يبدو ريال مدريد مفعما بالثقة عقب الفوز بالدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا لكرة القدم في الموسم الماضي وفي ظل تراجع قوة اثنين من أبرز منافسيه فإن الفريق الملكي يبدو في موقع مثالي يرشحه بقوة للاحتفاظ بتفوقه وللاستمرار في القمة في إسبانيا. وباستمرار عزز ريال مدريد تشكيلته القوية في ظل رغبته في الاحتفاظ باللقب لأول مرة منذ 2008. وحرم برشلونة في المقابل من أحد أبرز المواهب العالمية وهو البرازيلي نيمار الذي انتقل إلى باريس سان جيرمان بينما لا يستطيع أتليتيكو مدريد تسجيل أي لاعبين جدد بسبب العقوبة المفروضة عليه. وحصل ريال على خدمات اثنين من أبرز المواهب الشابة في الكرة الإسبانية بضم الظهير الأيسر ثيو هرنانديز ولاعب الوسط داني سيبايوس كما أعاد خيسوس فاييخو وماركوس يورينتي بعد فترات إعارة ليضيف الفريق بعدا إضافيا للتشكيلة القوية والمتنوعة من الأساس. وكان توفر البدائل من أهم أسباب حصد ريال لقب الدوري لأول مرة في خمس سنوات الموسم الماضي إذ نجح المدرب زين الدين زيدان في انتهاج سياسة التناوب بشكل مثالي خاصة أمام الفرق الأقل قوة. وتأثرت القوة الهجومية البديلة بعض الشيء برحيل ألفارو موراتا وجيمس رودريجيز إذ سجلا معا 31 هدفا في كل المسابقات خلال الموسم الماضي. وقضى ريال فترة محبطة في الولايات المتحدة استعدادا للموسم الجديد لكن انتهت أي شكوك بشأن الفريق عندما قدم عرضا رائعا وفاز 2-1 على مانشستر يونايتد ليحرز لقب كأس السوبر الأوروبية رغم خوض معظم فترات اللقاء دون نجمه كريستيانو رونالدو الذي شارك كبديل في الدقائق الأخيرة. ومن المنتظر أن يكون أفضل لاعب في العالم أربع مرات هو الهداف الأول للريال هذا الموسم من جديد بعدما وصل إلى قمة مستواه في نهاية الموسم الماضي. لكن في الواقع فإن أهم مصادر قوة ريال يكمن في إمكانية تشكيل خطورة على المنافسين بطرق عديدة. ونجح 21 لاعبا الموسم الماضي في التسجيل لريال وأحرز سبعة لاعبين عشرة أهداف أو أكثر ومنهم المدافع سيرجيو راموس كما هز الفريق شباك منافسيه في آخر 66 مباراة رسمية. وعلى سبيل المثال تحول البرازيلي كاسيميرو من لاعب وسط مدافع إلى لاعب يتقدم كثيرا داخل منطقة جزاء المنافس واعتاد التسجيل في المباريات الكبيرة إذ هز الشباك في كأس السوبر الأوروبية وكذلك في نهائي دوري الأبطال كما سجل أمام برشلونة ونابولي وأتليتيك بيلباو. وأصبح إيسكو من أكثر العناصر المؤثرة في تشكيلة ريال في ظل امتلاكه مهارة فردية عالية وقدرة على الاختراق والتوغل في دفاعات المنافسين ومن المتوقع أن يحصل على دور أكبر هذا الموسم وهو ما يهدد مكانة جاريث بيل كلاعب أساسي. وربما تكون من أكبر التحديات التي تنتظر زيدان هي مدى قدرته على مواصلة تحفيز لاعبيه للمزيد من النجاح. لكن يبدو أن زيدان لا يعاني في ذلك بعدما حصد ستة ألقاب في أكثر قليلا من 18 شهرا في تدريب ريال. وقال الفائز السابق بكأس العالم كلاعب عقب إحراز كأس السوبر "نحن نعرف أن هناك الكثير من المواهب في تشكيلتنا وبالعمل الجاد يمكننا مواصلة تحقيق المزيد". وأضاف "الفريق لديه شعور كبير بالنهم والرغبة الدائمة في تحقيق المزيد من الانجازات".
مشاركة :