توسيع صلاحيات سيدة قصر الإليزيه يزعج الفرنسيينالفرنسيون في أشد الانزعاج هذه الفترة بسبب وعد قطعه الرئيس إيمانويل ماكرون خلال الحملة الانتخابية باستحداث وظيفة رسمية للسيدة الأولى، ما دفع الإليزيه إلى الاكتفاء حاليا بالتحدث عن مجرد توضيح لوضع بريجيت ترونيو ماكرون.العرب [نُشر في 2017/08/10، العدد: 10718، ص(12)]العشق له مفاهيم أخرى باريس - احتدم النقاش في الآونة الأخيرة بفرنسا حول الصلاحيات التي قد تتمتع بها بريجيت زوجة الرئيس إيمانويل ماكرون، بعد نشر عريضة تندد بهذه المبادرة. وغرّد كريستوف كاستانيه، الناطق باسم الحكومة، على حسابه في تويتر يقول “بريجيت ماكرون تضطلع بدور ولديها مسؤوليات. ونحن نسعى إلى الشفافية وتحديد الوسائل المتاحة لها”. وفي بلد اختلف فيه مسار السيدة الأولى باختلاف رؤساء البلاد، وأحاط اللبس بالمهام الموكلة إليها، أعرب ماكرون خلال حملته الانتخابية عن نيته استحداث “مركز فعلي” للسيدة الأولى بغية الكفّ عن “النفاق”، في ما يتعلق بهذه المسألة. وكان ماكرون الذي لم تفارقه بريجيت خلال حملته الانتخابية قد قال في مارس الماضي، قبل وصوله إلى سدة الرئاسة عن زوجته التي تكبره بنحو25 عاما وكانت تدرسه فنون المسرح إنها "ستؤدي دورا ولن تكون متوارية عن الأنظار لأنها شريكة حياتي ورأيها يهمني وأظن أنه من المهم توضيح" هذا الدور. غير أن مساعي ماكرون إلى إضفاء طابع رسمي على دور السيدة الأولى البالغة من العمر 64 عاما، تثير حفيظة قسم من الرأي العام، بينما منع الوزراء والبرلمانيون مؤخرا من الاستعانة بخدمات أفراد من عائلاتهم لمعاونتهم. وأطلقت عريضة على الإنترنت قبل أسبوعين "ضد مركز السيدة الأولى لبريجيت ماكرون" جمعت حتى صباح الثلاثاء قرابة 270 ألف توقيع. وسبق للمعارضة المتطرفة بشقيها اليميني واليساري أن تطرقت إلى المسألة خلال النقاشات الدائرة حول مشروع قانون أخلاقيات الحياة العامة. وجاء في العريضة التي أطلقت على موقع "تشانج. أورغ"، بمبادرة من تييري بول فاليت الذي يقدم نفسه على أنه رسام وكاتب ومواطن ملتزم أنه “بينما تسعى الحكومة لتقليص النفقات” وفي “فترة يكثر فيها الكلام عن أهمية الأخلاقيات في الحياة العامة، لا يسعنا بمقتضى الحال تأييد مبادرة تخصيص وظيفة لزوجة” رئيس الدولة. ولفت معدو العريضة إلى أنه “بوسع السيدة الأولى استغلال هذا الدور كما يحلو لها، والأمر يقضي بمنحها صفة قانونية تخول لها الاستفادة من ميزانية ومن صلاحيات واسعة”.تييري بول فاليت: بينما يكثر الكلام عن الأخلاق في الحياة العامة، لا يمكن تأييد مبادرة ماكرون وفي خضم هذا الجدل، كشفت أوساط مقربة من بريجيت عن نية الإليزيه توضيح هذا “الدور العام” في الأيام المقبلة. ولن تتقاضى زوجة الرئيس الفرنسي أي أجر في المقابل ومن غير الوارد تعديل الدستور، بحسب المصدر نفسه. ونظريا، ما من نص قانوني يحدد إطار عمل زوجة الرئيس أو الموارد المخصصة لها. لكن فعليا، تحظى زوجات رؤساء الدولة الفرنسية منذ زمن طويل بمكتب ومعاونين وخدمة حماية على نفقة الإليزيه. وعلى سبيل المثال، بلغت نفقات مكتب فاليري تريرفيلر، شريكة فرنسوا هولاند سابقا، نحو 400 ألف يورو في عام 2013. وأوضحت أورور بيرجيه الناطقة باسم نواب الأغلبية الرئاسية، أن الفكرة هي أن يعرف الفرنسيون كلفة هذا الدور ولا بد من أن تسود الشفافية هذه المسألة. ومنذ ثلاثة أشهر تقريبا، تقوم زوجة ماكرون بواجباتها على أتم وجه، فقد استقبلت الرئيس الأميركي دونالد ترامب وعقيلته خير استقبال وتحادثت مع النجمين بونو وريهانا في مسائل إنسانية وعكفت على الرد على 200 رسالة كل يوم. وبالإضافة إلى المهام البروتوكولية، ترغب بريجيت فعلا في تخصيص وقتها للاهتمام بمشاكل الإعاقة والمرض، بحسب ما أوردت صحيفة “لو فيغارو”. ولا تعتبر هذه المسألة محط جدل في بلدان أوروبية أخرى، ففي ألمانيا يحرص زوج المستشارة ميركل، عالم الفيزياء يواخيم زاور، على البقاء بعيدا عن الأضواء وهو لا يتمتع بأي صفة رسمية، كما الحال مع فيليب زوج رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي.
مشاركة :