قال قيادي سوري كردي إن «قوات سوريا الديمقراطية» تحاصر مقاتلي تنظيم داعش في وسط مدينة الرقة حاليا لكنه توقع أن يستغرق طرد المتشددين من المدينة ما يصل إلى أربعة أشهر. وأضاف هفال جبار وهو قيادي بوحدات حماية الشعب الكردية يبلغ من العمر 25 عامًا، ويقود الهجوم على معقل التنظيم المتشدد في سوريا أن القوات مشّطت حوالي نصف الرقة القديمة وتتقدم من جميع المحاور. وربطت وحدات في قوات سوريا الديمقراطية، وهو تحالف تهيمن عليه وحدات حماية الشعب، بين المناطق الجنوبية من الرقة يوم الثلاثاء وحاصرت المتشددين في وسط المدينة الذي يشمل المدينة القديمة. وقال جبار الأربعاء إن ثغرة صغيرة كانت هناك لكنها أغلقت يوم الثلاثاء وإن القوات تتقدم حاليًّا باتجاه منطقتي المنصور والرشيد. ومن موقع قيادته وهو مقر سابق للشرطة السورية يشرف على أسوار المدينة القديمة مال جبار بجسده على خرائط ونقل رسائل باللاسلكي إلى وحدات حماية الشعب التي تبعد 400 متر عن وسط المدينة الذي يعج بالمباني.وبينما كان يتحدث ترددت أصوات الأسلحة الآلية عبر جهاز اللاسلكي الخاص به فيما أصابت ضربات جوية للتحالف بقيادة الولايات المتحدة أهدافا في مكان قريب. وتقاتل قوات سوريا الديمقراطية، التي تدعمها الضربات الجوية وقوات خاصة للتحالف، منذ يونيو لطرد داعش من مدينة الرقة. وكانت حملة منفصلة قد طردت التنظيم من مدينة الموصل معقله في العراق الشهر الماضي. لكن هجوم الرقة الذي يتم على مراحل متعددة بدأ فعليا في نوفمبر وأدى لانتزاع السيطرة على بلدات وقرى تحيط بالمدينة وقطع الطريق أمام داعش من ناحية الشمال والشرق والغرب. ويقول المسؤولون إن تقدم القوات يجري بحذر لأن داعش تستخدم القناصة والسيارات الملغومة والشراك الخداعية، وتمنع المدنيين من المغادرة ما يطيل أمد مساعي طرد المتشددين. وأخطأت التوقعات الأولية لوحدات حماية الشعب بأن معركة الرقة ستنتهي خلال أسابيع. وقال جبار إن الانتهاء من معركة الرقة قد يستغرق بين ثلاثة وأربعة أشهر أخرى. وأضاف أن قوات سوريا الديمقراطية تتقدم باطراد لكن مقاتلي التنظيم زرعوا الكثير من الألغام مما يمثل أحد أكبر الصعوبات. وأشار إلى أن التنظيم لا يفجر السيارات الملغومة يوميا لكن إذا تقدمت القوات في شارع ما فإنه يفجرها. وهز انفجار هائل المبنى بينما كان جبار يتحدث وتصاعد عمود من الدخان من داخل المدينة القديمة إذ أصيبت سيارة ملغومة في ضربة جوية. وترددت عبر اللاسلكي تقارير عن خسائر قوات سوريا الديمقراطية. ولم تقدم مسعفة، تعمل في موقع القيادة وذكرت أن اسمها جيان، رقما لعدد الجرحى الذين يتم نقلهم، لكنها قالت إنه أقل مما كان عليه الحال في بعض المعارك السابقة. وأضافت «لم يسقط عدد كبير من المقاتلين قتلى وجرحى مثلما حدث العام الماضي في منبج»، في إشارة إلى بلدة تقع شمال غربي الرقة وسيطرت عليها قوات سوريا الديمقراطية العام الماضي.قنّاصة من الشيشانقال طلال سلو المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية يوم الثلاثاء إن الألغام تبطئ الحركة حتى في المناطق التي انسحب منها مقاتلو داعش. وأضاف أنه لا وجود لداعش في المنطقة الشمالية لكن قواته لا تقترب؛ لأن التنظيم لغم هذه المناطق بكميات كبيرة من المتفجرات والألغام.وقال مقاتلون في وحدة جبار وفصائل أخرى تابعة لقوات سوريا الديمقراطية إنه كلما تقدمت القوات في الرقة زاد الوضع صعوبة.(رويترز)
مشاركة :