موسكو – دعا زامير كابولوف مبعوث الرئيس الروسي لشؤون أفغانستان واشنطن لسحب قواتها من هناك معتبرا أن حملتها العسكرية الأميركية في هذا البلد قد فشلت، وذلك على خلفية اقتراح قدم مؤخرا للبيت الأبيض يقضي بإرسال مرتزقة إلى أفغانستان عوض القوات الأميركية. وقال كابولوف إن "الولايات المتحدة في حالة يأس، وخططها بتبديل عسكريين محترفين بمرتزقة نوع من الغباء، ولن تجدي نفعا". وأضاف الدبلوماسي الروسي إن موسكو "لم تدع واشنطن أبدا للإسراع بسحب قواتها من أفغانستان، لكن عمليات الجيش الأمريكي هناك لم تأتِ بأي نتيجة، مشيرا إلى أن أفغانستان قد تصبح معقلا للإرهاب الدولي. ويحاول اريك برنس مؤسس بلاكووتر، شركة المرتزقة الذين تركوا ذكريات مريرة في العراق، أن يقترح في واشنطن خصخصة الحرب التي تمزق أفغانستان وتؤدي إلى تقدم طالبان في مواجهة القوات الحكومية، رغم الدعم الأميركي والأطلسي بالرجال والسلاح ومليارات الدولارات. وهناك من يصغي إليه. ولدى وصوله إلى البيت الأبيض، طلب ترامب إعادة النظر في الإستراتيجية المتبعة في أفغانستان حيث ينتشر 8400 جندي أميركي مع خمسة آلاف عسكري من الحلف الأطلسي لمساعدة الجيش الأفغاني الذي يعاني خسائر "لا يمكن تحملها" في مواجهة حركة طالبان التي تبسط سيطرتها على مزيد من الأراضي. ولم يتخذ الرئيس قرارا بشأن كيفية المضي قدما لكنه وعد الخميس بأنه سيعلن عن ذلك "قريبا جدا". وقال "نحن قريبون جدا. انه قرار مهم جدا بالنسبة لي، فقد ورثت فوضى حقيقية". ويميل وزير الدفاع جيمس ماتيس إلى إرسال أربعة آلاف جندي إضافي. ووصل عدد الجنود الأميركيين في أفغانستان في عهد الرئيس الأميركي السابق باراك اوباما إلى مئة ألف، بدأ لاحقا بسحبهم بوتيرة ثابتة بهدف إنهاء الدور الأميركي في القتال هناك بشكل كامل. وسلمت الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي المسؤولية الأمنية إلى القوات الأفغانية في بداية عام 2015، لكن النتيجة كانت قاسية. فالجنود تعرضوا للقتل بالآلاف والفساد استشرى واستمرت حركة طالبان بتحقيق مكاسب. وبحسب التقديرات الأمريكية فإن السلطات الأفغانية كانت تسيطر على 72 بالمئة من أراضي البلاد في 2015، وفي 2016 انخفض هذا المؤشر إلى 57 بالمئة.
مشاركة :