في عالم التسوق من خلال السفر، السائح الصيني هو الملك. خلال عدد قليل من السنوات فقط، اتسع نطاق إنفاق السياح الصينيين ليشكل أكثر من 20 في المائة من الإنفاق في مجال السفر في السوق العالمية البالغة قيمتها 216 مليار دولار في عام 2016، وفقا لمنظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة.العام الماضي، غادر نحو 135 مليون مواطن صيني بلدهم طلبا لقضاء وقت ماتع في الخارج، حيث كانت نية كثير منهم شراء كميات كبيرة من البضائع الأجنبية قبل العودة إلى الوطن.شركات السياحة والسفر ومتاجر السوق الحرة في مختلف أنحاء العالم وظفت أشخاصا يتحدثون اللغة الصينية. وقد أصبح من الشائع سماع عملية بيع لحقائب فاخرة في باريس تتم بأكملها باللغة الصينية “الماندارين”.يعتزم تجار التجزئة في المجالات المرتبطة بالسياحة والسفر تخزين واستغلال عملة الرنمينبي بشكل أكبر حتى من قبل.قال أوليفر ماثيو، محلل لدى وكالة سي إل إس إيه، في تقرير صدر أخيرا: “على مدى السنوات الخمس المقبلة، نتوقع أن يبلغ إنفاق السياح الصينيين نحو 453 مليار دولار في مجال السفر إلى الخارج”.“سيكون هذا بمثابة ثروة ضخمة للذين يقدمون الخدمات والمنتجات التي تلبي احتياجاتهم”.غير أن من الصعب إلى حد كبير التنبؤ بأذواق وعادات الإنفاق لدى السياح الصينيين. كما أن تحديد تدفقات السياح الصينيين إلى آسيا على مدى السنوات الخمس المقبلة هو “لعبة تخمين”، كما يقول فيليب شوس، الرئيس التنفيذي لشركة DFS، وهي شركة تجزئة لتجارة المنتجات الفاخرة.قلة من الناس من بين مراقبي سوق السفر هي التي كان يمكن أن تتنبأ بأن خلافا سياسيا حادا بين بكين وسيؤول، يمكن أن يؤدي إلى حصول انخفاض كبير في أعداد السياح الصينيين الذين يزورون كوريا الجنوبية لهذا العام. تراجعت الأعداد بنسبة 66 في المائة على أساس سنوي في نيسان (إبريل) الماضي، وفقا لشركة سي إل إس إيه.على الرغم من أن الصين واليابان شهدتا سلسلة من النزاعات الإقليمية والدبلوماسية خلال السنوات الخمس الماضية، لا يزال الإنفاق في مجال السياحة في اليابان قويا. كما أن من الممكن أيضا أن يبدأ السياح الصينيون في إنفاق مبالغ أقل خلال رحلات التسوق التي يقومون بها إلى الخارج، فقد تراجع متوسط الإنفاق من قبل السياح الصينيين على سلع مثل مواد التجميل والملابس الفاخرة إلى 53 في المائة من إجمالي الإنفاق العام الماضي، بعد أن كانت النسبة هي 57 في المائة قبل عام، وفقا لبيانات شركة سي إل إس إيه.من جانب آخر، ارتفع الإنفاق على الوجبات الغذائية والإقامة.Image: category: FINANCIAL TIMESAuthor: دون واينلاند من لندنpublication date: الاربعاء, أغسطس 9, 2017 - 03:00