تقرير أممي يلقى الضوء على قدرات "القاعدة" و"داعش" وأبعاد قيامهما بتمويل أنصارهما في الخارج بالإضافة لمصادر تمويل التنظيمين. أشار التقرير إلى أن بنية "داعش" لم تنكسر بالكامل رغم الضغط العسكري على التنظيم. صورة أرشيفية لمقاتلي داعش بدرعا السورية (2014). أكّد تقرير أعدّه خبراء في الأمم المتحدة أنّ تنظيمي "القاعدة" و"الدولة الإسلامية" احتفظا خلال الأشهر الستة الأولى من العام 2017 بقدرات كبيرة على التحرّك على الرغم من الضغط العسكري الدولي ضدّهما. وأشار التقرير الموجّه إلى مجلس الأمن الدولي، إلى أنّ تنظيم "الدولة الإسلامية"، "لا يزال قادرا على إرسال أموال إلى مناصريه خارج منطقة النزاع" في الشرق الأوسط، على الرغم من الضغط العسكري عليه في العراق وسوريا. وغالبا ما تكون التحويلات مبالغ صغيرة يصعب كشفها. واستناداً إلى التقرير، فإنّ مصادر تمويل تنظيم "الدولة الإسلامية" لم تتغيّر جذريا، بل تعتمد حتى الآن على استغلال النفط والضرائب المفروضة على السكان المحليين. وأعد التقرير خبراء مكلّفون بمراقبة تطبيق مختلف القرارات المتعلقة بالعقوبات التي تم تبنّيها ضدّ التنظيمَين الجهاديَّين. ولفت التقرير إلى أنّ تنظيم "الدولة الإسلامية"، "يواصل التشجيع على والتمكين من تنفيذ هجمات" خارج الشرق الأوسط، مثل أوروبا التي لا تزال تشكل "منطقة ذات أولوية" لشن اعتداءات يُنفّذها أفراد يؤيدون عقيدة التنظيم. ويسعى تنظيم "الدولة الإسلامية" إلى التمركز في جنوب شرق آسيا وفق ما تكشف المعارك الأخيرة في جنوب الفيليبين، حسب ما أفاد التقرير، مشيرًا في المقابل إلى أنّ عدد الراغبين في التوجّه إلى العراق وسوريا للانضمام إلى صفوف التنظيم يواصل التراجع. وقال الخبراء إن مزيدا من القاصرين يغادرون حاليا مناطق القتال في الشرق الاوسط، موضحين أن "تجاربهم بما في ذلك المشاركة في التدريبات والحد الأقصى من العنف وتطرفهم (...) تتطلب كلها اهتماما خاصا ووضع استراتيجيات". وأضاف التقرير أن "مقاومة الدولة الإسلامية في الموصل يثبت أن بنيته للقيادة والسيطرة لم تكسر بالكامل وأن المجموعة تبقى تهديدا عسكريا مهما". وتابع الخبراء أنه إلى جانب الطائرات بدون طيار التي تمكن من شرائها، قام تنظيم "الدولة الإسلامية"، "بتطوير قدرة على تعديلها وبناء نماذج خاصة" به لبث دعايته والقيام بمراقبة وحتى حمل قنابل صغيرة أو متفجرات. وفي غرب أفريقيا وشرقها وفي شبه الجزيرة العربية وخصوصا في اليمن، ما زال تنظيم "القاعدة" يمتلك شبكات قوية. وقال التقرير إنه على الرغم من "المنافسة الاستراتيجية" بين التنظيمين، تسمح تحالفات وتعاون في عدد من المناطق بتحركات للمقاتلين بين مختلف المجموعات. وقال الخبراء إن عدد مقاتلي "الدولة الإسلامية" في ليبيا قدر من قبل إحدى الدول الأعضاء بما بين 400 و700. وفي منطقة الساحل ما زال تنظيم القاعدة يشكل "تهديدا كبيرا"، كما في شرق أفريقيا حيث يبلغ عدد الأعضاء المرتبطين بهذا التنظيم او بتنظيم "الدولة الإسلامية" بين ستة آلاف وتسعة آلاف شخص. وبين التوصيات، طلبت مجموعة خبراء الأمم المتحدة من مجلس الأمن الدولي، تذكير الدول الأعضاء بأن دفع فديات لمحتجزي رهائن غير قانوني نظرا للعقوبات المفروضة على "القاعدة" و"داعش". ا.ف/ و.ب (أ.ف.ب)
مشاركة :