أدنبرة.. سحر التاريخ يعانق جمال الحاضر

  • 8/12/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

إعداد: قرشي عبدون جميلة وهادئة وفي الوقت نفسه ملهمة ومثيرة، وذلك بفضل ثقافتها العالمية، وهندستها المعمارية المذهلة، التنزه مشياً على الأقدام الأسلوب الأجمل للتمتع برؤية مدينة أدنبرة عاصمة إسكتلندا، كما يستطيع السياح التسلق إلى منحدراتها عبر البلدة القديمة أو التجوال على مهل في الشوارع العريضة لبلدة جورجيان نيو الرائعة، كلتاهما مدرجتان على قائمة اليونيسكو للتراث حتى وإن لم تشبها القطع الأثرية كتلك التي بالمتاحف. يعود تاريخ «أثينا الشمال» كما تلقب أدنبرة النابضة بالحياة إلى القرن الحادي عشر، حيث يظهر هذا للعيان في أجوائها العالمية التي يتميز بها ميناء لييث القديم ومجموعتها المذهلة من المطاعم وأماكن الترفيه، فضلا عن مجموعة المحلات الراقية بالبلدة الجديدة، إذ تستضيف متاحف المدينة المذهلة، بما في ذلك المعرض الوطني الإسكتلندي الراقي للفنون الحديثة، والعرض الوطني الإسكتلندي للوحات الجدارية، كما لديها مجموعة من الأعمال الفنية تنافس بها أفضل معارض لندن. «مهرجان فيرنج» المدينة تستمد أجواءها الثقافية بشكل كبير من مهرجاناتها السنوية، حيث تشهد السوح الصغيرة في شهر أغسطس/ آب، عروضا كوميدية وموسيقية ومسرحية، حيث تزحف الضواحي نحو المدينة من كافة المشارب مع بداية «مهرجان فيرنج»، وفي ذات الوقت تجذب مهرجان الكتاب أفضل الأعمال الأدبية ذات الأسماء اللامعة، فيما يجذب المهرجان الدولي الحشود إلى الحفلات الموسيقية الكلاسيكية وحفلات الرقص التي تمتد إلى شهر كامل.أما بقية العام فيكون الطقس فيها هادئاً، حيث يستطيع السياح الاستمتاع بالتنزه في الأرياف والتلال ومشاهدة المناظر الطبيعية الخلابة وسط السهول الإسكتلندية، وينصح السياح الذين يرغبون في حضور العديد من المهرجانات بالقدوم إلى المدينة في مناسبة رأس السنة، أو في فصل الربيع لحضور منافسات «مباريات الركبي» البطولة التي تضم 6 فرق دولية حيث تهيمن المنافسات على أجواء المدينة.يمكن للسياح أيضا التوجه إلى ما وراء المدينة لاستكشاف قرية دين، والسير عبر بلدة استوكبيردج الوديعة حيث توجد تشكيلة من الأطعمة اللذيذة، والمحال التجارية المثيرة للاهتمام وأماكن الاستراحة، وفي قلب قصور انفرليس القديمة المشجرة التي بالقرب توجد الحديقة النباتية الملكية، ومعهد، كما ينصح السياح ألا ينسوا بلدة لييث التاريخية، المنطقة التي خلد ذكراها الأديب والروائي الإسكتلندي ايرفين ويلش في رواياته. عبق التاريخ من المستحيل ألا يشعر المرء باليد الطولى للتاريخ عندما يتجول في الشوارع العريضة والمنحدرات والأزقة الضيقة للبلدة الجديدة لأدنبرة، إنها مدينة ترتدي ماضيها بكل فخر واعتزاز، ابتداءً من الشقوق البركانية لقلعتها إلى برلمانها الحديث الذي يقع مقابل قصر هوليرود هاوس.يعود تاريخ الاستيطان في العاصمة الإسكتلندية إلى 3 ألاف سنة، مع دليل وجود مساكن فوق تلة القلعة، ولم تكن المدينة توسعت حتى القرن الحادي عشر، ولكنها بدأت في التوسع من عند القلعة حتى ما يسمي اليوم برويال مايل.في البداية منحت المدينة الوضعية الملكية من قبل الملك ديفيد في القرن الثاني عشر، حيث لعبت المدينة دوراً بارزاً في إعادة تشكيل إسكتلندا القرن السادس عشر، قبل أن يصبح الملك جيمس السادس، الملك جيمس الأول لانجلترا في 1603، وبرغم ارتباطهما ملكياً في الوقت الراهن، إلا أن معاناة أدنبرة استمرت على يد الإنجليز، وقد احتلت من قبل قوات كرمويل في صبيحة الحرب الأهلية الانجليزية، حيث كانت تؤوي المتمردين اليعقوبيين «الجاكوبايت» خلال مطلع القرن الثامن عشر، ويكفي القول بأن الدولتين شكلتا وحدة سياسية في عام 1707. حركة تنويرية أدنبرة الحديثة يمكن أن تقتفي أثرها حتى تلك الفترة، إن الظروف غير الصحية والازدحام الشديد في البلدة القديمة دفع اللورد بروفوست إلى الإعلان عن منافسة لتصميم منطقة سكنية جديدة في ارض غير آهلة بالسكان في الجانب الآخر فيما يعرف الآن برينسس استريت جاردنز، مدرجة حالياً على قائمة اليونيسكو للتراث حيث سميت بهذا الاسم بعد العائلات الملكية المعاصرة، مخصصة لإعادة التأكيد على التزام الإسكتلنديين بالاتحاد.فهذه هي الفترة التي تم التأكيد على وضعية أدنبرة كمدينة تضم المفكرين، ففي قلب الحركة التنويرية بالقرن الثامن عشر، قام بعض المفكرين من أمثال ادم سميث وديفيد هيوم بالمساعدة على جعل المدينة «أثينا الشمال».وعلى الرغم من أن البلدة القديمة تحسنت خلال القرن التاسع عشر، إلا أن أدنبرة واجهت فترة طويلة من التراجع في القرن العشرين بسبب موت القطاع الصناعي والركود الاقتصادي، أما اليوم فقد أعيد تنشيطها من خلال نقل السلطات إلى إسكتلندا والمهرجانات الثقافية التي تقام منذ منذ أواخر أربعينات القرن الماضي ولا تزال تقام كل شهر أغسطس/آب. قلعة أدنبرة تعتبر من أشهر المعالم السياحية الأكثر جذباً، حيث تعرضت لهجمات عدة من قبل أوليفر كرمويل في عام 1650، وقوات وليام وميري عام، 1689 تضم المباني الموجودة داخل القلعة، كنيسة صغيرة يعود تاريخها إلى القرن الثاني عشر، حيث تعتبر أقدم مبنى في أدنبرة، بالإضافة إلى المبنى العظيم الذي اكتمل بناؤه في عام 1511، القلعة هي أيضاً مقر متحف الحزب الإسكتلندي القومي، ويقام معرض الوشم العسكري لأدنبرة كل أغسطس، ولا يزال قاعدة عسكرية نشطة حتى اليوم. قصر هوليرود هاوس يقبع قصر هوليرود هاوس في الشرق الأقصى لرويال مايل وهو المقر الرسمي للملكة في إسكتلندا، فقد كان هذا القصر مقراً لميري كوين ابنة جيمس الأول ملك إسكتلندا، كما تشتهر القصور الملكية بفنونها المعمارية الجميلة وأثاثها، وكذلك يقيم معرض الملكة معارض بارزة خلال العام. معرض إسكتلندا الوطني يقام معرض الاعمال الفنية لإسكتلندا من قبل معرض إسكتلندا الوطني حيث يتم عرضها في ثلاثة مواقع في أدنبرة: مجمع المعرض الوطني ومعرض الجداريات الوطني، ومعرض الفنون الحديثة، تشمل هذه المعارض مجموعة شاملة من الاعمال الفنية الإسكتلندية، فضلاً عن أعمال فنية من قبل الفنانين الأوربيين الكبار. حديقة الحيوانات تأسست عام 1913 من قبل جمعية علم الحيوانات الملكية لإسكتلندا، تعتبر الحديقة إحدى أهم الحدائق في أوروبا، وهي أكثر مناطق الحياة البرية شهرة في البلاد حيث تضم أكثر من ألف من الحيوانات، بما في ذلك حيوانات الباندا والكولاس ذات الأحجام الضخمة، كما تتباهى بحظيرة كبيرة لقردة الشمبانزي، فضلاً عن أكبر حوض للبطاريق في أوروبا. البرلمان الإسكتلندي يوجد البرلمان الإسكتلندي في مبنى مصمم خصيصا عند سفح رويال مايل مقابل قصر هوليرود هاوس، حيث الكثير من أجزائه مفتوح للجمهور، حيث توجد جولات مجانية لمدة ساعة واحدة تبدأ من طابق القاعة وغرفة اللجنة عندما لا تكون جلسات البرلمان منعقدة. أفضل وقت للزيارة افضل وقت لزيارة أدنبرة يعتمد كثيرا على ما يريد السائح القيام به عندما يكون بالمدينة، يعتبر شهر أغسطس شهراً للمهرجانات، حيث تعج المدينة بأناس من كل أنحاء العالم، ويكون الطقس لطيفاً وباعثاً على السعادة، ونفس الشيء ينطبق على مناسبة رأس السنة عندما تكون المدينة مليئة بالمحتفلين برأس السنة، فلو كان المرء يبحث عن الهدوء والسلام ليكتشف أبرز المعالم بالمدينة، فينصح بتجنب تلك الأوقات من العام، أما مايو / أيار ويونيو / حزيران فهما شهران جميلان لزيارة إسكتلندا، حيث يكون النهار طويلاً مع مطر أقل أكثر من الأوقات الأخرى من العام. هل تعلم ؟ * هل تعلم أن بلدات إسكتلندا القديمة والجديدة مدرجة على قائمة اليونيسكو منذ عام 1995.* هل تعلم أن أدنبرة أصبحت أول مدينة أدبية ل «يونيسكو» على الإطلاق في 2004.* هل تعلم أن الفرق المسرحية التي لم تكن تدعى إلى المهرجان الدولي وجدت لنفسها موطئ قدم في مهرجان فيرنج الذي بدأ بعدها.

مشاركة :