يصل في التاسعة مساء اليوم جثمان أيقونة الكوميديا الكويتية والخليجية، وأحد أبرز نجومها على مستوى الوطن العربي، الراحل الكبير عبدالحسين عبدالرضا، على متن الطائرة الأميرية، قادما من لندن، التي فاضت روحه إلى بارئها في أحد مشافيها. وكان رحيل "راسم البسمة" مصدر اهتمام وسائل الإعلام الأجنبية، التي تناقلت خبر وفاته، وقالت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية إن الفنان الراحل كان من أبرز الفنانين بالكويت، وهو أحد الذين أسعدوا الجمهور بتقديم عروض فنية جميلة، بينما ذكرت "ديلي نيوز" البريطانية أن الكويت فقدت أكثر الفنانين الكويتيين المحبوبين. في موازاة ذلك، استذكر بشار، نجل الراحل، اللحظات الأخيرة من حياة والده، كما تحدث الفنان عبدالعزيز المفرج (شادي الخليج) عن القيمة الفنية للراحل، وفيما يلي التفاصيل: تتواصل ردود الفعل لرحيل الفنان الكبير عبدالحسين عبدالرضا الذي احتل مكانة مرموقة في قلوب الجمهور من الخليج إلى المحيط. وضمن هذا السياق، صف بشار عبدالحسين عبدالرضا اللحظات الأخيرة لرحيل والده، قائلاً: "تعرض الوالد لعارض صحي بسيط، ولكن بعد ذلك حدثت مضاعفات، وكان الأطباء يطمئنوننا عن حالته الصحة، وفي يوم وفاته بدأت حالته تتدهور الساعة الرابعة، ونزلت المؤشرات الحيوية، ومن ثم تم إبلاغي بأن الوضع حرج جداً، وساعاته في الحياة معدودة، فلازمته إلى النهاية، جلست معه إلى أن انتقل الخطر إلى رأسه، وقرأت القرآن الكريم، وحتى اللحظة الأخيرة كان غائباً عن الوعي، وأسلم الروح في التاسعة بتوقيت لندن، أثناء قراءة سورة ياسين". ولفت بشار إلى أن "مشاعر الحب التي غمرتنا في المواساة، من كل أنحاء الوطن العربي، تركت أثراً خفف علينا من وقع الصدمة وهذا المصاب، خاصة أن والدي كان أباً وصديقاً لا يعوض، لذا فإن خسارتي كانت كبيرة". وأضاف: "منذ لحظة دخوله المستشفى كانت الاتصالات تتوالى علينا، من كل دول العالم العربي، فالجميع أراد أن يطمئن على حالته، ولا ننسى اهتمام القيادة السياسية، ممثلة بوالد الجميع صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، الذي احتوانا، وهو البلسم الذي خفف علينا من وقع هذا المصاب". وتابع: "الوالد ترك لنا إرثاً واسماً. وكما كان يحب الكويت وأفنى عمره في العطاء لها، فإننا بإذن الله نكمل المسيرة، والله يحفظ كويتنا وأميرنا وقيادتنا وشعبنا". وعن وصول جثمان الراحل من لندن، قال بشار: "الوفاة حصلت في العطلة، وثمة إجراءات يجب إتمامها، وسيكون الوصول مساء اليوم، وأتقدم بالشكر إلى أعضاء السفارة الكويتية لدى لندن، والمكتب العسكري الذين لم يتركوني لحظة، ولا أنسى مشاعر الحب والحزن للمواطنين المصطافين". صادق ومخلص وقال رئيس جمعية الفنانين الكويتيين عبدالعزيز خالد المفرج (شادي الخليج) يعد الفنان القدير الراحل عبدالحسين عبدالرضا أحد أبرز رواد الحركة الفنية الكويتية الذين ساهموا في تأسيس وانتشار المسرح في الكويت، وكانت بدايته تحمل في طياتها كثيرا من المعاناة والكفاح للتأكيد على موهبته وقدرته، حتى استطاع أن ينتشر فنيا في الكويت وعلى الصعيد العربي، وأن يصل الى هذه النجومية، وذلك من خلال صدقه وإخلاصه لجمهوره وفنه. وأضاف:" وكذلك في تقديم الأعمال الدرامية التلفزيونية المميزة التي كانت تأخذ منه وقتا طويلا في التحضير لها، مما جعل أعماله جيدة ويتابعها المشاهد، سواء كان ذلك من جمهوره الكويتي أو العربي بشغف وإعجاب، فتأخذ نصيب الأسد في المناسبة، وهذا طبعا لا يتأتى بسهولة أو مصادفة، بل يأتي بجهد وعرق وإرهاق يبذله الفنان عبدالرضا، لقد كان الفنان عبدالحسين، رحمة الله عليه، ركنا مهما في الواقع الفني لدوره البارز على الساحة الفنية الكويتية والخليجية والعربية، وذلك ممن خلال تجاربه العديدة المتميزة التي هي مصدر استمراريته وشهرته وتألقه في الأعمال التي يقدمها نصيب الأسد في المنافسة". ومن جانبه، قال الفنان عبدالعزيز المسلم إن الراحل عبدالحسين عبدالرضا علامة من علامات الكويت، لأنه ساهم في بناء بلده، وأسس أسرة كريمة علمها حب الكويت والعطاء من أجل الوطن، وأحب جمهوره وأخلص بعطائه الطويل، فأحبوه، وتعدى الحب أسوار الوطن ليصل إلى كل أرجاء العالم العربي. وأضاف: "الراحل كان يفضل تلفزيون وطنه الكويت على كل المحطات رغم المغريات الكبيرة، وإن دل ذلك فإنما يدل على ولائه وحبه للكويت. أخلاق عبدالحسين عبدالرضا وتواضعه لمن يستحق صنعت هيبته وفرضت احترامه واحترام الفن الهادف بشكل إقليمي". وعن الجانب الإنساني للراحل، ذكر: "يعجبني فيه حبه واحترامه للعمل، وبساطته وصراحته، واحترامه وحبه ووفائه لزملائه، يوجب الصغير والكبير، لم يصل عبدالحسين عبدالرضا إلى كل هذه القلوب التي أحبته إلا بالصدق وإنسانيته وحبه للخير، وما أخفاه عنا ويعلمه رب العباد، الله يرحمه برحمته الواسعة ويصبر الجميع. إنا لله وإنا إليه راجعون". المكتبة الفنية وبدوره، قال الإعلامي بندر المطيري فجعت الكويت بنبأ رحيل عملاق الكوميديا، أحد أهم أعمدة الفن الخليجي خاصة والعربي عامة، الفنان الكبير عبدالحسين عبدالرضا الذي أثرى المكتبة الفنية الخليجية والعربية بعشرات الأعمال التلفزيونية والمسرحية والإذاعية والغناء والاستعراض والتأليف المسرحي والإنتاج الفني بكل أشكاله، وغير ذلك من ألوان الفنون. وفيما يتعلق بمنجزات الراحل، قال المطيري:" يضاف إلى ما سبق، تأسيسه عددا من المسارح المهمة وقناة فنون الفضائية فضلا عن أعمال كثيرة عالجت قضايا المجتمع، وانحازت للوطن وأمتعت الجماهير، فالتفت حوله ورسخت اسمه ليتربع على عرش الكوميديا لأكثر من نصف قرن بلا منازع، فهو نسيج وحده صاحب موهبة فذة من طراز فريد لا تملك إلا أن تحبه وتعشق فنه الخالد، وقد تشرفت بالعمل معه في كثير من الأنشطة، سواء داخل التلفزيون أو خارجه، فكان نعم الأخ والصديق الصدوق والأستاذ والمعلم القوي في غير عنف واللين في غير ضعف". وتابع:" إن سيرة عبدالحسين هي سيرة وتاريخ الفن الكويتي، فأمثاله لا يرحلون أبدا، بعد أن سطروا إبداعاتهم بحروف من نور لتظل خالدة على جدار الزمن تتناقلها الأجيال جيلا بعد جيل، شاهدة على عبقريته وصدق موهبته، لكنه قضاء الله ولا راد لقضائه سبحانه، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا على فراقك يا أبا عدنان لمحزونون.
مشاركة :