تستعيد الطائف خلال هذه الأيام ذكرياتها الرمضانية القديمة، وذلك من خلال الفعالية التي تنظمها أمانة المنطقة ببرحة القزاز بسوق البلد تحت عنوان «مركاز أهل الطائف الرمضاني يجمعنا»، الذي يحتوي على بسطات الكبدة والبليلة والعصيرات وخبز الجمر والفول، التي جهزت بعناية من قبل المهتمين بتراث الطائف القديم وما كانت تحويه الحواري من مركاز ومقابلة لعمد الحي وكذلك المسحراتي. الكبدة سيدة المأكولات «المدينة» التقت خلال جولة لها في المركاز احد اركان بائعي الكبدة الرواس، الذي أشار إلى انه يزاول بيع الكبدة منذ 35 سنة، مؤكدا أن لها زبائن كثيرة وتجد إقبالا من أهالي الطائف وزوارها. وتطرق العم الرواس إلى بداياته في هذه المهنة، قائلا «كنت أبيع الكبدة في البداية كنوع من الهواية، واستمرت معي حتى هذا الوقت، وقد استفدت من والدي الذي كنت ملازما له في عملية البيع». ولفت إلى أنه على الرغم من انهم يبيعون كذلك المقادم والمندي والرؤوس، إلا أن طالبي الكبدة أكثر عددا، لذا خصص ركنًا لبيع الكبدة، مبينا أن ساعات البيع تمتد حتى قبيل الفجر، مؤكدا أنهم لا يبيعون سوى كبدة الأغنام الطازجة، قائلا: «المهم في المقام الاول المحافظة على المصداقية والسمعة الحسنة التي اكتسبناها على ما يزيد على خمسين سنة». إعجاب من جهتهم، أبدى عدد كبير من الزبائن الموجودين حول بسطات الكبدة إعجابهم بهذه الأكلة التي ارتبطت شهرتها بشهر رمضان الكريم، حيث وضع البائعون بسطاتهم في بداية شهر رمضان الكريم على امتداد الاماكن التي يرتادها الزوار. الخبز على الجمر وفي موقع اخر من المركاز وجدنا بائع الخبز على الجمر يوسف العمودي، الذي أكد أن كثيرا من اهل البلد والزوار يهوون الاكلات الشعبية القديمة كالخبز على الجمر، قائلا: «نقوم بتجهيزه امامهم على الجمر بحيث نأتي بالعجينة جاهزة وهي من دقيق البر ونقوم بفردها على الصاج، ومن ثم وضعها على الجمر حتي تتقمر من تحت ونقلبها الى الوجه الاعلى ونقدمها بالسمن والعسل البلدي». وألمح إلى أنه يشارك في كل مهرجان يقام بالطائف، لافتا إلى انه يهدف من خلال مشاركته في المركاز الرمضاني إلى اعادة التراث وتعريف الابناء عن كيفية اعداد أجدادهم اكلهم وطرق اعدادها والوسائل التي يستخدمونها. أجهزة قديمة ورصدت «المدينة» كذلك احتواء المركاز على ركن لبيع الاجهزة القديمة التي كانت تستخدم قديما مثل الراديو والتلفزيون ابيض واسود والبكم وبعض التحف القديمة، حيث يشرف عليه الشاب عبدالمجيد أبو فارع، الذي أشار إلى أن عرض هذه الاجهزة يهدف لتعريف الجيل الحالي بالأجهزة التي كان يستخدمها الآباء والأجداد في تلقي الأخبار وكيف كانوا يسلون انفسهم ويستمعون الى الأشعار الشعبية عن طريق البكم. عبق الماضي وخلال الجولة في المركاز تشعر كانك تمر في احدى حواري الطائف القديمة فتجد محل الفول، الذي يشرف عليه المعلم الشاولي، مشيرا إلى ان طبق الفول من اساسيات سفر الافطار للصائمين قديما وحديثا. المسحراتي وبينما نتجول واذا بالمسحراتي الذي يشرح لنا عمله وهو ببساطة هو ذلك الشخص الذي يوقظ النائمين في كل ليلة من ليالي شهر رمضان الفضيل لتناول وجبة السحور والاستعداد لصلاة الفجر، مرددًا بصوته الجميل بعض العبارات الشجية مثل يا نايم وحّد الدايم.. يا غافي وحّد الله يا نايم وحّد مولاك اللّي خلقك ما بنساك قوموا إلى سحوركم جاء رمضان يزوركم وهو يضرب على طبلة يحملها في يده علما بانها الان اندثرت مع التطور وسماع اصوات المؤذنين وسهر الكثير حتى يتناول وجبة السحو ويؤدي الصلاة. السقاء كما قام احد صغار السن بتمثيل دور السقاء الذي يقوم بتوزيع المياه على الحي عبر تنكتين مربوطتين في خشبة من الاطراف وتحمل على الكتف من خلف الرقبة ويدور بها على البيوت التي ينقص فيها المياه وكانت المياه تجلب من الابار اليدوية من المزارع التي كانت تحيط بالطائف. المزيد من الصور :
مشاركة :