الاوسط. واتهم وزير الخارجية «محور حماس- قطر- تركيا بمحاولة افشال الدور المصري الذي يعد بمثابة حائط الصد ضد المخطط الرامي لتفتيت المنطقة إلى دويلات متحاربة، مستشهدا على ذلك بما يحدث في ليبيا والعراق وسوريا والسودان»، وفق ما نقلت وكالة انباء الشرق الاوسط. وأضاف شكري أن «هذا المحور يستهدف أن ينزع عن مصر وضعها كطرف فاعل قادر على التأثير على الموقف الاسرائيلي الذي يدرك جيدا دور مصر وأهمية دورها بالمنطقة». وردا على سؤال حول علاقة مصر بحركة حماس قال وزير الخارجية المصري إن «بها قدرا عاليا من التوتر والصعوبة نتيجة التوجه العقائدي لحماس»، وقال «المشكلة إن سياسة حماس ترتبط بفكر عقائدي يجعل نقطة الاتصال والتلاقي مع مصر شبه مستحيلة». ولكنه تدارك «ومع ذلك فإن مصر تتعامل مع حماس في إطار حماية المصالح الفلسطينية وفي إطار يصب أيضا في مصلحة مصر مع الاخذ في الاعتبار أن هناك خطوطا حمراء لا يمكن لمصر أن تقبلها أو تقبل بتجاوزها». وبعد اطاحة الاخوان المسلمين من السلطة العام الماضي، عملت حكومة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، على عزل حماس وهي حليف وثيق للاخوان في قطاع غزة المحاصر. من جهته، قام المهندس رئيس الوزراء المصري إبراهيم محلب أمس بزيارة عدد من المصابين من الفلسطينيين بمستشفى الزيتون التخصصي، للاطمئنان على حالتهم الصحية والرعاية الطبية المقدمة لهم. وذكر الوزير أن الولايات المتحدة لم تطلع على المبادرة المصرية بشأن غزة، ولم تعلم عنها شيئاً إلا بعد أن أعلنتها الخارجية المصرية، وتم نشرها فى الصحف. من جهتها اكدت المملكة دعمها المتواصل للشعب الفلسطيني في مواجهة الهجوم الكاسح من قبل آلة القتل الاسرائيلية على قطاع غزة والجرائم الوحشية التي انتهكت فيها جميع القوانين الدولية والانسانية. جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها اللواء طيار ركن عبد الله عبد الكريم السعدون عضو مجلس الشورى، نيابة عن مجلس الشورى بالمملكة أمام الدورة الطارئة الحادية والعشرين للاتحاد البرلماني العربي أمس الخميس بالجامعة العربية. إلى ذلك، اعرب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الخميس عن اسفه لبدء الهجوم الاسرائيلي البري على قطاع غزة وطلب من اسرائيل «بذل جهد اكبر لوقف سقوط الضحايا المدنيين». واسف بان في تصريح مقتضب في الامم المتحدة ل»نزاع خطير يشهد مزيدا من التدهور رغم دعواته المتكررة مع العديد من القادة الاقليميين والعالميين» الى وقف اطلاق النار. وقتل فلسطينيان احدهما طفل رضيع واصيب اكثر من عشرة اخرين احدهم جروحه «خطيرة» في قصف مدفعي اسرائيلي على مدينة رفح جنوب قطاع غزة وفقا لوزارة الصحة في غزة. واكد اشرف القدرة المتحدث باسم الوزارة «وصول الشهيد الرضيع فارس جمعة المهموم (5 شهور) إلى مستشفى أبو يوسف النجار( في مدينة رفح) وثماني اصابات أخرى جراء قصف الاحتلال على مدينة رفح». بدورها، اعربت وزارة الخارجية الفرنسية الخميس عن «قلق فرنسا الكبير حيال القرار الاسرائيلي البدء بتدخل بري في غزة»، داعية اسرائيل الى «ممارسة اكبر قدر من ضبط النفس». وقال المتحدث باسم الخارجية رومان نادال في بيان ان «فرنسا تعرب عن قلقها الكبير حيال القرار الاسرائيلي البدء بتدخل بري في غزة»، مضيفا ان «حماية السكان المدنيين وتفادي سقوط ضحايا جديدة هما امران اساسيان». واكد بيان الخارجية ان الوزير لوران فابيوس سيتوجه الجمعة الى المنطقة «دعما للجهود من اجل وقف فوري لاطلاق النار وتهدئة دائمة تلبي الحاجات الامنية لاسرائيل والحاجات الانسانية والاقتصادية للفلسطينيين». المزيد من الصور :
مشاركة :