خبَّأ حزنه عن المارة وعلى الطرف المقابل من الطريق عازفُ نايٍ يتسلل إليه!!.. * * * البحَّارة يفرغون مُخيلاتهم في البحر مع أن! البحر يلفظ إلى الشاطئ رغوته!!.. * * * الكادحون في المروج يكشحون عين الشمس برذاذ صبرهم!!.. * * * تتلمظ الزهورُ بينما النحَّالون يفرشون للنحل حبيبات السُّكر!!.. * * * الأكواخ من الإسمنت بالكاد تعرف رائحة الشجر!!.. * * * خلف جدُرهم موبوء بالبارود والعسكر يرقصون فوق الجثث!!.. * * * حيث يتشبثون بالمبكى الدموع دماء والشمس ترقب من بعيد!!.. * * * في مكبِّ النفايات بقاياهم الدسمة لكنها استقرت في بطون جائعة!!.. * * * ماء الورد المثلج لا يزيل البثور العميقة!!.. * * * المطبخ الزاخر فوضى لا يترك طبقاً فارغاً للذوَّاقة!!.. * * * من لا يميز الرائحة لا يتذوّق الطعم لا يجنح في المجاز!!.. * * * تعشش العناكب في الأغصان بينما تسقط الثمار في مستنقع المبيد!!.. * * * الكتابة جذوةٌ المبصرُ وحده يُشعلها!!.. ——————————————————————– د. خيرية ابراهيم السقاف الجزيرة
مشاركة :