"وادي السيليكون" ينساق الى سجالات سياسية رغما عنه

  • 8/13/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

واشنطن - وجدت كبرى مجموعات وادي السيليكون نفسها تخوض حربا مع "اليمين البديل" (آلت رايت) الأميركي المتطرف حول حرية التعبير و"اللياقة السياسية"، تعكس الانقسامات الحالية في الحياة السياسية والاجتماعية في الولايات المتحدة. ومن آخر الأمثلة على هذه المعركة إقالة مهندس في غوغل كان ينتقد جهود مجموعته لتشجيع التكافؤ بين الرجال والنساء، وقد دافعت عنه مواقع من اليمين الراديكالي مثل "برايتبارت". كما وجهت اتهامات إلى موقع "فيسبوك" بعدم السماح لشخصيات مصنفة في فئة المحافظين بالتعبير عن رأيها وبتحريف دفق الأخبار الذي يقدمه لمشتركيه. من جهته علق موقع تويتر حسابات ناشطين من اليمين الراديكالي واليمين المتطرف لاتهامهم بعدم احترام القواعد حول المحتويات التي تؤجج الكراهية العرقية. ورفض موقع "بايبال" تحويل أموال إلى مجموعات من الناشطين الأوروبيين المعادين للهجرة مؤكدا أنه لا يرغب في دعم انشطة تدعو إلى "الكراهية" و"العنف". وألغى موقع "إير بي إن بي" حسابات ناشطين في منظمات عرقية ويمينية متطرفة كانوا يدافعون عن التمييز، في انتهاك للقواعد المتبعة لدى الموقع الذي يتيح للافراد تأجير واستئجار أماكن سكن. وندد الناشطون بهذه الاجراءات وباشروا تطوير شبكات تواصل اجتماعي بديلة ووسائل موازية لتحويل الأموال. وأوضح المستشار لدى "تيك أناليسيس ريسيرتش" بوب أودونيل أنه في وادي السيليكون "هناك عدد كبير من الأشخاص المهتمين بصورة خاصة بالتكنولوجيا والذين يودون البقاء خارج السياسة" مضيفا "انهم يجدون أنفسهم في وسط هذه السجالات وفي وضع صعب". لكنه أقر بان شركات وادي السيليكون تعيش من حيث موقعها في شمال ولاية كاليفورنيا، في بيئة ديموقراطية انعكست عليها. - "الأخبار الكاذبة" - يرى الخبير الاستراتيجي في التواصل الرقمي لحساب منظمات يسارية آلن روزنبلات أن ناشطي اليمين الراديكالي مستاؤون لعدم تمكنهم من استغلال شبكات التواصل الاجتماعي بالقدر الذي يودون. وقال "يعود هذا الأمر إلى الجدل حول "الأخبار الكاذبة" الذي انطلق خلال حملة الانتخابات الأميركية عام 2016" والجهود التي بذلتها شبكات التواصل من أجل التصدي لانتشار الشائعات مثل تلك التي تحدثت عن شبكة لاستغلال الأطفال جنسيا نظمتها هيلاري كلينتون انطلاقا من مطعم للبيتزا في واشنطن. ورأى أن الرئيس دونالد ترامب "هو الداعم الأكبر لليمين البديل، فهو يعطي بعدا سياسيا لهجماتهم ضد التنوع والمساواة في أماكن العمل". وفي ما يتعلق بغوغل، فإن تسريح جيمس دامور بعدما أكد في مذكرة نشرها على موقع المجموعة الداخلي، أن اختلافات "بيولوجية" تفسر العدد الضئيل من النساء العاملات في قطاع التكنولوجيا، اثار في المقابل انتقادات اعتبرت أن عملاق الإنترنت لا يستمع إلى الآراء المغايرة لرأيه. وقالت المهندسة في شركة تكنولوجيا إيلاين أو في مقالة نشرتها وكالة بلومبرغ إن "وادي السيليكون لن يحل مشكلاته المتعلقة بالتمييز إن كانت اللياقة السياسية تكمل كل الأحاديث". وأرغمت مجموعة غوغل لاحقا الخميس على إلغاء اجتماع داخلي حول موضوع التنوع وحرية التعبير لاعتبارات تتعلق بـ"أمن" بعض موظفيها. ويشير بعض المحللين إلى أن أقلية صغيرة من الناشطين تحاول فرض وجهات نظرها على مجمل قطاع التكنولوجيا. وقال أحد رواد الأعمال في وادي السيليكون جون باتيل وهو صحافي أيضا أن "مجموعة صغيرة من "الإرهابيين الاجتماعيين" حوروا الخطاب المنطقي الذي تعتمده الشركات التي تعد من أكثر الشركات المتطورة والواعدة في المجتمع". ورأى استاذ العلوم السياسية في جامعة نيويورك توماس ماين أن التطورات الأخيرة تعكس الإدراك بأن الإنترنت ربما ليس ذلك العالم الفاضل الذي ظنه البعض، مضيفا أن "متصيّدين" (ترول) متطرفين "يلوثون الخطاب ولا بد من نظام ما للمراقبة". وتابع "إنها مشكلة كبرى" إذ يُخشى أن "تتدخل الحكومة" في هذه المراقبة، في حين أنه من غير المؤكد أن تتمكن شركات القطاع من تولي الأمر بنفسها. ويرى بوب أودونيل أن شبكات التواصل الاجتماعي والشركات التكنولوجية الأخرى قد تنقسم في نهاية المطاف حول خطوط سياسية، على غرار ما حصل في وسائل الإعلام التقليدية. وقال "قد نشهد بعد وقت تطورا نحو شبكة اجتماعية أكثر إلى اليسار، وأخرى أكثر إلى اليمين" لأنه "بات من الصعب للغاية لزوم الوسط".

مشاركة :