دانيال غلاسر: إيران وحماس تشتركان في رغبة تخريب المنطقة

  • 8/11/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

مساعد وزير الخزانة الأميركية لشؤون تمويل الإرهاب والاستخبارات المالية السابق أكد أن السعودية والإمارات أثارتا «مخاوف كبيرة» بشأن قطردانييل غلاسر مساعد وزير المالية الأميركية لتمويل الإرهاب والجرائم المالية يتحدث في مؤتمر صحافي في وزارة الخزانة في واشنطن يوم 14 مارس 2007 ، ويشاهد يمين الصورة ستيوارت ليفي وكيل الوزارة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية (غيتي) واشنطن: جوزيف براوديحماس جزء من تحالف شرير مع إيران و«حزب الله» ونظام الأسد تُوجت مسيرة دانيال إل غلاسر المهنية في وزارة الخزانة الأميركية بتعيينه في منصب مساعد الوزير لشؤون تمويل الإرهاب في مكتب الإرهاب والاستخبارات المالية، وهو المنصب الذي تولاه منذ عام 2011 إلى 2017. وفي خلال عمله، تعقب تدفق الأموال بين عدد من الدول المارقة، من بينها إيران، والتنظيمات الإرهابية كاملة، من بينها حماس. وفي لقائه مع «المجلة»، تناول غلاسر الصلة الوثيقة التي تربط بين إيران وحماس واتهامات الفساد التي تطال قيادات حماس. وأشاد بالتزام السعودية والإمارات بتضييق الخناق على حماس، وأشار إلى الفرص الجديدة أمام تعاون إقليمي أوسع لمواجهة التنظيمات الإرهابية. * ما طبيعة الدعم الإيراني لحماس؟ – تدعم إيران المنظمات الإرهابية في جميع أنحاء الشرق الأوسط وفي غيره. ولطالما تبنت إيران سياسة خارجية وسياسة إقليمية تقوم على السعي إلى قلب النظام الإقليمي. إنها سياسة خارجية تعتمد على محاولة زعزعة استقرار الحكومات وإظهار القوة في جميع أنحاء المنطقة. ودعم تنظيمات إرهابية مثل «حزب الله» أو حماس يعطي إيران الفرصة لفعل ذلك، لإفساد السلم والأمن الدوليين، والسلم والأمن الإقليميين، ولزعزعة الحكومات التي تراها إيران كأعداء، وهي فعلياً كل حكومات المنطقة، ولاستعراض قوة إيران ونفوذها. تقدم إيران دعماً متنوعاً إلى حماس. وكان تركيزي دائماً على الدعم المالي، وهم يقدمونه بالفعل إلى حماس، وحماس بالتأكيد منظمة إرهابية، ولكن في صميمها هي منظمة قائمة على جمع التبرعات. وهي مثل أي منظمة، تعيش على الموارد التي تستطيع الحصول عليها، ويقوم تنظيمها بالكامل على قدرتها على جمع التبرعات. وهي تلجأ إلى إيران للحصول على قدر من هذه الأموال. إنها ليست منظمة على مستوى «حزب الله» الذي يُعد فعلياً امتداداً للحكومة الإيرانية، التي تخصص له بنداً خاصاً في الميزانية الإيرانية. ولكن تجد إيران أنه من المناسب أن تكفل لحماس الحصول على دعم منها. * كيف يصل التمويل إلى حماس من إيران؟ – قد يصل إلى هناك نقداً عبر عدد من الطرق أو من خلال قنوات تحويل مالي غير رسمية، ولكنه في النهاية، وبالضرورة، يجب أن يجتاز الحدود، عبر أنفاق أو معابر حدودية أو بطريقة مادية على أجساد مهربين. قد تمر الأموال عبر طرق مباشرة من إيران. وقد تمر أيضاً عبر أفريقيا وفي النهاية عبر مصر. هناك عدد من الطرق التي من الممكن أن تمر بها. ومن المؤكد أنه في ظل السياسة التي تنتهجها الحكومة المصرية الجديدة في ما يتعلق بإيران والإخوان وحماس، فإن حماس في وضع أضعف بكثير مما كانت عليه في الماضي. * في عام 2013 بعد الإطاحة بمحمد مرسي، خرجت تقارير تفيد بأن حماس بدأت تخرج من إطارها التقليدي لتتدخل في الصراع في مصر. فما حقيقة هذا الأمر؟ – دائما ما كانت حماس تركز نشاطها الإرهابي في الأراضي الفلسطينية وإسرائيل. ولكن تعد حماس ذراعاً لجماعة الإخوان المسلمين بل وجزءاً منها من عدة وجوه، ولن أتفاجأ إن كان هناك تنسيق كبير بين حماس والإخوان (في مصر). * عند دراستك لتمويل حماس، هل وجدت إشارات على قيام عملاء لحماس بتبديد أموال؟ – كانت إحدى سمات جاذبية حماس والإخوان دائما أنهم يبدون غير قابلين للفساد، وأن الحكومات التي يعارضونها فاسدة بلا أمل في الإصلاح، بينما هم طاهرو اليد. ولكن بمجرد أن وصلوا إلى السلطة، ترى أن ذلك ليس الوضع مع حماس والإخوان عموماً: بل تعاني حماس والإخوان من نقاط الضعف والغواية ذاتها التي تعاني منها كثير من الحكومات الفاسدة، مع أنهم يقدمون أنفسهم على أنهم محصنون ضد الفساد. فهي مجرد دعاية. * هل قابلت دليلاً يشير إلى ممارسات فساد محددة من جانب حماس؟ – لا أستطيع الحديث عن دليل تم التعرض له، ولكن الناس في حاجة فقط إلى ملاحظة كيف تدير حماس الأمور في غزة ليصلوا إلى استنتاجاتهم الخاصة. * ما درجة الأولوية التي تعطيها الحكومة الأميركية لتعقب الدعم الإيراني إلى حماس تحديداً؟ – لم يكن التركيز الرئيسي للحكومة الأميركية في ما يتعلق بإيران منصباً على حماس بل كان التركيز الأكبر على صلة إيران بـ«حزب الله» ودعمها له، وذلك بسبب حجم «حزب الله» الضخم واتساع تأييده، والقوة والنفوذ اللذين يتمتع بهما في المنطقة. وتصل قوة «حزب الله» إلى درجة غزوه لدولة أجنبية ومشاركته بالفعل في حرب إقليمية. وكان التركيز الأميركي على حماس ثانوياً، إلى حد ما لأن تركيز إيران على حماس كان ثانوياً. ولكن لا يعني ذلك أنه شيء لا تهتم به الولايات المتحدة. * إلى أي درجة كانت هناك علاقات تبادلية بين حماس وعدد من عملاء إيران؟ – على الرغم من أن العلاقات بين إيران وحماس تشهد مداً وجزراً على مدار السنوات، فإنها في جوهرها تحالف شرير يضم إيران ونظام الأسد و«حزب الله» وحماس، وهذا تحالف يسعى إلى إحداث الفوضى داخل الشرق الأوسط، وكانت حماس جزءاً كبيراً جداً من ذلك. وبمجرد أن بدأت الحرب في سوريا، وبدأ انهيار الدولة السورية، أصبحت حماس في وضع غير مريح، نظرا لأنه كان هناك عناصر من الإخوان المسلمين يقاتلون ضد نظام الأسد، وكان على حماس أن تتخذ قراراً إما باختيار تنظيم الإخوان المسلمين الذي تتبعه أو علاقاتها مع إيران. كان قراراً صعباً. في النهاية انسحبت من سوريا، مما أفزع داعميها الإيرانيين. ولكنها في النهاية استطاعت تصحيح ذلك أخيرا. * وكيف تمت عودة التقارب بين إيران وحماس؟ – لست خبيراً في العلاقات الدبلوماسية والمناقشات بين إيران وحماس، في النهاية أفترض أن الطرفين وجدا أن ما يربطهما معاً، وهو على وجه التحديد رغبتهما في إحداث تخريب في المنطقة، يتفوق على القضايا التي تفرق بينهما. * كيف ساهمت بلدان خليجية في قضية تمويل حماس؟ – كانت حماس قادرة في المعتاد على اللجوء إلى الخليج من أجل الدعم المالي. وكان التعاون مع دول خليجية من أجل تضييق الخناق على التطرف بالغ الأهمية. في الأعوام الأخيرة، اتخذت تلكم الدول موقفاً صارماً ضد تمويل حماس وتولت ذلك بالتعاون مع الولايات المتحدة. وحماس الآن في ضائقة مالية صعبة، وكان تعاون السعودية في إيقاف تمويلها أحد الأسباب المهمة. كذلك دائماً ما تتخذ الإمارات موقفاً صارماً ضد الإخوان المسلمين. وهي بالتأكيد من أبرز الدول في العالم التي تفصح عن عدم ثقتها في الإخوان المسلمين ومعارضتها للتنظيم. ولا شك في أن الإمارات من أقوى الدول في مساعي التضييق على الإخوان وحماس. وتعد الإمارات مركزاً مالياً، مما يعني أن مبالغ مالية هائلة تتدفق عبرها. ونسبة من تلك الأموال عادةً ما تكون غير مشروعة، كما هو الحال في أي مركز مالي، مما يضع على كاهل الإمارات مسؤولية أكبر للسيطرة على نظامها المالي. وتبذل السلطات الإماراتية جهوداً مضنية لمواجهة هذا التحدي. * ما رأيك في وجود قياديين بارزين لحماس في قطر؟ – أدرجت الولايات المتحدة حماس كمنظمة إرهابية منذ فترة بعيدة، وكانت واضحة في أنها تراها منظمة إرهابية. وتعتقد الولايات المتحدة أن الدول الأخرى يجب أن تتعامل بطريقة مماثلة وتتعاون في الجهود ضد حماس، وهناك دول كثيرة لم تدرج حماس كمنظمة إرهابية، لذلك يصبح الموقف صعباً ومعقداً. وحتى الولايات المتحدة تركز أكثر جهودها ضد «داعش» و«القاعدة» و«حزب الله»، ولكن لا يعني ذلك القول إنها تتغاضى عن التعاون مع حماس. لا أريد أن أخوض في سياسة غزة في ما يتعلق بالسعودية وقطر والإمارات. أعلم أن هذا خلاف يناقشه الدبلوماسيون حتى في أثناء حديثنا. ولكن من المؤكد أن السعودية والإمارات أثارتا مخاوف كبيرة بشأنه، وأرجو أن يتمكنا من الحديث عنه والعمل عليه مع السلطات القطرية. * هل يضع القلق بشأن حماس، الذي تشترك فيه الآن دول الخليج والمنطقة ، أساساً لصور جديدة من التعاون في مواجهتها؟ – بالطبع هناك فرص كثيرة أمام دول الخليج ودول المنطقة ومن بينها إسرائيل للعمل معاً في تلك القضايا. فمصالحهم مشتركة في مجموعة كبيرة من القضايا المتصلة بالإرهاب، وإيران، وتدخل إيران في المنطقة، والبرنامج النووي الإيراني. هناك الكثير من المجالات التي يمكن ويجب أن تتعاون فيها إسرائيل ودول الخليج، وهم كذلك بالفعل بطرق كثيرة، وأعتقد أن ذلك تطور دولي كبير لم يحظ باهتمام كبير. ولكن مقارنةً بالأمور الأخرى التي تحدث في المنطقة، أرى أن الاعتراف بالمصالح المشتركة والقدرة على العمل معاً والتعاون أمر رائع. يتضح لي أن تلك الحكومات تتواصل معاً وتعمل معاً ليس من أجل مصالحها فقط، بل من أجل مصالح المنطقة أيضا، وكذلك مصالح المجتمع الدولي، بما فيها ما يتعلق بالمساعي الدولية لمكافحة الإرهاب، ولتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط، ولضمان عدم مواصلة إيران لبرنامجها النووي.

مشاركة :