«الأسواق الشعبية» تستهوي المتسوقين رغم «المولات»..!

  • 7/19/2014
  • 00:00
  • 17
  • 0
  • 0
news-picture

على الرغم من تنوع "المولات" ومراكز التسوق الفاخرة والحديثة، إلاّ أن الأسواق الشعبية مازالت تفرض حضورها على الخارطة الشرائية لبعض أفراد المجتمع، حيث تُعد البضائع الشعبية والتراثية ذات طابع خاص؛ ويستخدمها الكثير في تبادل الهدايا التراثية سواء من ملابس أو عطور أو بخور. ويرى متسوقون أن الأسواق الشعبية مازالت تحتفظ بجاذبية كبيرة، ويجدون بين أزقتها عبق التاريخ وطبيعة الحاضر، والذي يوفر لهم كل ما يريدونه من بضائع تنافس بأسعارها المراكز التجارية الضخمة، موضحين أنها تناسب المستويات الاجتماعية كافة، مشيرين إلى أن الأسواق الشعبية تشهد ازدحاماً شديداً وإقبالاً من المواطنين أو المقيمين ممن يحرصون على مشاهدة الوجه الآخر للمُدن في السابق. وتلعب الأسواق الشعبية دوراً مهماً في حركة التنشيط الاقتصادي من خلال تنشيط تجارة التجزئة واجتذاب السائحين، حيث تعرض تشكيلة واسعة من البضائع المحلية والخارجية، كذلك تُعد معلماً للتراث وذاكرة للوطن، ولا يمكن اختصارها في النشاط التجاري بل ترتبط بالقيم والمبادئ التي توارثها الأبناء عن الآباء، وتذكر بالمواقف والأحداث الوطنية الكبرى، إضافةً إلى أنها أوجدت بدائل وخيارات في الأسعار، حيث أن فرق السعر من بين أكثر الأشياء التي تجذب المواطنين إليها، إلاّ أنه لابد من العناية بها وتطويرها؛ لجعلها أسواقاً تراثية نموذجية تعج بالحياة، وهو ما يكفل دعم السياحة واجتذاب مزيد من الزوار. رغبة المتسوقين وقالت "أم محمد" -بائعة أكلات شعبية-: إن الأسواق الشعبية في مدينة الرياض أصبحت الآن تجتذب أكثر المتسوقين ومن مختلف الفئات، ويعود ذلك إلى رغبة المتسوقين في اقتناء البضائع التي تتسم بالأصالة والجودة العالية مقابل سعر في متناول الجميع. وتأسفت "سعدية صالح" -بائعة للملابس التراثية- أن تكون الأسواق الشعبية بمدينة الرياض قليلة ومحدودة، مُتطلعةً من أمانة مدينة الرياض وهيئة السياحة توفير المزيد من الأسواق الشعبية، مُشددةً على أهمية إعادة النظر في تنظيم الأسواق الشعبية الحالية وزيادة مساحاتها ومضاعفة مواقف السيارات داخلها. منتجات حرفية وأوضحت "حصة عبدالله" أنها تبيع منتجاتها الحرفية وأشغالها اليدوية التي يكثر الطلب عليها من المشترين، حيث يجدون في مشغولاتها ضالتهم، مضيفةً أنها تنتقل بين الأسواق الشعبية لعرض بضاعتها، متمنيةً توفير الكثير من الأسواق الشعبية؛ لأن عشاق تلك الأسواق في ازدياد واضح. وأكدت "آلاء فهد" -متسوقة- على أن الأسواق الشعبية هي الأكثر إقبالاً واجتذاباً للمتسوقين لما تحتويه من بضائع منوعة تناسب مختلف الأذواق، وتتوافق مع دخل الجميع، مضيفةً أن تلك البضائع نادرة وغير متواجدة في الأسواق بكثرة؛ لما تحويه من معروضات الماضي العريق. أسعار مناسبة وأشارت "أسماء خالد" -متسوقة- إلى أنها تحرص على شراء ما تُريد من الأسواق الشعبية؛ لأنها تبيع السلعة بسعر رخيص ومتواضع، مقارنةً بما في الأسواق الكبيرة، مضيفةً أن أسعار السوق الشعبي تتناسب مع أصحاب الدخل المحدود، مبينةً أن البائع السعودي يرضيه الربح البسيط، كما أن لديه الاستعداد للبيع بسعر أقل أو "السلف" أحياناً، فقط لأجل كسب الزبون أو إرضائه، حتى وإن لم يعرفه، أو أنه زبون عابر، وليس بصفته زبوناً يكسب منه، بل لأنه إنسان يتعامل معه، ذاكرةً أن الباعة في المراكز التجارية السعر لديهم ثابت، ولا يحق لك "المفاصلة" في السعر، لافتةً إلى أن واقع الحياة المعيشية الصعبة يتطلب المزيد من نوعية تلك الأسواق. إقامة المزيد وذكرت "منيرة مشاري" أن السوق الشعبي يوفر جميع طلباتها من أدوات منزلية وملابس وسجاد وقماش وتحف وهدايا، وهو ما يشجعها للقدوم والتسوق، أيضاً هناك وفرة للأسعار التي لا تجدها في مكان آخر، مضيفةً أن الأسواق الشعبية الحالية قليلة بالنسبة لحجم مدينة الرياض، والحل في إقامة المزيد منها؛ لاستيعاب زبائن السوق الشعبي الأسواق الشعبية. وأوضحت "غيداء السبيعي" أنها من المطالبين بوجود الكثير من الأسواق الشعبية ولكن بشروط معينة أهمها؛ نظافة تلك الأسواق واحترام متسوقيها، فالأسواق الحالية تتميز بكثرة باعتها وبمختلف بضائعها وعدم نظافة الأماكن التي يبيعون فيها، مبينةً أنها عندما تريد الشراء تكون مضطرّة أن تسير وسط تلك الأماكن التي تفتقد إلى أبسط مقومات النظافة والعناية بالبضائع، مؤكدةً على انتشار الروائح الكريهة المختلفة وتكاثر الحشرات بإعداد هائلة في بعض الأسواق، مما ينذر بحدوث آثار سلبية على الصحة؛ نتيجة عدم النظافة وتكدس النفايات هنا وهناك في منظر خال من كل ذوق وعناية واهتمام. بنية تحتية وتحدث "د.عبدالله بن أحمد المغلوث" -مستشار اقتصادي وعضو لجنة الاستثمار والأوراق المالية في هيئة سوق المال- قائلاً: إن الأسواق في المملكة أخذت بُعداً من حيث النوعية والكيفية والمنتج، وأصبح هناك مراكز تجارية -مول-، إضافةً إلى وجود مجمعات تجارية أدنى مستوى من "المولات"، مضيفاً أن تكلفة تلك الأسواق في بنائها وتشييدها وجلب "الماركات" العالمية يصل إلى مئات الملايين، مبيناً أن هناك تراثاً لابد من الحفاظ عليه وهي الأسواق الشعبية، حيث أصبحت تندثر وقليلة الأعداد، ويعود ذلك لعدد من الأسباب أولها النمو الفكري والثقافة والتحضر، حيث جعلت فئة من الناس يستكثرون الذهاب لتلك الأسواق، لما لها من عدم وجود بنية تحتية تلائم ظروف الحياة، أيضاً عدم توفر الخدمات التي يحتاجها المتسوقون كمواقف السيارات والتكييف، إضافةً إلى عدم اهتمام بعض المسؤولين ورجال الأعمال بهذا النوع من الأسواق؛ لأنها لا تدر لهم أرباحا ولا تجلب عملاء، بل أصبحت موروثة لدى جيل معين، مشيراً إلى أنه لكي تنجح الأسواق الشعبية لابد من تحديث تصاميم وتوفير بنية تحتية، وجعلها مغلفة بطراز قديم. وأضاف: تكلفة الأسواق الشعبية لا تتعدى عشرات الملايين في الظروف الراهنة، ولا ننسى ما يريده الشباب أو الجيل الحالي من "ماركات" وغيرها، وهو ما لا يتوفر داخل الأسواق الشعبية. بدائل وخيارات وأوضحت "آمال الكثيري" -ماجستير اقتصاد- أن الأسواق الشعبية تلعب دوراً مهماً في حركة التنشيط الاقتصادي من خلال تنشيط تجارة التجزئة واجتذاب السائحين، والتقليل من نسب البطالة، حيث يعرض السوق الشعبي تشكيلة واسعة من البضائع المحلية والخارجية، مضيفةً أن من تلك البضائع الملابس التقليدية والذهب والمصوغات والعطور، وكذلك الأكلات الشعبية والأواني والتحف، مبينةً أن الأسواق الشعبية تعد معلماً للتراث وذاكرة للوطن، حيث لا يمكن اختصارها في النشاط التجاري بل ترتبط بالقيم والمبادئ التي توارثها الأبناء عن الآباء، وتذكر بالمواقف والأحداث الوطنية الكبرى والرجال الذين تركوا بصمات واضحة في هذه الأسواق، مشيرةً إلى أن فكرة الأسواق الشعبية جاءت لإيجاد بدائل وخيارات في الأسعار للمواطنين في ظل ارتفاع الأسعار وتآكل الدخل، مؤكدةً على أن فرق السعر من بين أكثر الأشياء التي تجذب المواطنين إلى الأسواق الشعبية. عدم تنظيم وكشفت "آمال الكثيري" أن الفروقات بين الأسواق الشعبية والمحلات الاعتيادية تتراوح حسب الصنف، فأسعار المواد الغذائية في الشعبية أقل بنحو (10-15%) من المحال الأخرى، ومن (20-25%) بالنسبة للمواد والأدوات المنزلية، ويرتفع الفرق إلى نحو (30%) أقل من الأسواق الأخرى بالنسبة للخضار والفواكه، فيما تكون أسعار الملابس والأحذية في الأسواق الشعبية أقل بنسبة تصل إلى (40-50%)، مضيفةً أن مرتادي تلك الأسواق لا يقتصرون فقط على المواطنين من ذوي الدخل المحدود وسكّان المناطق الشعبية، بل يرتادها جميع فئات المجتمع، موضحةً أن الأسواق الشعبية تتسم بعدم التنظيم وهي في أمسّ الحاجة إلى العناية والتطوير لجعلها أسواقاً تراثية نموذجية تعج بالحياة، وذلك كفيل بأن يسهم في دعم السياحة واجتذاب مزيد من الزوار، لافتةً إلى أنه تنبهت لأهمية الأسواق الشعبية الكثير من دول الجوار التي بادرت بتطويرها وبناء المزيد منها، فغدت معالم سياحية شهيرة يرتادها الزوار من كل مكان.

مشاركة :