أثار القرار الذي اتخذته الدوحة بإعفاء مواطني 80 دولة من تأشيرات الدخول لقطر حفيظة إعلام إمارة أبوظبي الذي مضى يهاجم الفكرة بضراوة، مفرداً لها مساحات بصورة يومية منذ صدور القرار. ويضع القرار الذي اتخذته الدوحة دولاً عديدة في المنطقة أمام تحديات الإصلاحات التشريعية، ولا سيما أن عدداً منها يعاني بصورة كبيرة من استقبال الزوار. وفي الوقت الذي تتخذ الدوحة تشريعات لجذب مزيد من الزوار لقطر، تدفع المعاناة الاقتصادية دولاً أخرى لوضع تشريعات تساهم في الحد من الوافدين.كان السيد حسن الإبراهيم، رئيس قطاع تنمية السياحة في الهيئة العامة للسياحة قد أعلن، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع السيد أكبر الباكر، المدير التنفيذي لشركة الخطوط الجوية القطرية، والعقيد محمد راشد المزروعي مدير جوازات المطار، عن إعفاء مواطني 80 دولة من رسوم تأشيرة دولة قطر. وأضاف الإبراهيم: «أطلقنا خدمة جديدة لتيسير الحصول على تأشيرة دخول دولة قطر». كما أعلن السيد أكبر الباكر عن تدشين 62 وجهة جديدة خلال العام المقبل. وجاءت هذه الخطوة من جانب قطر التي «تتحرك بخفة مثل الفراشة» في محيط يسير بخطى السلحفاة، لتكشف عن كونها ماضية في مزيد من التشريعات، إذ إن هذه التشريعات ليست الأولى.. ولن تكون الأخيرة. ويُتوقع أن تجذب هذه القرارات مزيداً من الزوار إلى قطر، ما يهدد مصالح دول أخرى ترى أنها الأحق بهؤلاء الزوار، لذلك نهضت للهجوم على هذه القرارات. ووصفت صحيفة الاتحاد لسان حال إمارة «أبوظبي» يوم أمس أن ما تقوم به الدوحة يُعد «محاولة يائسة لوقف نزيف اقتصادها بعد قرار الدول الداعية لمكافحة الإرهاب قطع العلاقات الدبلوماسية معها». وأرجعت الصحيفة «فبركاتها» إلى مراقبين يرون أن الدوحة تحاول تحسين صورتها أمام دول العالم، بعد أن كشفت دول «الحصار» الرباعية حقيقة دعمها للإرهاب، عبر تشجيع قطاع السياحة الضعيف أصلاً لحقيقة أن الدوحة لم تشكّل سابقاً أو في أي مرحلة من مراحل نشأتها وجهة سياحية. وأضافت الاتحاد أن «القرار يأتي بعد انهيار السياحة في قطر وشلل حركة الطيران. وكانت الدوحة سمحت في نوفمبر 2016 بمنح فيزا ترانزيت مجانية لكل مواطني دول العالم، تتيح للركاب الذين يستخدمون طيران «القطرية» قضاء 96 ساعة على الأكثر». وتضيف الصحيفة، تحت عنوان «قطـر تفتقـر لمقومات الجذب ولم تكن يوماً وجهة سياحية»: «رغم لجوء قطر إلى إعفاء مواطني 80 دولة من تأشيرة الدخول، إلا أنها لن تنجح في جذب السياح، نتيجة افتقارها لأهم عوامل الجذب السياحية، والتي على رأسها البنية التحتية، والثقافة السياحية، إلى جانب عنصر الأمن والأمان». ونقلت الصحيفة مزاعمها عن خبراء في القطاع السياحي يرددون ما يُملى عليهم من تعليمات بالطعن في قطر، زاعمين أن «السائح يبحث عن الوجهات السياحية الجاذبة التي تتوافر فيها الخدمات السياحية والبنية التحتية ذات المستوى العالي وسهولة الوصول إليها عبر الطيران، وقطر تفتقر لجميع هذه المقومات». وأشار هؤلاء إلى أن «الدوحة قبل الأزمة لم تكن وجهة سياحية، بل اعتمدت بشكل رئيسي على مسافري الترانزيت فقط، وبالتالي فإن محاولاتها لن تفيد لجذب أي من شرائح السياح حول العالم». ولم توضح الاتحاد لماذا تعطي أمرا لا يستحق الالتفات مساحة كبيرة وعدة أخبار في عدد واحد! والحقيقة أن الدوحة تقود عجلة التشريعات في المنطقة عبر قرارات جريئة ومتتالية. وبدلاً من أن تتفهم أبوظبي التحديات التي تواجهها، نجدها تغرق في لجاج لا يفضي إلى أي تقدم! فالدوحة اتخذت عدة قرارات تخدم مصالحها وفقاً للقانون وقواعد العرض والطلب، ففتحت أبوابها أمام 80 جنسية دون تأشيرة، ما يحفز حاملي جوازات تلك الدول على زيارة قطر. وفي هذا السياق العدواني المتهافت، وتحت عنوان «بسبب العزلة قطر تعفي مواطني 80 دولة من تأشيرة الدخول»، كتبت صحيفة البيان «قررت سلطات قطرية إعفاء مواطني 80 دولة من تأشيرة الدخول المسبقة، في مؤشر جديد على حالة العزلة التي تواجهها والتراجع المخيف لعدد الزوار منذ اندلاع أزمة المقاطعة». وأضافت الصحيفة أن تقارير إعلامية سابقة قد أكدت أن فنادق الدوحة تعاني انخفاضاً حاداً في معدلات الإشغال، منذ إعلان مقاطعتها من قبل السعودية ومصر والإمارات والبحرين. كما شهد مطار حمد انخفاضًا حاداَ في أعداد المسافرين بعد المقاطعة. ولأن إعلام أبوظبي يبتر الخبر حتى يستطيع تطويعه لما يخدم مصلحته، تجاوز ما ذكرته الخطوط القطرية التي أعلنت، على لسان السيد أكبر الباكر الرئيس التنفيذي للخطوط الجوية القطرية، عن تدشين 62 وجهة جديدة خلال العام المقبل. ويكشف هذا الإعلان استراتيجية عمل متكاملة تجعل القرارات تُقرأ في شكل حلقات غير منفصلة عن بعضها البعض، فالخطوط القطرية تفتح مزيداً من المسارات الجديدة وتجذب الزوار لقطر وتعمل على إعطاء حوافز لعدد كبير من الجنسيات لزيارة قطر التي أصبحت وجهة مفضلة للكثيرين، ما أثار حفيظة أبوظبي التي لا تؤمن بالمنافسة الحرة ، ومن حق الجميع اتخاذ القرارات التي تخدم مصالحه. وأظهرت بيانات لوزارة التخطيط التنموي والإحصاء ارتفاع عدد الزوار الوافدين لدولة قطر خلال النصف الأول من العام الجاري. وأوضحت نشرة (قطر.. إحصاءات شهرية) عدد يونيو، الصادرة عن الوزارة أن عدد الزوار الوافدين للدولة بلغ مليوناً و464 ألف زائر خلال الفترة من يناير وحتى يونيو، بزيادة 1.5% مقارنةً بالفترة ذاتها من العام الماضي. وتسلط النشرة، التي تصدرها وزارة التخطيط التنموي والإحصاء بشكل شهري، الضوء على أهم المتغيرات الإحصائية الشهرية في الدولة. وتوضح البيانات أن لقطر إحصائيات دقيقة عن الزوار، وبناءً على هذه البيانات تتخذ قطر ما يلزم من قرارات لتحقيق أهداف مرسومة سلفاً.;
مشاركة :