شيماء المرزوقي إذا كنا نتحدث عن تاريخ الشيخ زايد، فلن تفيه الكلمات الحق، هذا التاريخ الذي ترسّخ طوال عقود من العمل المتواصل من أجل بناء وتأسيس دولة يراد لها أن تكون أيقونة في الحب والسلام والتسامح في منطقة مثل الشرق الأوسط تحرقها الحروب، وخارجة لتوها من سطوة الحرب العالمية الثانية، وجبروت الاستعمار، حيث تعاني شعوب المنطقة برمتها من ويلات الحاجة والفاقة.خير ما يمكن أن يتم إيراده عند الحديث عن الشيخ زايد، رحمه الله، هو استرجاع كلماته التي قالها في حقب ماضية لم تكن خلالها بلادنا على ما هي عليه اليوم، كان فقط الأمل ولا سواه، فهذا القائد وبحكمته وبعد نظرة، كان يقرأ من سجل المستقبل ويرى ما سيحدث فيه وما يجب فعله في الحاضر. من تلك الكلمات النيرة العظيمة ما قاله، رحمه الله، في بدايات قيام اتحاد الإمارات: «إن أهم إنجازات الاتحاد في نظري هو إسعاد المجتمع عن طريق توفير جميع سبل الرفاهية والتقدم لهذا الشعب». ولكم أن تتخيلوا الشعب الإماراتي وهو يستمع لكلمات قائده وهو يبشره بالسعادة. ونحن نعلم جميعاً أن السعادة واهنة تأتي بصعوبة وتذهب بسهولة، فالسعادة لا تزور الفقير ولا الجائع ولا المريض ولا الذي يعاني اجتماعياً ولا هي رفيقة لمن هو جاهل ومتخلف، أو لمن لا يجد عملاً وقوت يومه، ورغم هذا كان الشيخ زايد، رحمه الله، يتحدث عن السعادة، وهو بمثل هذه الكلمات يوجز الكثير من المضمون، فهو يبشر بالخير والنعيم والثراء وأيضاً بالعلم والرعاية الصحية والرعاية الاجتماعية. يبشر بسيادة القانون والعدالة وانتشار الأمن. إذن الرؤية في عقل وقلب حكيم العرب كانت واضحة، وما إعلان قيام الاتحاد إلا بداية لتحقيق تلك الرؤية التي تستهدف الشعب الإماراتي، الذي أعلنت هيئات دولية بعد مضي أربعة عقود من قيام دولته الحديثة أنه من أسعد شعوب العالم. لقد كانت الرؤية والخطة أزليتين في عقل وقلب الشيخ زايد، رحمه الله، وبدأ تنفيذهما عند قيام الاتحاد، الذي حلم به وعمل من أجل تحقيقه، لنجني نحن الثمار. رحمك الله أيها القائد والحكيم. Shaima.author@hotmail.comWww.shaimaalmarzooqi.com
مشاركة :