استحوذت صفقة بيع أسهم خزينة مجموعة «زين»، على أنظار المتداولين في البورصة بنهاية تعاملات الأسبوع الماضي، والتي أعلنت عنها المجموعة في بيان رسمي بتوصلها لاتفاق مع شركة «عمانتل» بخصوص شراء كامل حصة أسهم الخزينة البالغة 9.84 في المئة من حصة «زين» المدفوعة بالكامل من رأس المال. وجاء إعلان «زين» عن هذه الصفقة التي تنتظر إجراءات عقد المزاد لبيع 425.7 مليون سهم، كما جاء في إعلان البورصة، في الوقت الذي بدأت تشهد فيه السوق الكويتية شحاً في السيولة، بسبب حالة العزوف التي يعاني منها السوق، نتيجة ابتعاد شريحة كبيرة من المستثمرين عن الاستثمار بسبب ندرة الفرص الاستثمارية المغرية، بالإضافة إلى التراجعات الحادة في أسعار الأسهم. ووفقا لبيان «زين»، فإنها ستقوم ببيع 425,711,648 سهم إلى شركة «عمانتل» مقابل 600 فلس للسهم الواحد، بمبلغ قدره 255.4 مليون دينار. وفي هذا الإطار، يرى مراقبون ومحللون أن العرض الذي تقدمت به شركة «عمانتل» يبدو ممتازا إلى حد كبير بالنسبة لمجموعة «زين»، فبحسب الإفصاحات السابقة، فإن مجموعة «زين» تحتفظ بأسهم الخزينة هذه منذ العام 2008 بتكلفة تبلغ 1.3 دينار، لكنها وفرت ما يقرب من 690 فلساً للسهم كتوزيعات نقدية إجمالية، وهو الأمر الذي أوصل التكلفة الفعلية للسهم إلى 630 فلساً. وبيّن المحللون أنه إذا تم احتساب التأثير المركّب لتكاليف الفائدة التي تم توفيرها من وراء الاحتفاظ بهذه السيولة، فإن هذا العرض يبدو ممتازاً بالنسبة لـ «زين»، والسعر البالغ 600 فلس للسهم جاء بعلاوة 33 في المئة، مقارنة بسعر إغلاق اليوم السابق للإعلان عن هذه الصفقة، كما أن هذا السعر يعادل ضعف القيمة الدفترية لسهم «زين»، والذي بلغ 302 فلس كما في 30 يونيو 2017. وأكد أكثر من مراقب أنه من المجدي بالنسبة لمجموعة «زين» أن تعيد الدفع بهذه الأسهم إلى السوق، لما ستجنيه من فوائد كبيرة على أكثر من مستوى، فهي ستؤدي إلى زيادة تعزيز ميزانيتها العمومية، وتوفير سيولة كبيرة لاستراتيجيتها التشغيلية والتجارية، وسترفع حقوق المساهمين بمقدار 255 مليون دينار. وكانت مجموعة «زين» قد أعلنت أنها ستستخدم العوائد المتوقعة من هذه الصفقة لأغراض عامة تخص أعمالها في أسواقها المنتشرة في الشرق الأوسط وأفريقيا، بما في ذلك سداد بعض التزاماتها، حيث سيؤدي التأثير الإيجابي لهذه السيولة إلى خفض صافي الدين بالنسبة إلى الأرباح قبل خصم الفوائد والضرائب والاستهلاكات من 2 مرة ليصل حدود 1.5 مرة، وهذه نسبة صحية في صناعة الاتصالات، حيث سترفع أي ضغوط مالية على الميزانية العمومية، وستمحنها ملاءة مالية متينة، ومرونة أكثر في تحركاتها لانتهاز الفرص الاستثمارية المجدية. وفي ردة فعل طبيعية على هذه الأخبار الإيجابية في السوق، فقد انتعش سهم «زين»، وأبدى ردة فعل إيجابية إزاء الإعلان عن صفقة بيع أسهم الخزينة، حيث ارتفع سعر السهم خلال تداولات آخر يومين بنسبة 5 في المئة، ويبدو أن هناك توقعات من المراقبين والمحللين تغذي هذا التوجه لحركة السهم، إذ إن هناك توقعات بإمكانية التوصية بتوزيعات أرباح نقدية خاصة أو أعلى من 35 فلساً كتوزيعات أرباح سنوية على مساهمي مجموعة «زين»، خصوصا وأن المجموعة تقترب من الحصول على مبلغ 850 مليون دولار كعائد من هذه الصفقة، حيث تمثل هذه التوزيعات عائداً مغرياً بنسبة قد تصل الى أكثر من 10 في المئة. وأيضا، لا ينبغي أن ننسى هنا صفقة بيع أبراج «زين» في الكويت والسعودية، وهي الصفقة التي يجرى التفاهم حولها حاليا حسب ما تشير إليه الإفصاحات الأخيرة للشركة. وبالنظر إلى الجانب الآخر من هذه الصفقة التي فاجأت الأسواق الخليجية، فإن شركة «عمانتل» تسعى من هذا العرض وفق ما يرى المراقبون والمحللون إلى القيام باستثمار استراتيجي ومؤثر على نوعية وطبيعة عملياتها، فمجموعة «زين» هي أقوى المتنافسين على الحصول على الرخصة الثالثة في سلطنة عمان، وهو الأمر الذي سيتم الإعلان عن نتيجته خلال الأيام القلية المقبلة. وعلاوة على ذلك، فإن شركة «عُمانتل» تواجه حالياً تراجعاً في نموها داخل سلطنة عمان بسبب ضغوطات الاقتصاد الكلّي، وكذلك في ظل تزايد مستوى المنافسة المتوقعة في أعقاب الإطلاق المرتقب للمشغل الثالث، ومن خلال ضخ استثمار في مجموعة «زين»، تكون «عُمانتل» قد نوّعت أعمالها، وستصبح الآن مطمئنة إلى عائد منتظم من خلال عملاق إقليمي في مجال الاتصالات. ويعتبر هؤلاء أن الاستراتيجية الأفضل لشركة «عمانتل» في الوقت الراهن، وفي ظل هذه الظروف والتطورات المحلية والإقليمية، فإن استثمار 850 مليون دولار في كيان اتصالات له جذوره الراسخة في أسواق المنطقة، سيمنح «عُمانتل» عائداً مضموناً إلى حد ما (بالإضافة إلى ميزة استراتيجية ممكنة في داخل سلطنة عمان) بدلاً من الدخول في استثمارات أصغر حجماً، والصراع بعد ذلك من أجل توليد عوائد للمساهمين. أرقام 1 - تخفيض صافي الدين إلى الأرباح قبل خصم الفوائد والضرائب والاستهلاكات ليصل إلى 1.5 مرة 2 - بيع أسهم الخزينة سيوفر سيولة نقدية وسيرفع حقوق المساهمين بمقدار 255 مليون دينار 3 - سعر العرض الذي تقدمت به «عمانتل» يعادل ضعف القيمة الدفترية لسهم «زين» 4 - اتفاقية البيع سترفع أي ضغوط مالية على الميزانية العمومية وستدعم استراتيجية المجموعة 5 - السعر المعروض أعلى بنسبة 33 في المئة مقارنة بسعر السوق وقت الإعلان عن الصفقة
مشاركة :