شكر الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس (الخميس) نظيره الروسي فلاديمير بوتين قراره خفض الوجود الديبلوماسي الأميركي في روسيا، موضحاً بلهجة لم تخل من السخرية أنّ هذا القرار سيسمح للولايات المتحدة بتوفير «مال كثير». وقال ترامب بلهجة ساخرة: «أريد أن أشكره لأننا نحاول تقليل نفقاتنا، وبالنسبة إلي أنا ممتن جدّاً لتخلّيه عن عدد كبير من الأشخاص لأنه في الوقت الحالي (باتت) لدينا مصاريف أقل». وأضاف في إشارة إلى الديبلوماسيين الأميركيين المشمولين بقرار بوتين: «ليس هناك حقًا من سبب لكي يعودوا إلى هناك. أنا أُقدّر كثيراً أننا تمكّنا من خفض فاتورة الولايات المتحدة. سنوفّر مالاً كثيراً». وكان بوتين أعلن في أواخر تموز (يوليو) الماضي خفضاً كبيراً للوجود الديبلوماسي الأميركي على الأراضي الروسية، وذلك في سياق ديبلوماسي شديد التوتر وعلاقات بلغت أدنى مستوى لها منذ الحرب الباردة بين الولايات المتحدة وروسيا. وجاء قرار بوتين الذي يصبح نافذاً ابتداء من الأوّل من أيلول (سبتمبر) المقبل، ردًا على إقرار مجلس الشيوخ الأميركي مجموعة جديدة من العقوبات ضد روسيا على خلفية اتهامها بالتدخل في الانتخابات الرئاسة الأميركية. من جهته، قال ترامب اليوم الخميس إنه «لا يفكر» في إقالة روبرت مولر، الذي يتولى التحقيق في مزاعم وجود تواطؤ بين حملة ترامب وروسيا. وقال للصحافيين إنه فوجئ بمداهمة «مكتب التحقيقات الاتحادي» (إف بي آي) لمنزل مدير حملته السابق بول مانافورت، مشيراً إلى أن الإجراء بعث «إشارة قوية». في سياق منفصل، أعلن الرئيس الأميركي أنّ قراره في شأن عدد القوات الأميركية التي سيُبقيها في أفغانستان بات وشيكاً. وقال ترامب: «سنتخذ القرار قريباً جداً. إنه قرار مهم جداً بالنسبة إلي. لقد ورثتُ فوضى حقيقية». وكان ترامب قد تعهد خلال حملته الانتخابية تقليص التدخل الأميركي في الخارج، وعليه ان يقرر ما اذا كان سيوافق على الطلبات المتوقعة من المؤسسة العسكرية لارسال مزيد من الجنود الأميركيين مجدداً الى افغانستان. ووصل عدد الجنود الأميركيين في افغانستان في عهد الرئيس الاميركي السابق باراك اوباما الى مئة الف، وبدأ لاحقاً بسحبهم بوتيرة ثابتة بهدف انهاء الدور الأميركي في القتال هناك بشكل كامل. وسلمت أميركا و«حلف شمال الأطلسي» (ناتو) المسؤولية الامنية الى القوات الأفغانية في بداية عام 2015، لكن النتيجة كانت قاسية، فالجنود تعرضوا للقتل بالآلاف واستمرت حركة «طالبان» بتحقيق المكاسب.
مشاركة :