كشفت الحلقة الخامسة من برنامج «الإرهاب.. حقائق وشواهد»، الذي بثّته قناة الشارقة الفضائية، التابعة لمؤسسة الشارقة للإعلام، أول من أمس، عن حقيقة تمويل النظام القطري للإرهاب، والعبث بالمقدرات المالية للدولة والشعب، وعقد صفقات مشبوهة، استغّلت فيها مناصب حكومية، بغية شراء الذمم والولاءات، وتبييض سمعتها، والمضي في عنادها السياسيّ، لتظهر بدور الضحية، بينما هي تخطط ضمنياً لقلب الاستقرار في المنطقة. • عبدالوهاب الفايز: السلوك السياسي للدوحة متناقض وأضرّ سمعتها عربياً • عبدالله حمودة: قطر استحوذت على المونديال بالمال السياسي.. وصفقة نيمار مشبوهة • حسن الصبيحي: الدوحة تساهلت مع المنظمات الإرهابية وأوجدت حالة عداء في المنطقة واستضافت الحلقة، التي قدّمها الإعلامي إبراهيم المدفع، كلاً من: الأستاذ في جامعة الإمارات، الدكتور حسن الصبيحي، في الاستوديو، وعبر الأقمار الاصطناعية من العاصمة البريطانية لندن، عضو المعهد الملكي للشؤون الدولية، الدكتور عبدالله حمودة، ومن العاصمة السعودية الرياض، المحلل الاقتصادي عبدالوهاب الفايز. واستهلّ الدكتور حسن الصبيحي، حديثه بالإشارة إلى أن سلوك القادة القطريين أدى إلى التساهل في التعامل مع المنظمات والجهات المتطرفة التي تدعمها، سواء بالمال أو بالحاضنة السياسية، لافتاً إلى أن المسألة القطرية برمّتها مرتبطة بتربية سياسية بنيت عليها هيكلة الدولة، واصفاً ذلك بالمزاج السياسي الشخصي داخل الدولة، في إشارة إلى وجود أفراد يديرون دفّة الحكم في البلاد، من أصحاب نفوذ وعلاقات مشبوهة تضرّ المصالح الداخلية والإقليمية، وهو ما عمل على إيجاد حالة العداء بين الأشقاء المجاورين للدوحة، وأعداء إقليميين في الوقت ذاته. وأكد الصبيحي أن الدعم القطري المتعدد الأشكال لمختلف الجماعات الإرهابية، سواء تلك التي تتناحر في العراق أو سورية، أو موقفها المشبوه من الحرب في اليمن، أسهم في إيجاد حالة ملتبسة، فالنظام من جهة يتحدث عن الديمقراطية وفي الوقت ذاته يدعم جماعات تقتتل على الأرض وتسفك الدماء، مشيراً إلى أن النظام القطري، لو كان حريصاً على وحدة البلاد العربية، لاستثمر كل تلك المقدرات المالية بما يفيد الصالح العام. ولفت الصبيحي إلى أن النظام القطري يعتبر أن فاتورة الإرهاب متواضعة، لكن المسألة أكبر من هذا الأمر، حيث إن الثروة التي يهدرها في كل اتجاه سيأتي يوم ويفقدها إذا ما استمر هذا الضخّ المالي، وأن هذه الأموال تذهب إلى حلفاء، لإيجاد حالة من عدم الاستقرار في البلدان العربية، وتدمير مقدراتها، محذّراً في الوقت نفسه من خطورة تبعات هذه المسألة، حيث سيأتي يوم على الإنسان القطري يخسر كل ما لديه. بدوره، أشار المحلل الاقتصادي عبدالوهاب الفايز، إلى أن تمويل الإرهاب بهذا الكمّ الهائل من الأموال، يشير إلى سلوك متناقض في الأداء السياسي لطبيعة الحكم بالدوحة، مؤكداً ما جاء في التقرير الذي بدأت به الحلقة، وهو أن قطر أنفقت ما يزيد على 64 مليار دولار أميركي لتمويل الإرهاب، لافتاً إلى أن هذا الأمر أضرّ سمعتها في العالم العربي. وألمح الفايز إلى أن نظام الدوحة أضرّ الاقتصاد المحليّ، وهناك أموال أكبر مما أشار إليها التقرير في مسألة التمويل المشبوه، ما انعكس بشكل سلبي على النظام القطري، إذ إن المليارات التي صرفت على الخطط التخريبية كان يجب أن تصرف على الدولة القطرية، وبناء مقدراتها وبنيتها التحتية، وعلى أبناء الشعب القطري، بدلاً من وصولها إلى جهات حوّلتها، كما نظام الدوحة، من نعمة إلى نقمة. وفي مداخلته من العاصمة البريطانية لندن، أوضح الدكتور عبدالله حمودة أن المقاطعة الخليجية بهدف تجفيف منابع الإرهاب، تؤتي أُكلها في كل يوم، وتتمحور أهميتها في أنها مستمرة بفرضها وبشكل حازم، سواء على الصعيد الاقتصادي أو السياسي، وهذا ما سيجبر نظام الدوحة على العودة إلى صوابه، والتعلّم من أخطائه. وأضاف حمودة أن الغرور المالي، وانخفاض قاعدة السوق، يدفعان إلى الوصول إلى صفقات مشبوهة يتم تمريرها عبر وسطاء كثر، لزعزعة استقرار المنطقة، مشيراً إلى علاقة النظام القطري بتنظيم «الإخوان المسلمين»، ودورهم في الاستفادة وتمرير التمويل إلى جهات مختلفة، واصفاً قيادة الدوحة بـ«المختطفة» من قبل الجماعة، وبأنها ليست سوى متحدثة باسمها. وأبدى حمودة استغرابه من تصرفات النظام القطري، معتبراً إياه كياناً سياسياً محدوداً، يحاول إثبات ذاته من خلال صوت لا يأتي من حناجره وعضلاته، ما يشير إلى حالة من التناقض الشديد بين ما يجري على أرض الواقع، وما يفعله النظام في السرّ، فهو بالمال يشتري - إلى جانب الذمم - الأصوات والمواقف. وفي ما يتعلّق بمسألة الدعم المالي الرياضي من قبل الدوحة، وصفقة انتقال اللاعب البرازيلي نيمار، أخيراً إلى نادي باريس سان جيرمان، المملوك لدولة قطر، واستضافة مونديال كأس العالم للعام 2022، أشار حمودة إلى أن صفقة اللاعب البرازيلي التي تم تنفيذها قبل أيام عدّة مشبوهة، واصفاً إياها بصفقة المبلغ الخيالي، حيث تم دفع مبلغ 222 مليون يورو، ثمناً لانتقال اللاعب من النادي الإسباني برشلونة إلى نادي العاصمة الفرنسية. وعن استضافة وتنظيم كأس العالم في العام 2022 بالدوحة، أشار حمودة إلى أن قطر استحوذت على المونديال باستخدامها المال السياسي، وهي لا تمتلك مؤهلات لاستيعاب هذا الحدث. واستعرضت الحلقة تقارير مصوّرة تناولت محاور وأرقاماً تتعلّق بالصفات المشبوهة، التي قامت بها الدوحة مع جماعات إرهابية عبر وسطاء، واصفة علاقة النظام القطري مع الاقتصاد المحلي بالـ«ناهب» لهذه المقدرات، سواء كانت نفطية أو عائدات اقتصادية متنوعة، راسمة خطوطاً تاريخية لمعدل الإنفاق غير المتوازن، والذي لا يتكافأ مع واقع دولة صغيرة، تعتمد على عائدات النفط والغاز، في إشارة إلى غياب إسهام القطاعات الأخرى في المنظومة الاقتصادية، ما يشكّل حالة من التناقض في تصرفاتها المالية. ويكشف البرنامج، الذي يبث على مدار 50 دقيقة، ويعرض في تمام الساعة الـ10 من مساء كل يوم خميس، على شاشة قناة الشارقة، عن ملّفات مشبوهة، وحقائق وشواهد تُعرض للمرة الأولى، حول الآليات التي تتبعها الدول الداعمة للإرهاب، لإيصال الدعم للمنظمات الإرهابية والمتطرّفين حول العالم، التي يتمكّنون من خلالها من شنّ عمليات إرهابية، تكون حصيلتها قتل الأبرياء، وترويع الآمنين.
مشاركة :