قالت وكالة الطاقة الدولية، إن الطلب العالمي على النفط سينمو بوتيرة أسرع من المتوقعة هذا العام، بما يساهم في تقليص تخمة المعروض رغم ارتفاع إنتاج الخام في أميركا الشمالية وضعف التزام «أوبك» بتخفيضات الإنتاج. عمقت أسعار النفط خسائرها عقب صدور تقرير وكالة الطاقة الدولية، الذي أظهر ارتفاع المعروض العالمي للشهر الثالث على التوالي، ورغم إشارته إلى مواصلة سوق النفط مسيرته نحو التوازن. وتراجعت أسعار العقود الآجلة لخام "برنت" القياسي تسليم أكتوبر بنسبة 0.85 في المئة إلى 51.47 دولاراً للبرميل، فيما انخفض خام "نايمكس" الأميركي تسليم سبتمبر بنسبة 0.85 في المئة إلى 48.17 دولاراً للبرميل. ويراقب المستثمرون عن كثب تأثير التوترات بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية على السوق عموماً. وبلغ خام القياس العالمي مزيج برنت 51.62 دولاراً للبرميل بانخفاض 28 سنتاً أو 0.54 في المئة عن الإغلاق السابق، وهذا هو أدنى مستوى منذ الأول من أغسطس. وتراجع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 32 سنتاً أو 0.66 في المئة إلى 48.27 دولاراً للبرميل مسجلاً أدنى مستوياته منذ 26 يوليو. ولامست أسعار النفط أعلى مستوياتها في شهرين ونصف الشهر يوم الخميس الماضين لكنها تراجعت لتغلق منخفضة نحو 1.5 في المئة، ونزلت أسعار الخام الأمريكي عن 50 دولاراً للبرميل وسط استمرار المخاوف المرتبطة بتخمة المعروض. بينما ارتفع سعر برميل النفط الكويتي 16 سنتاً في التداولات الخميس ليبلغ مستوى 49.65 دولاراً مقابل 49.49 دولاراً للبرميل في تداولات يوم الأربعاء الماضي وفقاً للسعر المعلن من مؤسسة البترول الكويتية. وصعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب من حدة لهجته تجاه كوريا الشمالية مجدداً الخميس الماضي قائلا إن تهديده السابق بمواجهة بيونغ يانغ "بالنار والغضب" إذا شنت هجوماً ربما لم يكن صارماً بما يكفي. وأظهرت بيانات رسمية أن مخزونات الخام في الولايات المتحدة، أكبر مستهلك للنفط في العالم، هبطت بمقدار 6.5 ملايين برميل في الأسبوع المنتهي في الرابع من أغسطس مع ارتفاع معدلات تشغيل المصافي إلى أعلى مستوياتها في 12 عاماً بسبب قوة الطلب. لكن لا تزال هناك شكوك فيما إن كان استهلاك الخام سيصل إلى مستويات تكفي للتخلص من تخمة المعروض بعدما كشفت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) الخميس عن زيادة جديدة في إنتاجها، وإن كانت قد رفعت توقعاتها للطلب على النفط في 2018. وقالت تقارير صحيفة أمس، إن وزير الطاقة السعودي خالد الفالح لا يستبعد خفضاً جديداً لإنتاج النفط، لكنه شدد على أن المملكة لن تتخذ إجراءات أحادية الجانب. ونقلت التقارير عن الفالح قوله، إن "احتمالية استمرار خفض الإنتاج مطروحة، ولم يغلق الباب على تمديد خفض الإنتاج. إذا كان هناك حاجة للأسواق لأي إجراء إضافي سواء بتمديد أو تغيير مستويات الإنتاج فستدرس في حينها ويجري الاتفاق من خلال 24 دولة". من جانبها، قالت وكالة الطاقة الدولية أمس، إن الطلب العالمي على النفط سينمو بوتيرة أسرع من المتوقعة هذا العام بما يساهم في تقليص تخمة المعروض رغم ارتفاع إنتاج الخام في أميركا الشمالية وضعف التزام أوبك بتخفيضات الإنتاج. وعدلت الوكالة توقعاتها لنمو الطلب في 2017 إلى 1.5 مليون برميل يومياً مقارنة مع 1.4 مليون برميل يومياً في تقريرها الشهري السابق، وقالت إنها تتوقع نمو الطلب بمقدار 1.4 مليون برميل يومياً إضافية في العام المقبل. وقالت وكالة الطاقة، التي تتخذ من باريس مقراً لها: "لابد أن يجد المنتجون ما يشجعهم في الطلب، الذي ينمو على أساس سنوي بوتيرة أقوى مما كان متوقعاً في البداية". وتعكف منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" على خفض الإنتاج نحو 1.2 مليون برميل يومياً بينما تعمل روسيا ومنتجون آخرون خارج المنظمة على خفض الإنتاج بنصف هذا المقدار، حتى مارس 2018. وقالت وكالة الطاقة، إن نسبة التزام "أوبك" بالتخفيضات تراجعت إلى 75 في المئة في يوليو، وهو أدنى مستوى لها هذا العام. وكانت "أوبك" توقعت زيادة الطلب على خامها في عام 2018 بسبب تنامي الاستهلاك العالمي، وأشارت إلى علامات على تحسن سوق النفط بما يرجح أن خفض الإنتاج الذي تقوده المنظمة يخلص السوق من فائض الإمدادات الذي يضغط على الأسعار. وفي تقريرها الشهري الصادر الخميس، قالت منظمة البلدان المصدرة للبترول إن العالم سيحتاج إلى 32.42 مليون برميل يومياً من نفطها في العام المقبل بزيادة 220 ألف برميل يومياً عن التوقعات السابقة. وأضافت أوبك أن السوق الحاضرة في أوروبا وشمال إفريقيا تحسنت وأن زيادة أسعار خام برنت للتسليم الفوري مقارنة مع الإمدادات اللاحقة تشير إلى أن التخمة آخذة في الانحسار. وقالت المنظمة: "المنحنى المستقبلي استقر تماماً بالنسبة لبرنت وسط بعض الإشارات المتفائلة في السوق الحاضرة... فروق الأسعار تحسنت بشكل ملحوظ لعدد من الخامات الأساسية في أسواق منطقة البحر المتوسط وبحر الشمال وغرب إفريقيا". وارتفع النفط فوق 53 دولاراً للبرميل متجاهلاً بيانات في التقرير تظهر تسجيل قفزة أخرى في إنتاج "أوبك" وترجح أن يستمر فائض المعروض بالسوق العام القادم. وتقلص "أوبك" إنتاجها نحو 1.2 مليون برميل يومياً، بينما تخفض روسيا ومنتجون آخرون من خارج المنظمة إمداداتهم بنصف هذا القدر حتى مارس 2018. ويهدف الاتفاق إلى تصريف المخزونات الزائدة. وفي إشارة على أنه يحقق نجاحاً، قالت "أوبك" إن المخزونات في الاقتصادات المتقدمة تراجعت في يونيو وانخفضت بمقدار 87 مليون برميل مقارنة مع متوسط خمس سنوات، منذ أن بدأ الخفض في يناير. وقالت "أوبك" إن "من المرجح حدوث مزيد من التراجع في مخزونات الخام الأميركية مع الأخذ بعين الاعتبار المعدلات القياسية التي تعمل بها المصافي الأميركية". وأظهرت بيانات رسمية الأربعاء الماضي أن معدل استخدام المصافي سجل أعلى مستوى في 12 عاماً.
مشاركة :