أبوظبي، القاهرة، الرياض - وكالات - قال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش إن الأزمة القطرية على «المستوى الشعبي مؤسفة ولكنها متوقعة»، على حد تعبيره، لافتاً إلى أن من الطبيعي أن يتمحور الفرد في خندق بلده. جاء ذلك في تغريدتين لقرقاش على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، حيث قال: «أزمة قطر على المستوى الشعبي مؤسفة ولكنها متوقعة، المشكلة ليست في الشعوب، فالنسيج واحد، الأزمة نتاج سياسات حكومة قطر في حق الجار والمحيط». وأضاف: «أن يتمحور كل منا في خندق بلده (أمر) متوقع في ظل تركيباتنا الاجتماعية، ولعل ولاء الإخوان لحزبيتهم استثناء، وتبقى أزمة قطر سياسية بامتياز وحلها سياسي». في سياق متصل، أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري استعداد بلاده للحوار لايجاد حل للأزمة بين الدول الأربع (السعودية والإمارات ومصر والبحرين) من جهة وقطر من جهة ثانية. وذكرت وزارة الخارجية المصرية، في بيان، أن ذلك جاء خلال لقاء شكري مع مبعوث وزير الخارجية الاميركي الى الأزمة الخليجية الجنرال المتقاعد انتوني زيني ونائب مساعد وزير الخارجية لشؤون دول الخليج تيموثي ليندركينغ، مساء أول من أمس، وذلك في اطار جولتهما الحالية على عدد من دول المنطقة لبحث مستجدات الازمة وسبل حلها. وقال شكري في البيان «ان انفراج الازمة مع قطر مرهون بامتثال الدوحة لمطالب الدول الاربع»، مؤكداً استعداد هذه الدول للحوار مع قطر «شريطة تنفيذ الدوحة لكافة التزاماتها في مكافحة الإرهاب». وإذ اعتبر أن «العبء الآن يقع على قطر لإثبات حسن النوايا والبدء في معالجة جذور المشكلة»، أكد شكري «التضامن والتنسيق الوثيق بين الدول العربية الأربع، والتوافق في ما بينها حيال ضرورة تنفيذ قطر لقائمة المطالب الثلاثة عشر التي قُدمت إليها والالتزام بالمبادئ الستة الحاكمة لها، والتي تتسق مع القانون الدولي، وفقاً لما تم التأكيد عليه في اجتماعي القاهرة والمنامة». واستمع الوزير المصري من المبعوثين الاميركيين لنتائج اللقاءات التي أجرياها خلال جولتهما، وتقييم جهود المساعي الحميدة التي يبذلها سمو أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد لحل الأزمة. من جانبه، أعرب الجانب الاميركي عن تطلعه لحدوث انفراج في الازمة خلال المرحلة المقبلة، مؤكداً استمرار دعم الولايات المتحدة جهود الوساطة الكويتية وحرصها على التواصل مع جميع الاطراف. وكان زيني وليندركينغ بدآ جولتهما في المنطقة بزيارة الكويت حيث أكدا دعم بلادهما للمساعي الخيرة التي تقوم بها دولة الكويت لرأب الصدع الخليجي والعربي. وقبل القاهرة، زار المبعوثان الأميركيان أبوظبي، حيث أجريا محادثات مع ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان. في سياق متصل، اعتبرت المنظمة الدولية للطيران المدني «إيكاو» أن هناك مسائل سياسية ينبغي على قطر والدول الأربع معالجتها في المحافل الدولية، بعيداً عن المنظمة. جاء ذلك بعدما تقدمت قطر بشكوى تجاه السعودية والإمارات والبحرين ومصر لإغلاق هذه الدول الأجواء في وجه الطائرات المملوكة أو المسجلة في قطر. وذكرت «إيكاو»، في بيان أصدرته مساء أول من أمس، أن مجلسها «أحيط علماً بفحوى الشكوى القطرية، وبرد الدول المعنية عليها، واستمع إلى الأمانة العامة بشأن تدفق الحركة فوق المياه الدولية، وأقر المجلس بوجود مسائل سياسية ينبغي على الدول المعنية معالجتها في المحافل الدولية المناسبة بعيدا عن منظمة إيكاو». من جهته، وصف رئيس الهيئة العامة للطيران المدني السعودي عبدالحكيم التميمي رد «إيكاو» على الشكوى بأنه يثبت حيادية المنظمة، مؤكداً أن أجواء المملكة السيادية لا تزال مغلقة أمام الطائرات المسجلة في قطر. وأضاف أن «هذه القرارات تؤكد حيادية المنظمة وتمسكها بدورها الذي أسست من أجله، وهو الحفاظ على سلامة الطيران المدني في جميع أنحاء العالم».
مشاركة :