انتشر مرض سرطان الثدي بصورة ملفتة للنظر بين بعض السيدات على مستوى العالم، وأيضاً على نطاق المجتمعات العربية، فلا نبالغ إذا قلنا إنه توجد سيدة من بين 9 مصابة بسرطان الثدي، حيث يحتل مرض سرطان الثدي الصدارة بين أمراض السرطان التي تهاجم النساء عالمياً، وهو من الأمراض التي تسبب ألماً نفسياً وضغطاً معنوياً كبيراً على المصابات، بل يصل الأمر إلى حالة الانهيار النفسي لدى بعض السيدات فور العلم بالإصابة بهذا المرض.من الضروري التأكيد على أهمية دور الحالة النفسية في رحلة علاج مرض سرطان الثدي، ولا بد من التخفيف عن هؤلاء السيدات عن طريق سرد تجارب بعض النساء اللاتي تماثلن للشفاء التام بعد إتمام رحلة العلاج وبرنامج الكيماوي الحازم والقاسي، ولكن في النهاية كانت النتائج مبشرة وجيدة، وتكشف كل الدراسات في هذا الشأن أن التشخيص المبكر لحالات سرطان الثدي، هو بمثابة خطوة كبيرة في طريق نجاح العلاج وسرعة التعافي والشفاء، ولذلك يجب نشر الثقافة الطبية عن مرض سرطان الثدي لدى النساء في المجتمعات العربية، والتأكيد على أن الرضاعة الطبيعية لأطول فترة من طرق الوقاية الأكثر فاعلية لتجنب الإصابة بهذا المرض.التأخير ينشر المرض تخجل المرأة في كثير من المجتمعات من الحديث عن هذا المرض، وتتكاسل وتتأخر على أمل أن يكون حالة طارئة، ولا تعلم أن المرض ينتشر في جزء كبير من الثدي والمناطق المحيطة، وبذلك تساهم في القضاء على نفسها أو سوف تتسبب في إطالة أمد العلاج لشهور بل يمكن أن يمتد إلى سنتين، لأن السرطان سوف يتفشى ويصل إلى أماكن أخرى بالجسم، ووقتها يتطلب إجراء عمليات جراحية لاستئصال الورم، وعلاجاً كيماوياً طويل الأمد وعلاجاً إشعاعياً بالتناوب مع الكيماوي، إضافة إلى العلاج عن طريق الهرمونات، وكلها أساليب علاج متعبة ومرهقة وتسبب حالة نفسية سيئة تصل إلى حد الاكتئاب، إذن الشكوى المبكرة من أي أعراض غريبة أو عند الإحساس غير المعتاد، يجب على الفور إبلاغ الطبيب أو الطبيبة المختصة، والتي سوف تقوم بإجراء الفحوص والتحاليل السريعة، لتكشف مدى الإصابة بسرطان الثدي من عدمه، ثم اتخاذ التدابير اللازمة لتدارك الخطر، وسوف نقدم في هذا الموضوع تفاصيل كثيرة عن مرض سرطان الثدي والأسباب التي تؤدي إلى الإصابة به والأعراض التي تظهر.الأمل كبير في الشفاءيعد سرطان الثدي من الأورام الخبيثة الشائعة الذي ينتج عن نمو غير طبيعي لخلايا الثدي، وهو من أكثر أنواع الأورام التي تصيب السيدات في مختلف الأعمار، ويبدأ من البطانة الداخلية لقنوات الحليب أو الفصوص التي تغذيها بالحليب، وظل سرطان الثدي من الأمراض المقلقة بسبب قدرته على الانتشار في جميع أنحاء الجسم، حتى وقت ليس ببعيد إلى أن تقدمت طرق وأساليب الكشف المبكر عن هذا المرض، وإنتاج الكثير من العلاجات التي تعطي تأثيرات فعالة وجيدة ونتائج مرتفعة، فساهم ذلك في التقليل من حدة الخوف والرعب من سرطان الثدي، ويمكن لهذا المرض أن يصيب الرجال أيضا ولكن بنسب أقل بكثير من المرأة، وعندما يهاجم السرطان الثدي يتغير لون الجلد وشكله، وتصبح ملامح الجلد أقرب إلى قشرة البرتقال، نتيجة مهاجمة القنوات الليمفاوية وإغلاقها وحدوث استسقاء في الثدي، وكان الكشف عن سرطان الثدي في الماضي يعني استئصال الثدي بالكامل، وإزالة جميع أنسجته مع الغدد الليمفاوية الموجودة في الإبط والعضلات تحت الثدي، أما الآن فلا تحدث عمليات الاستئصال الكاملة إلا في حالات قليلة، وأصبح العلاج متوفراً والأمل كبيراً في الشفاء ويبعث على التفاؤل في السنوات الأخيرة، حيث توصل الأطباء إلى إنجازات رائعة في الكشف المبكر عن المرض، وأيضا العلاج الذي نجح في الشفاء بنسب مرتفعة لمرض سرطان الثدي، وساهم ذلك في انخفاض أعداد الوفيات بدرجة ملحوظة.الوراثة والإشعاعاتتوجد مجموعة من العوامل والأسباب التي يمكن أن تقود إلى تحفيز الإصابة بسرطان الثدي، لكن الأسباب الأساسية والحقيقية لهذا المرض غير معلومة وغير معروفة حتى الآن، إلا أن هناك بعض الأسباب التي ربما يكون لها دخل مباشر أو غير مباشر للإصابة بهذا المرض، ومن الممكن أن تكون داخل الاستخدامات الطبيعية اليومية، أو عوامل أخرى مثل العامل الوراثي الذي يزيد من فرص الإصابة بالمرض، لأن السيدات اللاتي لديهن تاريخ وراثي من هذا المرضِ، هن الأكثر عرضة للإصابة به، كما أن التعرض للإشعاعات له دور أيضا في الإصابة بالمرض، كما يمكن أن يكون بسبب وجود بعض النتوءات والكتل الحميدة في الثدي، أو بسبب كثافة أنسجة الثدي، أو البلوغ المبكر أو انقطاع الطمث المتأخر، أو الإفراط في تناول الكحول، أو من كثرة التدخين على المدى البعيد، أو زيادة الوزن والسمنة المفرطة، أو تناول بعض الأدوية التي تحتوي على هرمونات تسبب ارتباكاً كبيراً وضرراً في بعض أعضاء الجسم. الشامبو ومزيل العرقتتعرض المرأة للضرر نتيجة استعمال بعض منتجات العناية بالجسم والشعر، والتي يمكن أن تقود إلى تحفيز هذا النوع من سرطان الثدي، ومنها منتجات الشامبو سواء للجسم أو للشعر، وفي آخر تحذير للمنظمات العالمية المعنية بمنتجات العناية أشاروا إلى أن هناك أكثر من 110 أنواع من الشامبوهات تسبب أمراض السرطانات، لأنها مليئة بالمواد الكيماوية الضارة مثل الصوديوم، كما يحذرون من استخدام مزيل العرق الرخيص، المصنوع من مواد مضرة، تلتصق بالجسم فترات طويلة وتتفاعل معه ويمتصها، وينصح الأطباء باستخدام مزيل عرق مكون من مواد طبيعية، ويحتوي حوالي 55% من الشمع على فتيل الرصاص وخصوصا الشمع المعطر، وهذا الفتيل يصدر رصاص أكثر 6 أضعاف من الفتيل العادي، وهذه الكمية خطر كبير على الأطفال وتسبب تسممهم بالرصاص، والتعرض المتكرر للرصاص يسبب أضرارا كثيرة على جسم الأطفال والكبار، ويشير الأطباء إلى وجود كيماويات في الإيبوكسي والألوان الأكريليك والأسمنت المطاطي، وكلها مواد مرتبطة بالسرطانات وضمور الأعضاء.السن ومعطرات الجويساعد عامل التقدم في العمر على الإصابة بسرطان الثدي، وطبقاً للإحصائيات الحديثة فإن حوالي 85% من النساء اللاتي تعرضن للإصابة بسرطان الثدي كانت أعمارهن تزيد عن 55 عاما، وكلما تقدمت المرأة في السن زاد احتمال إصابتها بسرطان الثدي، حيث يكون لعامل نقص هرمون الإستروجين دور في هذه الإصابة بهذا المرض، فالنساء الأكبر سنا اللاتي دخلنا في مرحلة سن اليأس أكثر عرضة للإصابة بمرض سرطان الثدي، والسبب أن الجسم ظل يتأثر بحماية هرمون الإستروجين فترة طويلة، وينخفض بشكل كبير عند انقطاع الطمث مما يجعل الثدي عرضة لمهاجمة هذا المرض، والإصابة أيضا بالسمنة المفاجئة بعد سن اليأس، وانقطاع الطمث يجعل النساء اكثر عرضة لزيادة في الوزن، وبالتالي احتمالية الإصابة بمرض سرطان الثدي، ومن الأسباب الأخرى استعمال معطرات الجو الرديئة الصنع، لأنها مكونة من مواد كيماوية مسرطنة، يمكن أن تصيب خلايا الجسم بالضرر وتسبب حساسية الصدر، وتؤثر على الصحة الإنجابية، وأيضا استخدام ستائر البانيو والحمام من البلاستيك الذي تتسرب منه مواد كيماوية سامة.تضخم وإفرازاتتظهر بعض الأعراض في حالة الإصابة بسرطان الثدي، ومنها تضخم أنسجة الثدي بدرجة ملحوظة، وخروج سائل يعتبر مؤشرا مهما ومؤكدا على الإصابة بسرطان الثدي، سواء إذا كان هذا السائل مخلوطا بالدم أو إفرازات صفراء، ويعتبر الإفراز باللون الأحمر المخلوط بالدم علامة لإصابتها بسرطان الثدي، وتظهر نتوءات صلبة تحت الجلد في منطقة الثدي والإبط، وحدوث تغيّرات غير طبيعيّة وملحوظة، مثل وجود أورام وانتفاخات، وتغير حجم أو ملامح الثدي، وتغير في ملمس الجلد وطبيعته ولونه، وتسطح أو تسنن الجلد الذي يغطيه، وظهور احمرار أو ما يشبه الجلد المجعد على سطح الثدي، مثل قشرة البرتقال، والشعور بألم وتيبس وثقل في الثدي، كما أن الأعراض يصاحبها آلام في الصدر أو تحت الإبط، ويظهر توّرم في أحد الإبطين، وارتفاع في درجة حرارة الثدي عن بقيّة أعضاء الجسم، ويصاحب المرض الإحساس بحكة في الجلد واحمرار وظهور قروح، لأن الخلايا السرطانية تعمل على سد الأوعية الليمفاوية، ما يسبب احمراراً، وظهور دمامل وبقع حمراء في الجلد، وفي المرحلة المتقدمة من السرطان، تشعر المرأة بضيق في الصدر وصعوبة في التنفس، وأثبتت الدراسات الحديثة أن الشعور بالتعب والإجهاد والأرق هو العرض الأكثر شيوعاً وانتشاراً بين حالات مرضى سرطان الثدي، أما علاج هذا السرطان فيسبب خللاً في الجهاز الهضمي، نتيجة عدم اتباع نظام غذائي صحي، وأيضا يصيب بالشعور بالغثيان والتقيؤ وقلة النوم، وتفقد المرأة الشهية وينخفض وزنها. الدول المتقدمة والنامية تشير منظمة الصحة العالمية إلى أن مرض سرطان الثدي يحتل المرتبة الأولى بين أنواع السرطانات، التي تهاجم السيدات في أنحاء العالم سواء المتقدم أو النامي أو الفقير، وتقريباً تصاب امرأة من بين كل 10 سيدات في العالم بهذا المرض، وإجمالي المصابات سنوياً حوالي 1.5 مليون سيدة كحالات جديدة، تتوفى منهن ما يقرب من 460 ألف حالة بسبب هذا المرض، والخطورة تكون أكبر في البلاد الفقيرة ومتوسطة الدخل، نتيجة التشخيص في مراحل متأخرة من المرض، ما يسبب ارتفاع معدلات الوفيات الناجمة عن هذا المرض، وأوصت المنظمة الكثير من هذه الدول بوضع استراتيجية للكشف المبكر عن سرطان الثدي، لتقليل عدد الوفيات والنجاح في تحقيق الشفاء الكامل، كما أنه لا يوجد معرفة كاملة عن أسباب الإصابة بهذا المرض، ولكن تطور العلاج في السنوات الأخيرة بشكل مبشر، حيث وضع الأطباء المتخصصون برنامج علاج مكثف ومتكامل يتضمن عدداً من الجرعات الكيماوية الشديدة والعلاج الإشعاعي، وأيضاً العلاج الهرموني الذي يمتد إلى بضع سنوات مع المريضة، لضمان القضاء نهائياً على أي خلايا سرطانية ما زالت موجودة بالجسم، وما زال الكشف المبكر عن المرض هو الضمان لنجاح العلاج والشفاء.
مشاركة :