لم تنجح الجولة السادسة من المفاوضات النووية بين إيران ومجموعة 5+1 في فينا الأحد الماضي في ردم الهوة الواسعة في مواقف الأطراف قبل الموعد المحدد للتوصل لصياغة للاتفاق النهائى في 20 يوليو الجاري على الرغم من مشاركة وزراء خارجية الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وفرنسا لكن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري عاد وعقد عدة جلسات مباحثات مع وزير الخارجية الإيراني محمد ظريف في محاولة لحل نقاط الخلاف، وكان لافتاً إرسال طهران حسين فريدون وهو شقيق للرئيس حسن روحاني للمشاركة في المباحثات ربما لحرص الرئيس روحاني على أن تكون له قناة تواصل مباشرة مع المفاوضين ونقل رسائل للأمريكيين. وفيما عبر كيري عن سعادته بمواصلة المفاوضات التي وصفها أحد مساعدي كيري بالجدية. وقالت مصادر قريبة من المفوضات إن الخلاف حول برنامج التخصيب يعيق تقدم المباحثات في ظل إصرار طهران على الاحتفاظ ب 50 ألف جهاز طرد مركزي بينما يصر الأمريكيون على تخفيض كبير في أعداد هذه الأجهزة. وكان وزير الخارجية الإيراني قد اشتكى من عراقيل يضعها « الطرف الآخر» وهدد من أنه في حال فشلت المفاوضات فإن ذلك يعني العودة إلى سياسات ما قبل اتفاق جنيف. وتريد إيران البدء في صياغة الاتفاق النهائي بشأن برنامجها النووي ورفع كل العقوبات المفروضة عليها لكن الولايات المتحدة وحلفاءها يصرون على أنه ما زال هناك نقاط خلاف جوهرية على رأسها مشكلة الأعداد الهائلة من أجهزة الطرد المركزي التي تريد طهران الاحتفاظ بها مما يمنحها قدرة على العودة إلى برنامج التخصيب متى ما شاءت، كما أن هناك أسئلة يقول الخبراء الدوليون إنها تحتاج لإجابات خاصة المعلومات عن تجارب نووية سرية. ومن المؤكد أن إعلان طهران أخيراً عن قرب توقيعها صفقة جديدة مع موسكو لبناء محطتين نوويتين جديدتين على ساحل الخليج بالقرب من محطة بوشهر النووية من شأنه أن يزيد الشكوك في مخططات إيران النووية التي يقول الإيرانيون إنها تشمل بناء 20 محطة نووية بقوة ألف كيلو واط. وبحسب الاتفاق المبدئي الذي وقعته مجموعة 5+1 مع إيران في نوفمبر الماضي فإنه يمكن أن تمدد المفاوضات لفترة جديدة من ستة أشهر إذا لم يتم التوصل لاتفاق الشهر القادم، لكن إيران لا تريد تطويل المفاوضات وهي قلقة من الضغوط الإسرائيلية على إدارة أوباما لأن فشل المفاوضات يعني العودة إلى المربع الأول مع تشديد العقوبات التي أوصلت الاقتصاد الإيراني إلى حافة الانهيار.. ويقول المراقبون إن الهوة ما زالت كبيرة بين إيران والدول الغربية من أجل التوصل إلى اتفاق. وأبرز المواضيع الخلافية بين الطرفين، حجم برنامج التخصيب (عدد أجهزة الطرد المركزي ومستوى إنتاج اليورانيوم المخصب)، ومفاعل أراك الذي يعمل بالمياه الثقيلة والقادر على إنتاج بلوتونيوم، وموقع فوردو الواقع تحت الأرض. وقد جرت سلسلة محادثات سياسية وتقنية منذ يناير، لكن جولات المحادثات الأخيرة لم تكن مثمرة. وترفض إيران مناقشة برنامج صواريخها البالستية بينما تصر الولايات المتحدة على أن يكون هذا البرنامج جزءاً من المفاوضات وبينما ينوه المسؤولون في الوكالة الدولية للطاقة الذرية بجهود إيران من أجل اعتماد الشفافية حول برنامجها النووي فإنهم يؤكدون في الوقت نفسه أن الشكوك في طبيعة هذا البرنامج لم تتبدد بالكامل. وتريد الوكالة بشكل خاص أن تحصل على ردود حول أدلة «موثوقة» لديها تشير إلى أن إيران أجرت أبحاثاً تهدف إلى صنع قنبلة ذرية قبل عام 2003 أو حتى بعد ذلك التاريخ.
مشاركة :