أمراض القلب... هل تؤثر في صحة الدماغ؟

  • 8/11/2017
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

بحسب الأطباء، ينعكس ضعف تدفق الدم في الدماغ على مهارات التفكير. ما هي تداعيات ذلك، وهل هناك خطوات فاعلة للحدّ من هذا التأثير؟ وإلى أي مدى تساهم أمراض القلب في الإصابة بالزهايمر؟ مثل بقية مناطق الجسم، يمكن أن يؤثر التقدم في السن في وظيفة الدماغ. يكون معظم هذا التباطؤ متوقعاً ويمكن نَسْبه إلى آثار الشيخوخة الطبيعية. لكن عندما تصبح مهارات التفكير مبهمة بشكل متزايد ويتحوّل النسيان إلى أسلوب حياة بحد ذاته، قد يترسّخ تدريجاً شكل مبكر من الخرف: إنه الضعف الإدراكي المعتدل. من الطبيعي أن نربط بين هذه التغيرات وبداية مرض الزهايمر. لكن يمكن لوم مشاكل تدفق الدم أيضاً إذ {تشير التقديرات إلى ارتباط ثلث حالات الخرف الإجمالية، حتى تلك التي تدخل في خانة الزهايمر، بعوامل وعائية}، بحسب الدكتور ألبرت هوفمان، رئيس قسم علم الأوبئة في كلية {تي. إتش. تشان للصحة العامة} التابعة لجامعة هارفارد. القلب والدماغ تشمل المشاكل الوعائية التصلب العصيدي (تراكم الصفائح الدهنية في الشرايين) وتصلّب الشرايين مع التقدم في السن. من المعروف أن هاتين الحالتين تؤثران في أمراض القلب. كذلك يمكن أن تُضرّ الجراحات نفسها بوظيفة الدماغ عبر التأثير في كمية الدم الذي يكون غنياً بالأوكسجين ويغذي الخلايا الدماغية. عند وقوع جلطة دماغية، تموت مساحات واسعة من النسيج الدماغي حين يوقف التخثر في شريان دماغي كبير تدفق الدم فجأةً. بالإضافة إلى التضرر الفوري بسبب الجلطة الدماغية، يصاب شخص من كل ثلاثة ناجين بالخرف في نهاية المطاف. تنجم الإصابات الأقل حدة عن انسدادات بسيطة في أوعية صغيرة تقع في عمق الدماغ، علماً أن هذه الجلطات الصامتة أكثر شيوعاً من الجلطات الواضحة بعشر مرات أو عشرين مرة. ويزيد الضرر المجهري الذي تُخلّفه هذه الحالة خطر الإصابة بالخرف في وقت لاحق. قد يمهّد إضعاف الأوعية الدموية بسبب تراكم الصفائح لمرض الزهايمر أيضاً. يكون تراكم الرواسب البروتينية المعروفة باسم {بيتا أميلويد} (مؤشر على المرض) نتيجة مباشرة لما يسمّيه الأطباء نقص انسياب الدم، ما يعني عدم تلقّي الدماغ كمية كافية من الدم على المدى الطويل. بسبب هذه التداخلات كلها، يقول هوفمان إن تحديد اختلافات بارزة بين الزهايمر والخرف الوعائي ليس أمراً منطقياً. التغلب على عوامل الخطر كما نفعل للحفاظ على صحة القلب، لا بد من تقليص مخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية لحماية القدرات المعرفية. تشمل هذه المقاربة ممارسة تمارين جسدية منتظمة، والإقلاع عن التدخين، والتحكم بمعدلات سكر الدم ومستويات الكولسترول، والالتزام بحمية صحية، والحفاظ على وزن صحي. من الضروري أن يراقب المريض ضغط دمه، لا سيما في منتصف العمر، لأنه سبب رئيس للجلطات الدماغية. يُقال أيضاً إنه يحفّز على نشوء الإصابات الصغيرة في المادة البيضاء داخل الدماغ. قد تبطئ هذه الإصابات وتيرة التفكير وتُسرّع فقدان الوظيفة المعرفية الذي يرافق الزهايمر. نزعة واعدة يترافق الرابط القائم بين صحة القلب والوظيفة المعرفية مع ناحية إيجابية. تشير دراسات سكانية كبرى جرت في الولايات المتحدة وأوروبا إلى تراجع حالات الزهايمر الجديدة وأشكال أخرى من الخرف في آخر 30 سنة. بحسب هوفمان، يمكن تفسير هذه الظاهرة بالتقدم الحاصل في علاجات أمراض القلب والأوعية الدموية خلال الفترة نفسها، بما في ذلك ارتفاع ضغط الدم والكولسترول والسكري، ما يعني أن تلك العلاجات قد ترتبط أيضاً بتحسين صحة الدماغ. يؤثر الضعف الإدراكي المعتدل في أداء الذاكرة ومستوى الانتباه ومهارات حل المشاكل والقدرة على العيش بشكل مستقل. في ما يلي بعض الطرائق للتمييز بين ذلك الضعف والشيخوخة الطبيعية. الشيخوخة الطبيعية تحتاج إلى بذل مجهود فكري إضافي لحل المشاكل اليومية. لكنك تستطيع فعل ذلك من دون مساعدة. تحتاج إلى بذل جهود إضافية لتجاوز التحديات اليومية مثل إدارة الشؤون المالية واستعمال هاتف جديد، أو التنقل من مكان إلى آخر. لكن يمكنك تنفيذ هذه المهام وحدك. تنسى أحياناً الأسماء أو الكلمات، وقد تضع بعض الأغراض (مفاتيح، محفظة) في غير مكانها. الضعف الإدراكي المعتدل يتشتّت تفكيرك لدرجة أنك تستطيع إتمام مهمة واحدة في كل مرة، وقد تحتاج إلى طلب المساعدة لحل المشاكل. تحتاج إلى تحفيز أو توجيه للقيام بالمهام الصعبة، وتبدأ بطلب المساعدة لإتمامها. تنسى دوماً الأسماء أو الكلمات رغم تذكيرك بها باستمرار، وتنسى محادثات كاملة وتضع الأغراض دوماً في غير مكانها.

مشاركة :