تحقق السلطات الصحية بالولايات المتحدة في لغز طبي غريب يتمثل في ارتفاع الوفيات بسبب سرطان القولون والمستقيم بين فئة الشباب البيض تحت 55 عاما، وانخفاضها بين الأميركيين الأفارقة في نفس الفئة العمرية. يحتل سرطان القولون والمستقيم في المملكة المرتبة الثانية بين أنواع السرطان المسجلة بالسجل الوطني السعودي للأورام في عام 2013، ويصيب الرجال أكثر من النساء، إلا أن متوسط عمر الإصابة يتراوح بين 59 عاما للرجال و56 عاما للنساء. الأمر يختلف في الولايات المتحدة، إذ إن هذا المرض بدأ ينتشر لدى الأشخاص في أعمار مبكرة كما أن الوفيات ترتفع بين الشباب ذوي البشرة البيضاء تحت 55 عاما، عكس ما يحدث بين الأميركيين الأفارقة في نفس الفئة العمرية. أمر غريب الدراسة أجرتها شركة «ويبمد» وهي شركة أبحاث أميركية تقدم خدمات المعلومات المتعلقة بالصحة، إذ تقول المديرة الاستراتيجية لخدمات المعلومات في الجمعية الأميركية للسرطان ريبيكا سيجيل «يقتصر الارتفاع في معدل الوفيات على البيض وهو أمر غريب للغاية». ويغطي التقرير جمعية السرطان الوفيات والسجلات لسرطان القولون من عام 1970 وحتى 2014، حيث حلل الباحثون عينة بلغت 242637 حالة للوصول إلى هذه النتيجة. وقالت سيجيل إن «انخفاض الوفيات هو المعيار لتقدمنا ضد السرطان، إن كان لدينا انخفاض في معدل الوفيات فذلك دائما شيء جيد». وأضافت أن السمنة التي تزيد من احتمالات الإصابة بالمرض قد زادت بين ذوي البشرة البيضاء والأميركيين الأفارقة وكلتا المجموعتين لا تتمرن كثيرا وهذا أمر أيضا مرتبط بالمرض، إلا أن النتائج لم تكن متماثلة فالوفيات أكثر من البيض وبشكل لافت. البحث عن اللغز يقول طبيب أمراض الجهاز الهضمي في جامعة أوهايو داريل جري «لم تفحص هذه الدراسة الدخل أو الجغرافيا أو وضع التأمين أو تاريخ القولون أو الفحص المسبق وغيرها من العوامل التي تؤثر على سرطان القولون. لا يمكننا الجزم أن الوصول إلى الرعاية الصحية هو ما يسهم في ذلك التفاوت، لأنه لطالما كان الوصول إلى الرعاية الصحية محدودا للأقليات وذوي الدخل المنخفض». وأضاف «يجب على العلماء أن يبحثوا في هذا اللغز وتحديدا في بيولوجية الأشخاص للوصول إلى السبب». وأشار الطبيب داريل إلى أن أحد الاختلافات هو أن سرطان القولون عند الشباب يميل لكونه يقع في الجهة اليسرى من القولون، وينتشر بشكل متساو على القولون عند المرضى الأكبر سنا، مضيفا أنه يأمل أن يكون هذا بداية لإيجاد الأدلة والأسباب. ونصح الأشخاص المعرضين بشكل أكبر للإصابة بالمرض أن يجروا الفحوص مبكرا. زيادة المرض عند الشباب دعمت نتائج الدراسة الأبحاث الجديدة التي ظهرت مؤخرا حول سرطان القولون والمستقيم، وأكدت أن هذا المرض بالتحديد بدأ ينتشر بين الشباب بشكل ملحوظ، فيما انخفضت معدلاته عند كبار السن. وعادة ما ترتبط الإصابة بالمرض بأساليب حياتية مختلفة فضلا عن العوامل الوراثية والإصابة ببعض الأمراض التي تتدخل بشكل مباشر في الإصابة. ومن الأسباب الحياتية ارتفاع معدل السمنة لدى الشخص وعدم ممارسة الرياضة والتدخين وغيرها. ويقول داريل جري إن «على الشباب الذين يصابون بأعراض مشابهة لأعراض سرطان القولون والمستقيم ألا يتجاهلوها، حتى وإن بدت الأعراض غامضة أو غير محددة، ويتوجب عليهم التماس العناية الطبية فورا».
مشاركة :