قد يكون حديث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن عمل عسكري محتمل في فنزويلا بمثابة طوق النجاة السياسي للرئيس نيكولاس مادورو الذي كثيرا ما استغل التهديد الأمريكي بالعدوان لتبرير سياسات مزقت اقتصاد بلاده.وواصل مادورو "الثورة" الاشتراكية التي بدأها سلفه ومعلمه الراحل هوجو تشافيز قبل نحو 20 عاما. وتعد الإشارة المستمرة إلى تخطيط "الأمبراطورية" الأمريكية لغزو البلاد لسرقة النفط عنصرا أساسيا في الخطاب الشعبوي لمادورو ومن قبله تشافيز.وقال المحامي لويس ألبرتو رودريجيز "إن (ترامب) يسدي معروفا لمادورو بتدعيم الموقف القومي بأن الأمريكيين يرغبون في المجيء لمهاجمة فنزويلا. كان هذا على الدوام جزءا من خطاب مادورو ومن قبله تشافيز. وقد خدمهما جيدا".ولم يفوت المؤيدون لمادورو الفرصة وقال ابن مادورو ويدعى نيكولاس أيضا في الجمعية التأسيسية الجديدة التي انتخبت الشهر الماضي لإعادة كتابة الدستور "لا تتدخل فيما لا يعنيك وحل مشكلاتك يا سيد ترامب".وتوقفت المسيرات ضد مادورو في كراكاس أمس السبت وقلت المواجهات مع قوات الأمن ولم تقع وفيات.ولقي ما لا يقل عن 120 شخصا حتفهم في اضطرابات واحتجاجات مناهضة للحكومة منذ أبريل نيسان.وأصدر حزب الوحدة الديمقراطي المعارض بيانا اليوم الأحد يرفض فيه التهديدات الأجنبية للبلاد دون أن يذكر ترامب أو الولايات المتحدة بالاسم. وقاطعت المعارضة، التي تسيطر على البرلمان الذي حيدته المحكمة العليا الموالية لمادورو، انتخابات الجمعية التأسيسية الشهر الماضي.ويدعو زعماء المعارضة بدلا من ذلك إلى إجراءات انتخابات رئاسية مبكرة من المتوقع أن يخسرها مادورو. وقال ديفيد سميلده زميل مؤسسة مكتب واشنطن المهتمة بشؤون أمريكا الجنوبية وحقوق الإنسان "لم يكن مادورو سيطلب من ترامب هدية أكبر من هذه".واوضح إن تهديد ترامب باستخدام القوة جعلت المعارضة ترتد على أعقابها بعدما شاركت مجموعة من دول أمريكا اللاتينية الأسبوع الماضي في تأنيب مادورو على انتخاب الجمعية التأسيسية في 30 يوليو تموز.
مشاركة :