يؤثر نقص فيتامين D أثناء فترة الحمل تأثيراً سلبياً في الطفل ويضعف لديه مهارات الحركة والتطور الاجتماعي في المرحلة ما قبل المدرسية، ذلك ما توصلت إليه دراسة حديثة نشرت بـ«المجلة البريطانية للتغذية».جمع باحثون من جامعتي سوري وبريستول، بيانات 7,000 امرأة وطفلها ومراجعة تلك البيانات، ووجدوا أن المرأة الحامل التي تعاني نقص فيتامين D (أقل من 50 نانومول بكل لتر دم) يكونون أكثر عرضة لإنجاب طفل يعاني تدني النقاط في اختبارات التطور في المرحلة ما قبل المدرسية في مجالي الحركة الكبيرة والدقيقة وتحديداً في عمر عامين ونصف بالمقارنة بالأطفال الذين ولدوا لأمهات لديهن معدلات طبيعية من الفيتامين، وتشمل تلك الاختبارات ضرب الكرة، والتوازن، والقفز، واستخدام العضلات الدقيقة كمسك القلم وبناء برج من المكعبات. وجد أن نقص ذلك الفيتامين أثناء الحمل يؤثر في التطور الاجتماعي لدى الطفل في عمر 3 أعوام ونصف، ولكن بالرغم من ذلك لم يتضح وجود علاقة بين حالة الفيتامين لدى الأم وبين أنواع الضعف الأخرى للأطفال في عمر أكبر (مقياس اختبار الذكاء والمقدرة على القراءة في المرحلة العمرية ما بين 7-9 أعوام). توصلت دراسات سابقة أجريت على الحيوانات إلى أن تطور الإدراك العصبي لدى الجنين يتأثر بشدة بنقص معدلات فيتامين D لدى الأم، ويعتقد الباحثون بأن التفاعل بين ذلك الفيتامين وبين الدوبامين بالدماغ لدى الجنين ربما يلعب دوراً مهماً في التطور العصبي بمناطق الدماغ التي تتحكم بالتطور الحركي والاجتماعي. وجد من ناحية أخرى أن فيتامين D، والذي يتم الحصول عليه من أشعة الشمس والغذاء، ينظم كمية الكالسيوم والفوسفات بالجسم والمهمان لتقليل احتمال التعرض لهشاشة العظام؛ كما أن المعدلات الكافية من الفيتامين ترتبط بتراجع خطر الإصابة بأمراض الأوعية الدموية والالتهابات وأمراض المناعة الذاتية والسكري.
مشاركة :