أعلن قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر أن كلفة الجهود الأوروبية الضرورية للمساعدة في وقف تدفق اللاجئين على الحدود الجنوبية لليبيا، تُقدَّر بـ «20 بليون دولار على امتداد 20 أو 25 سنة»، في حين اعتبرت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل أن «الهجرة غير الشرعية القادمة من ليبيا، تمثل تحدياً كبيراً جداً لأوروبا». وبعد أن سرت أنباء عن لقاء يجمع بين حفتر ورئيس حكومة الوفاق الوطني فائز السراج في موسكو أمس، نفت مصادر روسية مأذونة ذلك، وقالت إن الأخير لن يزور روسيا، فيما أكدت وصول قائد الجيش الليبي إلى العاصمة الروسية. وقال رئيس مجموعة الاتصال الروسية في شأن ليبيا ليف دينغوف، إنه من المتوقع أن يجتمع حفتر بوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف غداً الاثنين، لكن لم يتضح بعد جدول المحادثات. وقال حفتر لصحيفة «كورييري دي لا سيرا» الإيطالية، إن مشكلة المهاجرين «لا تُحل على شواطئنا. إذا توقفوا عن المغادرة عبر البحر، فيتعيّن علينا عندئذ أن نحتفظ بهم، وهذا ليس ممكناً». وأضاف: «يتعين علينا في المقابل العمل معاً لوقف موجات تدفق اللاجئين على امتداد 4000 كلم من الحدود الصحراوية الليبية في الجنوب. جنودي على أهبة الاستعداد. أسيطر على أكثر من ثلاثة أرباع البلاد. لدي العناصر، لكن تنقصني الإمكانيات». وأوضح حفتر أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون «سألني عما نحتاج إليه، وأقوم بإعداد لائحة لإرسالها إليه». وذكر أن اللائحة تتضمن «تدريبات لخفر الحدود، وذخائر وأسلحة، خصوصاً آليات مدرعة وسيارات جيب للرمل وطائرات من دون طيار وأجهزة كشف الألغام ومناظير للرؤية الليلية ومروحيات». وأضاف حفتر أن الهدف هو إقامة معسكرات متحركة تضم 150 رجلاً كحد أدنى كل 100 كيلومتر. وقدر المشير كلفة هذا البرنامج بـ «نحو 20 بليون دولار على امتداد 20 أو 25 سنة» تدفعها أوروبا. وقال على سبيل المقارنة، إن «تركيا تحصل على 6 بلايين» من بروكسيل «للسيطرة على عدد من اللاجئين السوريين وبعض العراقيين، أما نحن في ليبيا، فيجب أن نعمل على احتواء دفعات كبيرة من الأشخاص الذين يصلون من كل أنحاء أفريقيا». وانتقد حفتر مجدداً السراج الذي لم يستشره للموافقة على عملية دعم بحري لإيطاليا من أجل مساعدة خفر السواحل الليبيين في طرابلس، على احتواء عمليات انطلاق زوارق المهاجرين غير الشرعيين، وقال إن «قراره خيار شخصي غير شرعي وغير قانوني». في المقابل، رأت المستشارة الألمانية بأن الهجرة غير الشرعية القادمة من ليبيا، تشكل تحدياً كبيراً جداً لأوروبا. وقالت خلال مؤتمر صحافي في العاصمة الألمانية برلين عقب لقائها المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي والمدير العام لمنظمة الهجرة الدولية ويليام لاسي سوينغ إن «أوروبا بذلت جهوداً للقضاء على أسباب خروج المهاجرين من بلدانهم». وأكدت أهمية توحيد جهود هيئات المساعدات الإنسانية في الدول الأوروبية وضرورة حماية المهاجرين من شبكات تهريب البشر، وتقديم التدريب لقوات خفر السواحل الليبي، مضيفة أنه من الضروري تقديم المساعدة إلى ليبيا من أجل إيواء المهاجرين في ظروف إنسانية أفضل وتوقيع اتفاقية معها على غرار الاتفاقية التي وقعها الاتحاد الأوروبي مع تركيا. وأعلنت أن بلادها ستزيد المساعدات التي تقدمها لهيئات إغاثة المهاجرين في ليبيا، وستدعم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين ومنظمة الهجرة الدولية بنحو 50 مليون يورو خلال العام الحالي.
مشاركة :