تعد منطقة جازان من أشهر المناطق التي تنتشر فيها النباتات العطرية الجميلة ذات الروائح الزكية والفواحة التي تعتبر من الموروثات الشعبية الرائعة التي لا زالت تجد إقبالاً كبيراً من جميع فئات المجتمع على الرغم من توفر أشهر ماركات العطور الفرنسية والأوروبية الأخرى، الا أن تلك النباتات العطرية احتفظت بقيمتها وأصالتها ورونقها الجميل بين أهالي المنطقة، ولا زال لها محبوها وعشاقها من جميع أطياف المجتمع، وفي الليالي الاخيرة من رمضان والتي تسبق حلول عيد الفطر السعيد وكذلك في عيد الاضحي تزدهر حركة البيع والشراء لاسواق النباتات العطرية. ومن أشهر هذه النباتات هو الكادي الذي يطلق عليه سيد النباتات العطرية فهي شجرة تشبه شجرة النخيل تنمو في المناطق الجبلية وغير الجبلية وله ايضا رائحة عطرية، يكثر في موسم نزول الامطار، ابيض اللون تستخدمه المرأة كنوع من انواع الزينة وتصنع منه العطور التي تسمى باسمه حيث يستخدم مع مجموعة من الزهور العطرية منها ما يطلق عليه البعيثران ومناطق اخرى تسميه بياض تكسوه الاوراق الصغيرة ينمو في المناطق الجبلية لونه اخضر فاتح. وقامت "الرياض" بجولة في اسواق النباتات العطرية والتقت بإبراهيم جعفري احد بائعي تلك النباتات، حيث قال "يجلب الكادي وبعض النباتات العطرية مثل البعيثران والواله من بطون الأودية ومن المناطق الجبلية والمرتفعات، وإن الكادي له أوقات في قطفه فلا يقطف إلا مع الفجر او عند الغروب وهذا سر غريب لا نعلمه، على الرغم اننا نقوم ببيعه منذ القدم ومع بداية الصيف يستمر بيع الكادي كل يوم لتزايد الطلب عليه من اجل الاعياد والمناسبات والأفراح، وعن أسعاره تختلف أسعار الكادي مع اختلاف الشهور ففي الشتاء يصل سعره إلى عشرة ريالات وعشرين ريالا، أما مع بداية الصيف فيصل إلى أكثر من أربعين وخمسين ريالاً ومن النباتات العطرية الأخرى التي تتميز بها منطقة جازان الفل المتميز ذي النسمة الزكية والذي يعرف بالفل البلدي". وللفل الجازاني "القريشي" أشكال متعددة ومختلفة فمنها المسابح وهو نوع صغير على شكل المسبحة وأيضا ما يسمى بالكباشة وهو عقد طويل وعريض عادة يلبس على الصدر بالاضافة إلى المسحلة. ومن أنواع الفل الأخرى أيضا الفل "العزاني" ذو الحبة الطويلة فهو يزرع وينمو في المناطق الجبلية من المنطقة واستخداماته قليلة لدى النساء، ويستخدم اكثر لدى الرجال وكذلك الشباب من سكان تلك المناطق حيث يوضع على شكل عصابة توضع على الرأس وهي طريقه تعتبر شيئاً من التراث لدى سكان تلك المناطق لجبلية عرفوا بها وما زالوا محافظين عليها من باب التراث والزينة.
مشاركة :