أن يتطلع البعض من أهالي قطاع غزة لأي مَخرج، وطني أو غير وطني، وعبر أية بوابة، فليس هذا خيارهم الاستراتيجي ولكنه خيار الضرورة المؤقتة وسيكتشف الجميع أن لا مخرج لأزمات القطاع إلا المخرج الوطني الشامل، وأن كل ما يدور من حديث عن تفاهمات وحلول خارج السياق الوطني الشامل ما هي إلا مسكنات ومحاولات بائسة للتغطية على فشل ومأزق أطراف هذه التفاهمات، أيضا تعبر عن فشل النظام السياسي برمته من منظمة تحرير وسلطة وطنية وحكومة. لا نلوم شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة إن هيمنت عليه وشغلته مؤقتا القضايا الخاصة بالمتطلبات المعيشية ولا نلومه على ما وصلت إليه حاله من تناقضات والتباسات، ولكن، مخطئ مَن يعتقد أن هذه الانشغالات الوقتية ستُخرج قطاع غزة وأهله من كينونتهم وهويتهم وثقافتهم الوطنية، أو أن يقبلوا بقطاع غزة بديلا عن فلسطين، كما لن يقبلوا أن يكونوا عبئا على القضية الوطنية. حتى لا يتحول قطاع غزة إلى عبء وطني يجب مقاومة محاولات سلخه وفصله عن الكل الفلسطيني وعن المشروع الوطني وعن الضفة الغربية، إن نجحت محاولات فصله فسيتحول إلى بقعة جغرافية مهملة وبائسة يعيش على المساعدات والصدقات، وسيغرق سكانه في صراعات لا تنتهي، وفصل قطاع غزة يعني أيضا فصل وضياع الضفة الغربية والقدس ونهاية المشروع الوطني الفلسطيني كمشروع تحرر وطني. د. إبراهيم أبراش أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر – غزة Ibrahemibrach1@gmail.com
مشاركة :