بينما احتدمت المواجهات بين الجيش الوطني والميليشيات الانقلابية في عدد من المحافظات اليمنية أمس، تم تسجيل مقتل 19 من الميليشيات في العديد من جبهات القتال خلال اليومين الماضيين، وفقاً لأرقام وبيانات صادرة عن المراكز الإعلامية للجيش. وتركزت الاشتباكات في محافظات شبوة وتعز والجوف والبيضاء. ففي جبهة عسيلان بمحافظة شبوة، جنوبا، قتل ثمانية من عناصر ميليشيات الحوثي وصالح وأصيب ما لا يقل عن 10 آخرين، إضافة إلى مقتل ثلاثة من أفراد الجيش الوطني في معارك جبهة عسيلان بمحافظة شبوة. وقالت مصادر عسكرية إن «جبهة عسيلان شهدت، في وقت متأخر من مساء السبت، مواجهات عنيفة إثر محاولات من الميليشيات التقدم إلى مواقع الجيش الوطني في منطقة محكمة عسيلان ومنطقة الراك غرب طوال السادة وقرن الصفراء، حيث شنت هجماتها في ثلاثة محاور، بينما تمكنت القوات من التصدي لها وأجبرتها على التراجع والفرار». وفي تعز، قتل 6 من عناصر الميليشيات إثر سقوط قذيفة أطلقتها قوات الجيش على تجمع لهم في أحد المباني الغربية من نقطة الهنجر، غرب المدينة، بالقرب من مصنع السمن والصابون، إضافة إلى إعطاب طقم عسكري لهم في بداية شارع الخمسين، وسط تقدم قوات الجيش في معاركها، وتصعيد الميليشيات لقصفها العنيف على مواقع الجيش الوطني والأحياء السكنية في المدينة والريف. وأكدت قيادة محور تعز العسكري أن العمليات التي أطلقتها لتحرير الأطراف الشمالية الغربية في مدينة تعز، حققت أهدافها. وقالت في بيان لها إنه «باعتزاز كبير تحيي قيادة محور تعز جهود الجيش من الألوية العسكرية المشاركة في العملية العسكرية التي انطلقت لتحرير الأطراف الشمالية الغربية من مدينة تعز والتي تحقق أهدافها بوتيرة عالية حسب ما خطط له»، مثمنة «الروح المعنوية والمهارة القتالية التي يتحلى بها رجال الجيش الوطني». ودعا البيان أفراد الجيش الوطني إلى «مزيد من اليقظة والحذر وتجنب استهداف القرى السكنية والأسواق العامة والحرص على الممتلكات العامة والخاصة لا سيما المصانع الحيوية كمصنع السمن والصابون بمنطقة حذران ومصنع الطلاء بمنطقة الربيعي التي تفخر بها مدينة تعز والتي توفر الآلاف من فرص العمل لأبناء تعز وترفد الاقتصاد الوطني بالإيرادات المختلفة». كما كلفت قيادة المحور الشرطة العسكرية بتأمين المناطق المحررة وتحاشي أي أعمال مخلة بالأمن. إلى ذلك، عقد قائد محور تعز اللواء الركن خالد فاضل، اجتماعاً، بحضور قائد القوات الخاصة والقائم بمدير إدارة الأمن وكذا الاستخبارات العسكرية، لمناقشة التطورات الأمنية والميدانية في مدينة التربة في جنوب تعز. وناقش الاجتماع الوضع الأمني في مدينة التربة وضرورة العمل على حملات أمنية والقبض على كل من يثير الشغب والفوضى والمطلوبين أمنياً والمتهمين، وآلية وخطوات تفعيل اللجنة الأمنية في مديرية الشمايتين. كما شدد على «منع تحرك أي أطقم عسكرية من الوحدات الأمنية والعسكرية لتنفيذ أي مهام إلا بأمر من اللجنة الأمنية، على ضرورة منع تدخل الألوية العسكرية في تحصيل الإيرادات». في السياق ذاته، تواصلت المعارك في جبهات الجوف، شمالا، حيث شهدت جبهات صبرين والخنجر في مديرية خب والشعب مواجهات عنيفة بين الجيش الوطني والميليشيات، بالتزامن مع استهداف مقاتلات التحالف العربي مدرعة للانقلابيين في جبهة العقبة، شرق الجوف. وفي جبهة السلان بمديرية المصلوب، غربا، قتل أربعة من الميليشيات أمس، وأصيب آخرون في مواجهات شهدتها الجبهة إثر محاولة الميليشيات التسلل إلى مواقع الجيش الوطني، ما تسبب في حدوث مواجهات عنيفة تمكنت فيها قوات الجيش من إجبارها على التراجع بعد سقوط قتلى وجرحى من الميليشيات، طبقا لما أفادت به مصادر عسكرية. يأتي ذلك في الوقت الذي تشهد الجبهات القتالية في محافظة البيضاء، معارك متواصلة منذ يومين إثر شن الجيش الوطني هجماته على مواقع الميليشيات في مديريات الصومعة وذي ناعم، مع تبادل القصف بين الطرفين. ونقل موقع الجيش الوطني «سبتمبر. نت» عن المتحدث باسم المقاومة الشعبية، مصطفى البيضاني، أن «أحد عناصر الميليشيات لقي مصرعه، وأصيب آخرون في هجوم شنته المقاومة الشعبية على موقع الانقلابيين في بانتل ذي مضاحي بمديرية الصومعة». وللرد على هجمات المقاومة والجيش على مواقع الانقلابيين، فجرت ميليشيات الحوثي وصالح أمس، منزل سالم الطيابي، أحد أعيان المنطقة، في قرية طياب بمديرية ذي ناعم، وذلك بعدما داهمت القرية وقامت بتفخيخ المنزل بالمتفجرات بعد إخراج الأطفال منه والنساء بقوة السلاح. وأفاد سكان محليون بأن الانقلابيين فجروا منزل سالم الطيابي بذريعة أن شقيقه محمد يقاتل في صفوف المقاومة الشعبية.
مشاركة :