إسراء الهجّان تخرج على التقاليد، لتصنع لنفسها واقعا مختلفا بعيدا كل البعد عن الأعراف المتبعة والطقوس المفروضة في الزواج بضرورة توافر شريك العمر.العرب أميرة فكري [نُشر في 2017/08/12، العدد: 10720، ص(24)]الهجان: لماذا لا أسعد نفسي بنفسي؟ القاهرة – أصرّت الفتاة المصرية إسراء الهجّان (27 عاما) على إسعاد نفسها بمفردها من دون “عريس” والخروج على التقاليد، لتصنع لنفسها واقعا مختلفا بعيدا كل البعد عن الأعراف المتبعة والطقوس المفروضة في الزواج بضرورة توافر شريك العمر. الهجّان تجولت لعدة أيام في محال فساتين الزواج حتى عثرت على مقاسها، وتعاقدت على شراء الفستان الذي أبهرها، ثم حجزت لنفسها عند كوافير (حلّاق نسائي) متخصص في تزيين العرائس، ودعت كل صديقاتها المقربات لمشاركتها ليلة زفافها “السنغل”، كما تعاقدت مع مصور فوتوغرافي للأفراح لتصوير ليلة فرحها “الوهمي”. وواجهت الفتاة رفضا قاطعا من أسرتها بينما شجعتها صديقاته. ومع كل نظرة تعجّب واندهاش كانت الهجان، أثناء تجولها بشوارع مدينة الإسماعيلية، شمال غرب القاهرة، تردّ بابتسامة عريضة ثم تشرح قائلة “لماذا لا أسعد نفسي بنفسي؟ لقد حلمت بارتداء الفستان الأبيض وعندما تأخر موعد ارتدائه لم أجد مانعا لتحقيق فرحتي بمفردي”. ولم تتوقع الهجّان هذا التفاعل الشديد معها من جانب سكان الشوارع والميادين التي مرت بها، وهي ترتدي فستان الزفاف في غياب العريس، خاصة عندما علموا بقصتها ودوافعها للقيام بهذا التصرف، لدرجة أن أحد المارة عرض عليها الزواج في نفس الليلة، لكنها رفضت لفارق السن بينها وبينه، حيث تكبره ببضع سنوات. يذكر أن الهجان حاصلة على شهادة دبلوم فني ثم اجتهدت حتى حصلت على الماجستير في الفلسفة من جامعة قناة السويس بالإسماعيلية بنظام التعليم المفتوح، ولشدة شغفها بالأطفال أسست معسكرا للنشاط الرياضي للصغار بالمدينة انبثق عنه أول تجمع لحضانات الأطفال. وقامت بتعليم الصغار 14 مهارة بينها التمثيل المسرحي والإسعافات الأولية والفوتشوب والإكسسوار والتنمية البشرية والرسم ورياضة الدفاع عن النفس، من خلال التعاقد مع مدربين متخصصين في تلك المهارات. ورغم أن موقفها أثار ردود فعل متباينة على صفحات التواصل الاجتماعي وتعرضت لسخرية شديدة وهجوم شرس، خاصة من الفتيات، فإنها ردت بأنها قامت فقط بشيء يسعدها وحلمت به فقررت تحقيقه لنفسها. وقالت لـ”العرب” “أعلم تماما أنني مهما فعلت لن أحصد رضا الناس جميعا، لكنني مستمرة في إسعاد نفسي بغض النظر عن حديث الآخرين سواء بالسلب أو بالإيجاب”. وعن بداية فكرة ارتداء الفستان الأبيض أوضحت “كنت مكتئبة من ضغوط العمل، ففكرت في شيء مجنون يخرجني من هذه الحالة”. وبصوت ممزوج بالدموع دافعت عن موقفها قائلة “كنت أبحث عن السعادة، تمنيت أن يراني الناس وهم يبتسمون لي ابتسامة العروس ليلة زفافها، وكانت أصوات الزغاريد التي تطلقها سيدات لا تعرفنني أكثر ما أثار سعادتي في الشارع، والآن فإن ردود الأفعال الغاضبة أضاعت فرحتي”. وقالت “للأسف نعيش في مجتمع شرقي يطالب كثيرا بالحرية لكنه لا يؤمن بها إلا إذا كانت للرجال فقط”.
مشاركة :