دأب الكثير من الأشخاص على ممارسة بعض العادات الحياتية دون علم بأنها تحمل جانباً كبيراً من الضرر الجسدي، وتسبب العديد من المشاكل الصحية والإصابة بالأمراض، فهذه العادات على المدى الطويل تترك أثراً كبيراً على الجسم، بل إن بعضها يؤدي إلى تدمير لبعض أعضاء الجسم، وبعض هذه العادات يمكن أن تخضع للموضة والتقليد.بعض العادات تتعلق بإضفاء نوع من الجمال والجاذبية على الشكل والمنظر العام، وبعضها يكون نوعاً من التعود فقط، وتقدم لنا العديد من الدراسات مساوئ وأضرار هذه العادات، وكل يوم تكتشف الأبحاث الجديد حول هذه العادات، وسوف نتناول في هذا الموضوع الأضرار التي يسببها الوشم على الجسم، وكذلك تأثير العدسات اللاصقة على العين مع طول الاستعمال، وما تسببه الأنواع الرديئة من هذه العدسات على الرؤية عموماً، ونتناول الخروج في فصل الصيف والتعرض لأشعة الشمس الحارقة، وأيضاً عادة تطويل الأظافر التي تحبها الفتيات من أجل مزيد من الأنوثة، مع توضيح مخاطر طقطقة (طرقعة) الأصابع باستمرار. السرطان في الصبغةيقبل الكثير من الشباب على رسم الوشم على جزء من جسده، وانتشرت هذه العادة كنوع من اتباع الموضة، ويتبارى الشباب والفتيات في رسم الوشم، وكلما كان أكثر ثباتاً ووضوحاً ؛ كان أفضل لديهم، وتعددت أنواع الوشم وأشكاله وطرق رسمه على الجسم، وظهرت تقاليع كثيرة في احتلاله مواقع متنوعة من الجسد، ولم يلتفت الشباب إلى ما يسببه هذا الوشم من أضرار على طبقات الجلد التي يوضع عليها، والوشم رسوم مختلفة يتم نقشها على الجلد، وتستخدم مواد كثيرة متنوعة من أجل ذلك الغرض، وهذه المواد المستخدمة تحتوي على مركبات كيميائية ملونة تكون نوع الصبغة المطلوبة للرسم، وهذه المواد تسبب تأثيرات بالغة الخطورة على الصحة، وفي الماضي كانوا يستخدمون الرماد في دق الوشم، بواسطة إبرة مخصصة لهذه المهنة؛ حيث يقوم المتخصص بوخز الجلد لإدخال الصبغة الملونة داخل طبقات الجلد العميقة، وكانت الأمراض تنتقل بسهولة عن طريق هذه الطريقة القديمة، أما في الوشم الحديث؛ فيستخدمون بعض المواد التي تسبب السرطان في المكان الذي تلصق فيه على الجلد، ولا يقف الضرر عند دق الوشم فقط، ولكن يمتد أيضاً عند محاولة إزالته والتخلص منه، وأضرار إزالة الوشم تعتمد على حجم الوشم نفسه، والعمق الذي وصل إليه داخل الجلد، فالوشم الصغير السطحي يترك ندبات صغيرة بسيطة تزول مع الزمن أو تترك آثاراً بسيطة، وذلك يعتمد على حرفية من يقوم بإزالته والطريقة التي تتم بها إزالته، وقد يلجأ الطبيب إلى إجراء عملية ترقيع للجلد لمعالجة المنطقة التي يزال منها الوشم، وذلك في حالة إذا كان الوشم كبيراً وعميقاً، ومن الأفضل استعمال مواد طبيعية عند الرغبة في عمل الوشم، والابتعاد عن المواد الكيميائية؛ لأن الجلد له القدرة على امتصاص هذه المواد عندما توضع عليه، ومن ثم تنتقل إلى الجسم والدم وتُحدث بعض الخلل في الجسم.عدسات منتهية الصلاحيةتفضل الكثير من الفتيات والنساء ارتداء العدسات اللاصقة تختلف ألوانها وأشكالها، فهن يرغبن في تغيير لون العين بما يجعلهن أكثر جمالاً وجاذبية، وهذه العادة يمكن أن تكون مضرة في كثير من الأوقات، خاصة عند استخدام العدسات اللاصقة بعد انتهاء فترة صلاحيتها، ولا تلتفت غالبية النساء إلى فترة الصلاحية على اعتبار أن العدسات لا تتلف، والخطورة أن هذه العدسات عندما تتلف تصبح مليئة بالجراثيم والميكروبات، ولذلك يجب تركها فوراً وبسرعة بعد انتهاء مدة صلاحيتها، بالرغم من محاولات تنظيفها وتعقيمها بالمحاليل المطهرة، إلاّ أن الجراثيم تكون قد استوطنت وسكنت هذه العدسات ومن الصعب إزالتها، وسوف تؤدي إلى حالة من تهييج العين وترهقها وتضعف النظر، وتسبب في بعض الحالات إلى الإصابة بالعمى، وبعض السيدات تقبل على شراء بعض الأنواع الرديئة الصنع أو منتهية الصلاحية؛ لأن أسعارها تكون منخفضة ومغرية ويمكن أن تشتري مجموعة من العدسات متنوعة الألوان وتستبدل براحتها، وهي لا تعلم أن عينها سوف تتضرر ويضعف نظرها، كما أن هذه العدسات يمكن أن تؤدي إلى حساسية العين، وفي حالة رغبة المرأة في ارتدائها، لابد من استخدام الأنواع الجيدة والصالحة للاستخدام.التسمم الغذائي والأظافرتفضل الكثير من الفتيات ترك الأظافر حتى تطول بدرجة لافتة للنظر، وتعتبرها جزءاً من الأنوثة والرقة، وتهتم بتلوينها بطلاء الأظافر المناسب للون الملابس، لإضافة لمسة جمالية إلى الشكل العام، ورغم محاولات العناية بهذه الأظافر والبقاء عليها نظيفة وجميلة، إلاّ أنها تكون أحد أسباب حدوث الموت البطيء، والسبب أنها تصبح بيئة ملائمة ومنعشة لنمو بكتيريا إيكولاي، والتي تصيب بالتسمم الغذائي، ويحتوي المكان الموجود تحت الأظافر الطويلة على ما يقرب من 92% من البكتيريا الموجودة في أيدي الإنسان، وبالرغم من المحاولات المستمرة بين الكثيرين للمحافظة على نظافة أظافرهم، إلاّ أن ذلك لا يُحدّ من انتقال العدوى، حتى ولو تم غسل الأظافر مرات عديدة وتنظيفها بفرشاة خاصة، لأن كميات البكتيريا المُعدية الموجودة بها كبيرة للغاية، إذا ما تم مقارنتها بأصحاب الأظافر القصيرة، والأطفال هم الذين يتعرضون أكثر لحالة التسمم الغذائي؛ بسبب طول الأظافر، نتيجة اللعب المتواصل في كل الأشياء ودخول الكثير من الجراثيم والميكروبات تحت أظافرهم، وهم دائماً ما يضعون أصابعهم في أفواههم، ويأتي دور الأم في ملاحظة طول أظافر صغيرها، وقصّها باستمرار تجنباً لحدوث أي أضرار.تلف مفاصل الأصابعيقوم الكثير من الأشخاص بعملية طقطقة (طرقعة) الأصابع بطريقة تلقائية، وهذه العادة تلازم قطاعاً كبيراً من المجتمع؛ فبعد أي عمل أو أثناء التفكير أو التحدث مع الآخرين يقوم الشخص بحركة طقطقة (طرقعة) الأصابع دون وعي، وهذه العادة رغم بساطتها تؤدي إلى ضرر كبير على أصابع اليد، حيث أجريت دراسة حديثة حول خطر طقطقة (طرقعة) الأصابع على الصحة العامة، وتوصلت نتائج الدراسة إلي أن الأشخاص الذين تعودوا على طقطقة (طرقعة) الأصابع؛ يكونوا أكثر عرضة للإصابة بأضرار كبيرة في مفاصل وأربطة الأصابع، ويفسرون حدوث الصوت المرتفع للطقطقة (الطرقعة)، على أنه نتيجة انخفاض حاد في الضغط على كبسولة المفصل، تتسبب في تكوين فقاعة من السائل حول المفصل، وهي التي تحدث هذا الصوت، ومع استمرار هذه العادة فترات طويلة من الزمن، فإن مفاصل الأصابع تصاب بالضعف والخلل الكبير والمزمن، ما ينتج عنه حدوث تلف في مفاصل الأصابع يفقد الشخص القدرة على تحريك هذه الأصابع بشكل طبيعي، ويصاب ببعض الألم والالتهابات، ولا يستطيع استخدام يده بصورة طبيعية في إمساك الأشياء أو الكتابة المعتادة، ويمكن أن تسقط بعض الأشياء التي يحملها بسهولة من يديه نتيجة ضعف الأصابع الملحوظ.سرطان الجلدتشتد حرارة الشمس وأشعتها في فصل الصيف، ويصبح التعرض لهذه الأشعة خطراً على الجسم والصحة، وكثيراً ما نشاهد عدداً كبيراً من المصيفين وهم يجلسون تحت حرارة الشمس وأشعتها دون حائل، فهم يرغبون في أخد حمام شمسي وتغيير لون البشرة، وهذه العادات مضرة وتسبب الإصابة بسرطان الجلد وتلف أنسجة البشرة، والإصابة ببعض الأشعة المضرة في هذه الأوقات من اليوم والسنة، ويهمل الكثير في اتخاذ أساليب الوقاية اللازمة، ويخرجون في الشمس الشديدة دون وضع الكريمات التي تحمي من أشعتها الضارة، وتعتبر من العادات السيئة لدى الكثير من الناس، لأنها سوف تتسبب في الإصابة بالعديد من الأمراض، غير أنها تغير لون البشرة وتسبب نوعاً من اللون الغامق، ولابد من تغيير نشر ثقافة الوعي بين الأشخاص لمعرفة ضرر الشمس في الصيف، وتجنب الكثير من العادات التي تمارس تحت أشعة الشمس؛ فكثير من الدراسات تحذر من تأثير الأشعة فوق البنفسجية على الكبار والأطفال. أضرار بالجملة رصدت الدراسات الحديثة الكثير من العادات والتقاليد غير الصحية التي ينتجها الكثير من الأشخاص في المجتمع والتي تسبب أضراراً بالجملة، وكان العامل المشترك في جميع هذه العادات هو عدم المعرفة بالتأثيرات السلبية التي تحدثها هذه العادات، سواء على المستوى القريب أو البعيد، ومنها عادة الوشم التي انتشرت بين الكثير من الشباب، فتيات ورجالاً، وأظهرت بعض الدراسات خطورتها على الجلد، لدرجة أنها تقود إلى الإصابة بسرطان الجلد، كما أن بعض العادات مثل طرقعة المفاصل تسبب ضعفاً كبيراً في مفاصل هذه الأصابع، وخللاً ملحوظاً على المستوى البعيد، وكذلك خطورة تعرض بعض النساء والأطفال لأشعة الشمس على شواطئ البحار وحمامات السباحة في فصل الصيف، ومن هذه العادات السيئة إقبال قطاع كبير من الفتيات والنساء على ارتداء العدسات اللاصقة، ورغم الجمال والجاذبية التي تضيفها هذه العدسات، إلا أن لها أضراراً بالغة بصحة العين على المديين المتوسط والبعيد، وأبسطها الإصابة بضعف النظر الحاد، وحدوث التهابات في العين.
مشاركة :