أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم (الجمعة)، أن الخيار العسكري ضد كوريا الشمالية «جاهز للتنفيذ»، في آخر تصريح له وسط تصاعد الحرب الكلامية المشتعلة بين واشنطن ونظام بيونغيانغ. وكتب ترامب على موقع «تويتر» أن «الحلول العسكرية موضوعة بالكامل حالياً وهي جاهزة للتنفيذ في حال تصرفت كوريا الشمالية من دون حكمة. نأمل بأن يجد (الزعيم الكوري الشمالي) كيم جونغ أون مساراً آخر!». وزادت تصريحات ترامب الأخيرة من حدة الخطاب العدائي المتبادل بين واشنطن وبيونغيانغ على خلفية برنامج كوريا الشمالية النووي والبالستي، في وقت دعت بكين الزعيمين إلى التهدئة. وكان ترامب صعد من حدة تهديداته لبيونغيانغ فحذر بأنها قد تواجه «الغضب والنار» في حال استمرت في تهديد الولايات المتحدة، معتبراً أن الاكتفاء بتصعيد اللهجة حيال الدولة المعزولة ربما «لم يكن قاسياً بما فيه الكفاية». وحذر ترامب كوريا الشمالية بأن عليها «أن تقلق جداً جداً» من عواقب مجرد التفكير في ضرب الأراضي الأميركية، بعدما أعلنت بيونغيانغ أنها تعد خططاً لإطلاق صواريخ تجاه جزيرة غوام الأميركية في المحيط الهادئ. جاء ذلك في وقت قالت فيه وكالة «أسوشييتد برس» للأنباء إن الولايات المتحدة تجري اتصالات ديبلوماسية سرية مع كوريا الشمالية منذ أشهر عدة، في الوقت الذي يصعد فيه ترامب من حدة تحذيراته لبيونغيانغ. وذكرت الوكالة نقلاً عن مسؤولين أميركيين لم تسمهم وآخرين مطلعين على العملية، أن المناقشات شملت جوزيف يون مبعوث الولايات المتحدة الخاص بشؤون كوريا الشمالية وباك يونغ إل، وهو ديبلوماسي بارز من كوريا الشمالية في الأمم المتحدة. وكانت كوريا الشمالية أشارت إلى أن خطتها لاستهداف محيط الجزيرة التي تعد موقعاً رئيساً للجيش الأميركي في غرب المحيط الهادئ، تشكل «تحذيراً أساسياً للولايات المتحدة»، معتبرة أنّ «القوة المطلقة وحدها» يمكن أن تؤثر في الرئيس الأميركي «الفاقد للإدراك». ودعت الصين كلاً من الولايات المتحدة وكوريا الشمالية «إلى توخي الحذر في أقوالهم وأفعالهم، والمساهمة في شكل أكبر في تخفيف التوترات وتعزيز الثقة المتبادلة». وطالبت بكين مراراً بحل الأزمة المتفاقمة سلمياً، ولكن اقتراحها بتعليق كوريا الشمالية برامج أسلحتها مقابل وقف التدريبات العسكرية المشتركة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية لم يلق آذاناً صاغية. وأعربت المستشارة الألمانية انغيلا مركل عن رفضها استخدام القوة والتصعيد الكلامي لحل النزاع مع كوريا الشمالية. وقالت مركل للصحافيين: «لا أرى حلاً عسكرياً لهذا النزاع». وأضافت معلقة على تغريدات ترامب أن «ألمانيا ستشارك في شكل مكثف في خيارات الحل غير العسكري، إلا أنني أرى أن التصعيد الكلامي هو رد خاطئ». وحذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من أن أخطار اندلاع نزاع بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية «كبيرة جدًا»، ملمحاً الى أنه يعود لواشنطن القيام بخطوة أولى من أجل نزع فتيل الأزمة. وقال لافروف خلال منتدى شبابي نقل التلفزيون وقائعه: «إن الأخطار كبيرة جدًا، وخصوصاً بالنظر إلى الخطاب المستخدم، حين ترد تهديدات مباشرة باستخدام القوة»، ورأى أنه يتحتم على «الأكثر قوة وذكاء» القيام «بخطوة للابتعاد عن النهج الخطير»، معرباً عن «قلق» بلاده. وفي وقت سابق اليوم، أكّد رئيس الوزراء الأسترالي مالكوم تورنبول دعم بلاده الولايات المتحدة في حال تعرّضها لضربة كورية شماليّة، بعد إعلان بيونغيانغ عن خطة مفصّلة لإطلاق دفعة من الصواريخ باتجاه جزيرة غوام. وقال تورنبول في حديث إذاعي: «ليس للولايات المتحدة حليف أقوى من أستراليا... لدينا معاهدة أنزوس، وإذا حصل اعتداء ضدّ أستراليا أو الولايات المتحدة (...) فإنّ كلّاً منهما سيأتي لمساعدة الآخر». وأضاف: «إذاً، يجب أن نكون واضحين جداً. في حال حصول ضربة كورية شمالية ضد الولايات المتحدة، فسيتم الاستناد إلى معاهدة أنزوس وستُقدّم أستراليا المساعدة للولايات المتحدة». وأقرّ وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس امس بأنّ أيّ حرب مع كوريا الشمالية ستكون «كارثية»، غير أنه شدّد في المقابل على أنّ الجهود الأميركية لحلّ الأزمة مع بيونغيانغ تركّز حالياً على الديبلوماسية. وقال ماتيس: «الجهد الأميركي يُقاد عبر الديبلوماسيّة... أريد الإبقاء على هذه الدينامية». ويأتي هذا الدعم الأسترالي للولايات المتّحدة وسط حرب كلامية بين ترامب وكوريا الشمالية التي كان قد توعّدها بـ «الغضب والنار». يذكر أنه تم توقيع «معاهدة أنزوس» في عام 1951 من جانب واشنطن وولينغتون وكانبيرا. وفي عام 1986 علّق الأميركيون تنفيذ هذه المعاهدة مع نيوزيلندا، لكنّها لا تزال سارية المفعول بين الولايات المتحدة وأستراليا. على صعيد آخر، قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) اليوم إن تدريباً عسكرياً مشتركاً بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية سيبدأ في 21 آب (أغسطس) الجاري، كما هو مخطط له. وقال الناطق باسم البنتاغون اللفتنانت كولونيل كريستوفر لوجان إن من المتوقع إجراء التدريبات العسكرية المشتركة التي تجرى سنوياً في موعدها المحدد سلفاً.
مشاركة :