بعد قرار البحرية الليبية الخميس منع "أي سفينة أجنبية" من إغاثة مهاجرين خصوصا المنظمات غير الحكومية في مياهها الإقليمية، أعلنت كل من منظمة "أطباء بلا حدود" و"سي آي" الألمانية تعليق العمليات الإغاثية في المتوسط إثر مشاكل أمنية بسبب الحظر. ورحبت الحكومة الإيطالية الأحد بقرار طرابلس معتبرة أنها "عملية إعادة توازن تجري في المتوسط" للتخفيف من تدفق المهاجرين. أعلنت المنظمة الألمانية غير الحكومية "سي آي" الأحد تعليق عملياتها الإغاثية في البحر المتوسط مشيرة إلى وجود مشاكل أمنية إثر الحظر الذي فرضته البحرية الليبية على السفن الأجنبية. وكانت منظمة "أطباء بلا حدود" قد أعلنت السبت تعليق أنشطة سفينتها الأكبر "برودانس"، والتي تتولى إغاثة المهاجرين في البحر المتوسط، وذلك للسبب نفسه. وقال لوريس دي فيليبي رئيس منظمة "أطباء بلا حدود" في إيطاليا إن "الدول الأوروبية والسلطات الليبية هي في طور منع أشخاص من السعي إلى الأمن. إنه مساس مرفوض بحياة الأشخاص وكرامتهم". وقالت المنظمة الألمانية "سي آي" في بيان أنها اتخذت القرار "على مضض" بسبب "تهديد علني (من قبل الحكومة الليبية) للمنظمات غير الحكومية". وصرّح مؤسس المنظمة مايكل بوشهيور "لا يمكننا مواصلة عملياتنا الإغاثية في هذه الظروف ولا يمكننا تبريرها أمام طواقمنا". مؤسس منظمة "سي آي" الألمانية مايكل بوشهيور يعلن تعليق العمليات الإغاثية وأعلنت البحرية الليبية الخميس استحداث منطقة بحث وإنقاذ في المياه الإقليمية لمنع "أي سفينة أجنبية" من إغاثة مهاجرين خصوصا المنظمات غير الحكومية، إلا بطلب صريح من السلطات الليبية. ورحّبت الحكومة الإيطالية الأحد بتكثيف مراقبة طرابلس للمياه الليبية معتبرة أنها "عملية إعادة توازن تجري في المتوسط" للتخفيف من تدفق المهاجرين. وصرّح وزير الخارجية الإيطالية أنجيلينو ألفانو في مقابلة نشرت الأحد في صحيفة "لا ستامبا"، إن "حكومة فايز السراج طلبت مساعدة إيطاليا وأعلنت استعدادها لاستحداث منطقة بحث وإنقاذ في مياهها والتنسيق مع أوروبا والاستثمار في خفر السواحل الليبيين"، معتبرا ذلك "بمثابة إعادة توازن في المتوسط". وقال بوشهيور "نترك وراءنا فراغا قاتلا" معلنا التزام المنظمة مواصلة مراقبة "الوضع الأمني الذي تم تعديله" في المياه الليبية. من جهته، رأى الوزير الإيطالي أن "قرار منظمة أطباء بلا حدود يأتي في إطار تعديل التوازنات. فهذه المياه ليست إلا ملك ليبيا"، مضيفا "يجب تجنب الموت في البحر عبر تخفيف إبحار اللاجئين والمساهمة ماديا في تحسين معايير العيش في مخيمات المهاجرين في ليبيا". وشدد على "أننا اتخذنا خيارين، الأول هو تخفيض مكاسب مهربي البشر لأنه كلما تراجع عدد المهاجرين طالبي السفر تراجعت أرباح المهربين. أما الخيار الثاني فهو تمويل منظمات الأمم المتحدة - المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والمنظمة الدولية للهجرة- لتأمين المعايير التي تحترم حقوق الإنسان في المخيمات الليبية". وفي خطوة موازية لقرار ليبيا، أصدرت إيطاليا "مدونة سلوك" موجّهة للمنظمات غير الحكومية حددت فيها قواعد يجب اتباعها لمواصلة المشاركة في عمليات إغاثة المهاجرين في المياه الليبية. وتحاول روما، التي استقبلت أكثر من 600 ألف مهاجر منذ 2014 من طريق ليبيا، إغلاق الطريق أمام المهاجرين بدعم من شركائها الأوروبيين والأمم المتحدة. وتسعى إلى الحد من تدفق المهاجرين على ليبيا نفسها، عبر تحسين مراقبة الحدود الجنوبية والتنسيق مع بلدان العبور مثل النيجر وتشاد ومالي. "أطباء بلا حدود" سفينة "برودانس" التابعة لمنظمة "أطباء بلا حدود" هي الأكبر بين سفن المنظمات غير الحكومية الناشطة قبالة السواحل الليبية، ونقلت حتى نهاية أيار/مايو 1500 شخصا. وأوضحت المنظمة السبت أنها مستمرة في تأمين المساعدة اللوجستية والصحية لسفينة "أكواريوس" التابعة لمنظمة "إس أو إس المتوسط" والموجودة حاليا في المياه الدولية. والجمعة، قال نيكولا ستالا منسق عمليات البحث والإنقاذ على متن السفينة أكواريوس لوكالة الأنباء الفرنسية "حتى الآن نواصل نشاطنا في المياه الدولية". وتسير أكواريوس دوريات منذ عشرة أيام على بعد عشرين ميلا شمال ليبيا وتبتعد حتى ثلاثين ميلا ليلا. وبعدما أبحرت غداة القرار الليبي في اتجاه منطقة الإنقاذ، اتجهت السفينة "فوس هيستيا" التابعة لمنظمة "سيف ذي تشيلدرن" إلى جزيرة لامبيدوزا الإيطالية، من دون أن تعطي تفسيرا لهذا الأمر حتى الآن. من جهتها، تستعد السفينة "غولفو أزورو" التابعة لمنظمة "برواكتيفا أوبن آرمز" الأسبانية للعودة "في الساعات المقبلة" إلى منطقة الإنقاذ بعدما تزودت بالوقود في مالطا. فرانس 24 / أ ف ب نشرت في : 13/08/2017
مشاركة :