طهران - وكالات - صادق مجلس الشورى الإيراني، أمس، على تخصيص 520 مليون دولار لتطوير البرنامج البالستي الإيراني وتعزيز الأنشطة الاقليمية لـ «الحرس الثوري» الإيراني، وذلك رداً على «سياسة المغامرة» التي تتبعها الولايات المتحدة. وقال رئيس مجلس الشورى علي لاريجاني «على الأميركيين أن يعرفوا أن هذا الإجراء ليس إلا خطوتنا الأولى»، وذلك بعد إعلانه نتيجة تصويت البرلمان بغالبية ساحقة على سلسلة تدابير تهدف الى «مواجهة الأعمال الإرهابية والمغامرة للولايات المتحدة في المنطقة». وأفادت وكالة الانباء الايرانية الرسمية أن 240 نائبا (من أصل 244 حاضرين) وافقوا من دون أي صوت معارض، على مشروع القانون الذي ينصّ على تخصيص 260 مليون دولار «لتطوير البرنامج الصاروخي» والمبلغ نفسه الى «فيلق القدس» وهو وحدة قوات خاصة تابعة لـ «الحرس الثوري» مسؤولة عن العمليات الخارجية. وبموجب المشروع، كلف النواب كلاً من وزارتي الخارجية والدفاع و«الحرس الثوري» و«فيلق القدس» والجيش بإعداد برنامج استراتيجي شامل في غضون 6 أشهر لمواجهة التهديدات الأميركية، وذلك في إطار التنسيق مع المجلس الأعلى للأمن القومي. ويشير نص مشروع القانون إلى أن «ايران تعتبر أن جميع القوات الأميركية العسكرية والاستخباراتية هي مجموعات إرهابية» على خلفية «دعمها الضمني والمكشوف للجماعات الإرهابية» في المنطقة، والدور الذي تتهمها إيران بلعبه في تأسيس تنظيم «داعش»، و«دعمها لمنتهكي حقوق الإنسان الأساسية وخصوصا الأنظمة الديكتاتورية والعنيفة». ويأتي هذا التصويت بعد أن فرضت واشنطن عقوبات جديدة في يوليو الماضي لمواجهة برنامج الصواريخ البالستية الإيرانية. وقال كبير المفاوضين الإيرانيين نائب وزير الخارجية عباس عراقجي إن «مشروع القانون هذا (الذي صادق عليه مجلس الشورى) مدعوم من وزارة الخارجية والحكومة ويأتي ضمن سلسلة تدابير اقترحتها لجنة الإشراف على الاتفاق النووي لمواجهة قانون العقوبات الأخير الذي أقره الكونغرس الأميركي». ووصف مشروع القانون الجديد بأنه «ذكي جداً»، لأنه «لا ينتهك الاتفاق النووي ولا يسمح للطرف المقابل باستغلال الاتفاق». في سياق متصل، اعتبر نائب القائد العام لـ«الحرس الثوري» حسين سلامي، أن أي حرب محتملة في الخليج ستشمل جميع الدول التي تحمي المصالح الأميركية في المنطقة، وستؤدي إلى إيقاف إمدادات الطاقة. وقال خلال لقاء بثه التلفزيون الإيراني، إنه «في حال تعرض الخليج للخطر فستكون الأنظمة التابعة لأميركا مهددة وسينتقل النزاع خارج منطقة الخليج، ولن يقتصر على هذه المنطقة فحسب، وأن نيرانه ستطال إسرائيل، وستؤدي إلى زوالها»، مشيرا إلى أن «حزب الله» يمتلك قدرات تمكنه من القضاء عليها، وأن تواجده في سورية منذ سنوات و«محاربته للجماعات التكفيرية يجعل حربه ضد إسرائيل أمرا سهلاً»، على حد قول سلامي. وأضاف: «لدينا عدد كبير من الصواريخ لدرجة أننا نواجه مشكلة في العثور على أماكن لتخزينها»، مؤكداً رفض بلاده عمليات تفتيش أميركية محتملة في المنشآت العسكرية الإيرانية. من جهة أخرى، لقي شخص مصرعه وأصيب 472 آخرون جراء تسرب غاز الكلور السام من مستودع بالقرب من مدينة دزفول جنوب إيران. وأوضح نائب رئيس محافظة خوزستان حبيب آصفي أن التسرب وقع من عبوة مهترئة كانت تحتوي على نحو 500 كيلوغرام من غاز الكلور، ومصدره أحد المستودعات القديمة التابعة لشركة المياه والصرف الصحي.
مشاركة :