كينيا: أربعة قتلى في مواجهات مع الشرطة والمعارضة تتهم الرئيس المنتهية ولايته بتزوير الانتخابات

  • 8/10/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

رفض المعارض رايلا أودينغا النتائج غير النهائية للانتخابات بعد فرز 96 بالمئة من الأصوات التي أظهرت فوز الرئيس المنتهية ولايته أوهورو كينياتا معتبرا أنها "مزورة". واندلعت أعمال عنف ومواجهات بين الشرطة ومتظاهرين معارضين أدت إلى مقتل أربعة أشخاص. وكانت انتخابات 2007 قد شهدت أعمال عنف إثنية-قبلية هزت البلاد بعدما قتل 1100 شخص وتشرد 600 ألف آخرين. قتل أربعة أشخاص الأربعاء في حادثتين منفصلتين في كينيا بعدما رفض المعارض رايلا أودينغا النتائج غير النهائية للانتخابات الرئاسية التي أظهرت فوز الرئيس المنتهية ولايته أوهورو كينياتا معتبرا أنها "مزورة". وغداة الانتخابات، أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع على مئات المتظاهرين الذين تجمعوا في أحد معاقل المعارضة وخصوصا في كيسومو غرب البلاد. ولكن في مدينة الصفيح ماتهاري استخدمت الشرطة أيضا الرصاص الحي، ما أدى إلى مقتل شخصين على الأقل. وقال المسؤول في الشرطة الذي طلب عدم الكشف عن اسمه إن المتظاهرين "كانا في عداد مجموعة تتظاهر في هذا الحي الذي أرسلت إليه الشرطة لإعادة النظام". وأضاف "تم إبلاغنا أن العديد من المتظاهرين كانوا من اللصوص الذين استفادوا من الوضع (...) وقد قتل اثنان منهم". وفي منطقة تانا ريفر بجنوب شرق البلاد هاجم أشخاص مسلحون بسكاكين مكتب اقتراع كان لا يزال يشهد فرزا للأصوات. وقتلت الشرطة اثنين منهم. ومع فرز 96% من الأصوات، أظهرت نتائج اللجنة الانتخابية تقدم كينياتا بحصوله على 54,36% من أصوات حوالي 14,6 مليون مقترع مقابل 44,76% لأودينغا. وقال أودينغا في مؤتمر صحافي عقده فجرا مع بدء إعلان النتائج عبر نظام الفرز الالكتروني، الذي يهدف إلى منع حصول تزوير، إن "هذه النتائج كاذبة، إنها مزورة. لا يمكن أن تكون صحيحة". وأضاف أن اللجنة الانتخابية لم تقدم وثائق تظهر كيف تم التوصل إلى تلك الأرقام. واتهم أودينغا (72 عاما) الذي يخوض الانتخابات الرئاسية للمرة الرابعة، مرشحا عن حزب "التحالف الوطني العظيم"، سابقا منافسيه بأنهم سرقوا منه الفوز عبر تزوير نتائج انتخابات 2007 و2013. وأدى خلاف حول نتائج الانتخابات في 2007 إلى أعمال عنف إثنية-قبلية استمرت شهرين هزت البلاد التي تعد واحة استقرار وأدت إلى مقتل 1100 شخص وتشريد 600 ألف آخرين. أما نتائج انتخابات 2013 فقد تم اللجوء إلى القضاء للنظر فيها وانتهى الخلاف بشأنها سلميا على الرغم من خسارة أودينغا. وشهدت الحملة الانتخابية في 2017 توترا زاد من حدته تعرض المدير الرئيسي لنظام التصويت البيومتري كريس مساندو للتعذيب والقتل. وعثر على جثته في ضواحي نيروبي بداية آب/أغسطس الحالي. وقال أودينغا "نخشى أن هذا هو السبب الرئيسي لاغتيال السيد كريس مساندو"، مشيرا إلى مزاعم بحدوث عمليات تزوير. رابحون وخاسرون ونوهت وسائل الإعلام المحلية بيوم انتخابي هادئ الثلاثاء، وطالبت الخاسرين بالقبول سلميا بالنتائج والتقدم بشكواهم أمام القضاء. وأوردت صحيفة "دايلي نيشن" في افتتاحيتها "الناخبون، بدورهم، عليهم انتظار النتائج والإقرار بأن مرشحهم يمكن أن يكون خاسرا. إنها مقتضيات الديمقراطية حيث هناك رابحون وخاسرون". وغداة التصويت كانت شوارع نيروبي، التي غالبا ما تشهد ازدحاما خانقا، هادئة على غير عادة. وفتحت بعض المتاجر أبوابها في حين تترقب البلاد النتائج حابسة أنفاسها. وطالب أودينغا اللجنة الانتخابية بوقف بث النتائج على موقعها الإلكتروني بانتظار وصول الوثائق التي تدعم الأرقام من مراكز الاقتراع في الدوائر الانتخابية. في المقابل رفضت مفوضة اللجنة الانتخابية روزلين أكومبي طلب أودينغا وقالت "قررت اللجنة أن الشفافية والمصداقية جزء من الالتزام الذي قطعناه أمام الناخبين وأمام الشعب الكيني". إرادة الشعب وأشارت استطلاعات الرأي قبل التصويت إلى تقارب النتائج بين كينياتا وأودينغا. وهي المرة الثانية التي يتواجه فيها الخصمان في الانتخابات الرئاسية. وتندرج المنافسة بينهما ضمن تاريخ طويل من الخصومة على مدى أكثر من نصف قرن بعد أن تحول والداهما جومو كينياتا وجاراموغي أودينغا من النضال المشترك في سبيل الاستقلال إلى خصمين لدودين. وينتمي الرجلان إلى اثنتين من المجموعات الإثنية الرئيسية في كينيا، كينياتا ينتمي إلى إثنية "كيكويو" وهي الأكبر، وأودينغا إلى إثنية "لويو". وتمكن كل منهما من نسج تحالفات كبيرة مع مجموعات نافذة في كينيا، حيث يجري التصويت بشكل واسع تماشيا مع آراء زعماء القبائل. وفاز كينياتا في انتخابات 2013 بفارق 800 ألف صوت. وسعى كينياتا (55 عاما) إلى إعادة انتخابه مستفيدا من ولايته الأولى التي شهدت تطويرا كبيرا للبنى التحتية رافقه نمو اقتصادي بلغت نسبته أكثر من خمسة بالمئة. فرانس 24 / أ ف ب نشرت في : 10/08/2017

مشاركة :