البرامج الرمضانية تجارة رابحة .. والمشاهد الخاسر الوحيد

  • 7/19/2014
  • 00:00
  • 33
  • 0
  • 0
news-picture

مثلما تعج الشاشات العربية بالمسلسلات الدرامية نجد أيضا البرامج التلفزيونية الحوارية والترفيهية تسير على نفس الدرب، فالفضائيات تتنافس بكل ما أوتيت من قوة حتى تثبت أن برامجها هي الأقوى وأن ما تعرضه من فضائح وخلافات تحت مسمى الحوارات سيظل حديث الصحف والمواقع الإلكترونية، لذلك أصبحت تلك البرامج وضيوفها بمثابة وقود احتمال أن يشتعل بعد الضغوط التي تمارس عليهم للخروج بأكبر قدر ممكن من القِيل والقَال، حتى يكونوا في الصدارة حسبما يعتقدون، ولا يعرفون أنهم على المحك، وقد بات المشاهدون على وعي بما يدور داخل أروقة البرامج، حتى إن البرومو الدعائي ومن كثرة ما يحتويه من تجميع فظ لكل ما دار خلال الحلقة يظل الغرض الأول والأخير منه "الشو" الإعلامي وتحقيق نسب المشاهدة العالية حتى تعوض القنوات ما دفعته جراء استضافتها بعض الضيوف، المحددة لهم تسعيرة الظهور على الشاشة مسبقاً. فقد أصبحت هذه البرامج التلفزيونية لحالها مصدر رزق للفنانين وحتى السياسيين، فالضيف بشكل عام طالما نما إلى علمه أنه مطلوب وبات نجما يلمع في سماء البرامج يطلب كما يريد، هي منظومة فاسدة تدور في حلقة مفرغة، ليقع هذا الفساد في نهاية المطاف على عاتق المواطن البسيط الذي يدفع من قوته حتى يأتي لأسرته بمنتج من إعلان تلفزيوني رفعت سعره الشركة المنتجة، بسبب الدعاية الباهظة على تلك الفضائية التي تحدد الدقيقة فيها بآلاف الجنيهات، لتعوض القناة المعلنة ما أخذه ضيوفها خلال دورة البرنامج الرمضانية، هي في النهاية تجارة رابحة للقنوات، يخسر فيها المشاهد عقله وتركيزه في أحاديث النميمة، ثم يخسر ماله في شراء منتجات لا قيمة لها. لذلك، نرى الآن النقاشات والحوارات على أشدها بين الإعلاميين والفنانين وبين الفنانين بعضهم البعض سواء عن طريق الاشتراك في البرنامج أو إسناد مهمة التقديم كما حدث مع الفنانتين الكويتيتين أمل العوضي وهيا الشعيبي في برنامج "هو وهاي وهي"، فالأولى وقعت فريسة لفنانة مخضرمة في هذه النوعية من البرامج الترفيهية الكوميدية وهي الشعيبي التي اعتادت على تقديم هذه النوعية منذ سنوات سواء منفردة أو بالاشتراك مع الفنان الكويتي طارق العلي، لكن هذا العام كان الوضع مختلفا، فبعد إحجام العلي عن التعاون مع الشعيبي بسبب الخلافات الفنية أيضا والتي أثيرت في الصحافة في وقت قريب، وكذلك استبعاد برنامج الكويتية شجون الهاجري، قررت إدارة mbc تغيير خطتها ما بين الشعيبي والعلي إلى فريق جديد يضم أمل العوضي وبشار الشطي والطفلة البحرينية المثيرة للجدل حلا الترك وزعيم الفريق المتمرسة هيا الشعيبي، لكن الجمهور بدأ يلاحظ كم الخلافات المبطنة التي تدور خلال الحلقة ما بين أمل وهيا بعد تعمد الأخيرة الاستحواذ على الحلقات وإظهار السلطة على الفريق، وهو ما لم تتقبله العوضي حتى إنها عندما تحدثت لقناة العربية في برنامج "على الكنبة"، قالت تعليقا على ضربها على رأسها على سبيل المزاح خلال إحدى حلقات البرنامج من هيا الشعيبي "إن الأمر لا يتعدى المزاح، لكن لا بد من وضع حد للتعامل فيما بيننا خلال الحلقات"، ما يؤكد عدم رضاها عن هذه المعاملة غير اللائقة، وأضافت أنها "تعاملت معها برقي وانتهي الأمر". برنامج "رامز قرش البحر" أثار جدلا كبيرا بين المشاهدين حول حقيقة المواقف التي يتعرض لها ضيوف البرنامج. "الاقتصادية" لا أحد ينكر أن المشادات التي تحدث في الحلقة هي تمثيل وليست واقعا، لأن فكرة الحلقات تدور بين زوجتين لشخص واحد "ضرتين"، ولذلك كان لا بد من حبكتها على المشاهدين حتى يصدقوا الأمر، ولكن ما يشعره المشاهد الآن خرج عن نطاق اللعبة وبتنا نشعر بأن ثمة مشكلة حقيقية بين الفنانتين اللتين أصبحتا بالفعل حديث المواقع والصحف، والأمر زاد عن كونها حلقات ترفيهية، لكن في الحلقة الـ 17 من البرنامج ألمحت الشعيبي للأمر، وقالت "أمل حبيبة وعزيزة وصديقة، لكن كلام الناس كثير"، فهل سيكون للقناة كلمة أخيرة في إيقاف تلك المهزلة أم سيكون مصيرها معروفا كباقي خلافات المتعاونين مع هذه القناة، وهي سياسة البقاء "محلك سر" مثلما فعلت مع الشعيبي والعلي وراغب علامة وأحلام سابقا في برنامج أراب أيدول؟ وعلى نطاق آخر، وبرنامج فضائحي آخر، نجد الإعلامية صاحبة المواضيع الجريئة والرنانة سمر يسري وبرنامجها "ليلة حمرا" يتطرق لمواضيع أكثر حساسية ومجهود مضن من قبل الإعلامية والقناة للخروج من الضيف بأكبر قدر ممكن من المشكلات والأحاديث التي من شأنها النهوض بالقناة إعلانيا وتجاريا، وهذا حقهم، لكن ليس من حقهم أن تكون الشاشة متخمة بعلاقات الفنانين والزواج والطلاق التي نعرفها مسبقا، فالفنانون عموما أخبارهم موجودة بكثافة إن لم تكن على المواقع الإخبارية الإلكترونية فستجدها علي صفحاتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي، ففي حلقات البرنامج نجد الإعلامية سمر يسري تلاحق الضيف بأسئلة فجة وغريبة، وحوار عن الليالي التي تشتق اسمها من اسم البرنامج التي قضاها الفنان خلال مسيرته من البداية حتى الشهرة، والغريب أنه يجيب نعم، لا بد وأن يجيب، لأن ما تقاضوه من ميزانية الفضائية يحتم عليه ذلك، أخذت مالا فلا بد أن تعطي لنا من حكاياتك وقصص مغامراتك ومشكلاتك مع الفنانين، مثلما حدث مع الفنانة اللبنانية هيفاء وهبي وكلامها عن زميلاتها من الوسط الفني، فقد وجهت كلامها بحزم وأعطت تعليمات للفنانين الذين لا يعجبها كلامهم بالصمت (أليسا) وعدم الحديث عنها، ولكنها حاولت بذكاء الهروب من المذيعة ودخلت على خط التصالح مع فنانة أخرى "أصالة" عندما تحدثت عن صوتها بإيجابية حتى لا تخرج خالية، فسارت على مبدأ "أخسر كما أشاء وبعد فترة أصالح".. ليتضح لنا نحن الجمهور أن ما يحدث من مهاترات إعلامية خلال الشهر الكريم ما هو إلا "بروبجندا" الهدف منها الوصول إلى جيب المشاهد.

مشاركة :