دراسات جديدة تظهر أن احتمالات الإصابة بسرطان الرئة والجلد والمريء والمخ والكلى والبروستاتا مرتفعة لدى رجال الإطفاء بسبب تلوث الهواء في مراكز عملهم.العرب [نُشر في 2017/08/14، العدد: 10722، ص(17)]مهنة ذات مخاطر باريس – أظهرت دراسة جديدة أن جودة الهواء في مراكز الإطفاء تسهم في زيادة مخاطر إصابة رجال الإطفاء بالسرطان التي ترتفع لديهم بالفعل بسبب تعرضهم لمواد مسرطنة أثناء مكافحة الحرائق. وقال باحثون في الدراسة، التي نشرت في دورية “جورنال أوف أوكيوبيشينال آند إنفيرومنتال ميديسن”، “يقضي رجال الإطفاء وقتا طويلا من نوبات عملهم في انتظار الاتصال بهم في مركز الإطفاء، وخلال تلك الفترة من الممكن أن يتعرضوا لعوادم الديزل من الشاحنات المتواجدة في الموقع والغازات المنبعثة من معدات ملوثة عقب مكافحة الحرائق” وهي مسرطنات معروفة. وأظهرت عدة دراسات في السنوات الماضية أن احتمالات الإصابة بسرطان الرئة والجلد والمريء والمخ والكلى والبروستاتا مرتفعة لدى رجال الإطفاء مقارنة بغيرهم. وقالت كبيرة باحثي الدراسة الدكتورة إيميلي سبارير من معهد دانا-فاربر للسرطان في جامعة هارفارد ببوسطن “نعرف ما يواجهه رجال الإطفاء، خلال أداء عملهم، من كيمياويات وحرارة وضغط نفسي، لكن ما لم يؤخذ في الحسبان هو التعرض طويل الأمد لمعدلات منخفضة (من المسرطنات) في مراكز الإطفاء خلال الأعمال اليومية”. وتواصلت إدارة الإطفاء في بوسطن مع فريق سبارير بشأن تخوّفهم من ظاهرة مرض أفراد الوحدة في سن مبكرة. وعلى الرغم من أن موظفي الإدارة علموا أن عوادم الديزل والغبار والرماد تتسبب في مشكلات في التنفس والجيوب الأنفية إلا أنهم لم يكونوا متأكدين من مكان وتوقيت تعرضهم لتلك المسببات. وقالت سبارير “لا تزال هناك الكثير من التساؤلات بشأن إصابة رجال الإطفاء بالسرطان… من خلال دراسة ظروف العمل في مراكز الإطفاء نحاول العثور على إجابة عن هذه التساؤلات”. وقام فريق الباحثين بجمع عينات من الهواء لتحليل جزيئاته من أربعة مراكز إطفاء في بوسطن في ربيع 2016 بحثا عن جسيمات دقيقة لا يتعدى قطرها 2.5 ملليمتر. وتشكل تلك الجزيئات الدقيقة خطرا على صحة الإنسان بسبب إمكانية استنشاقها واستقرارها في الرئتين. وحلل الباحثون عينات الهواء بحثا عن الهيدروكربون العطري متعدد الحلقات وهو كيمياويات تنبعث من احتراق الفحم والزيت والغاز والقمامة والأخشاب. وسحب الباحثون عينات الهواء من ممر توقف الشاحنات ومن سيارات الإطفاء ومن المطبخ ومن خارج المركز كما قاموا بإجراء مقابلات مع الموظفين في كل مركز للتعرف على سياسات السلامة والصحة المتبعة. وخلصت الدراسة إلى أن الجزيئات الدقيقة كانت موجودة بمعدلات تركيز أكبر في موقع توقف الشاحنات مقارنة بالمطبخ أو خارج المركز، لكن المعدلات تباينت على مدار اليوم. وتوصل الباحثون أيضا إلى أن مواد البناء الجديدة والفصل الجيد بين المباني ساعد في الحفاظ على معدلات تلك المواد الضارة منخفضة في مناطق عمل رجال الإطفاء إضافة إلى أن ممارسات بسيطة، مثل ترك الشاحنات خارج المحطة لصرف العوادم الصادرة منها وغسل معدات مكافحة الحرائق، لها دور كبير في تحسين نوعية الهواء.
مشاركة :