واشنطن – شاهر زكريا | أعلن مايك بومبيو، مدير «وكالة الاستخبارات المركزية» الأميركية (سي آي إيه)، أن كوريا الشمالية تطوّر قدراتها على شن هجوم نووي على الولايات المتحدة «بوتيرة مقلقة»، لكنه حرص على التقليل من خطر حدوث مواجهة عسكرية وشيكة معها. وخلال مقابلة مع قناة فوكس نيوز، أمس، قال بومبيو: «كل مرة يجرون فيها تجارب صاروخية، يزدادون خبرة، والأمر سيان إن جرّبوا صاروخاً نووياً، ويمكننا القول إنهم يتقدّمون بوتيرة مقلقة». وتابع: «سمعت الكثير من الكلام، مفاده أننا على شفير حرب نووية. لكن ما من معطيات استخباراتية تفيد بأن الوضع وصل إلى هذا الحد، ما من أمر وشيك اليوم، لكن لا بد من التنبّه إلى أن ازدياد إمكان استهداف الولايات المتحدة بصاروخ نووي هو تهديد خطر جدا». وكشف بومبيو أن الاستخبارات الأميركية «لديها فكرة واضحة بما فيه الكفاية» عما يجري في كوريا الشمالية. وأقر بأنه متأكد من أن كوريا الشمالية ستواصل تطوير قدراتها الصاروخية في عهد الرئيس كيم جونغ أون، قائلاً: «لن أفاجأ بتجربة صاروخية أخرى، فقد سبق لهم أن قاموا بتجربتين في يوليو»، في إشارة إلى اختبارين لصواريخ بالستية عابرة للقارات أجراهما النظام الكوري الشمالي. وانعكست وجهة النظر هذه أيضا في تصريحات أدلى بها مستشار الرئيس الأميركي للأمن القومي هربرت ريموند ماكماستر، في مقابلة مع قناة «إيه بي سي»، حيث ذكر أن التهديد الذي تمثّله كوريا الشمالية «يقارب نقطة مفصلية»، لكنه حرص على التشديد على «أننا لسنا أقرب إلى الحرب مما كان عليه الحال قبل أسبوع». وأكمل: «إننا مستعدون للتعامل عسكريا مع المسألة إن دعت الحاجة إلى ذلك. ونحن لا نوفّر جهدا خارج الإطار العسكري لمواجهة هذا التهديد الخطر جدا على الولايات المتحدة والعالم بأسره». في غضون ذلك، قال بارك سو هيون، الناطق باسم مكتب الرئيس الكوري الجنوبي، نقلا عن رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة جوزيف دانفورد، إن الخيارات العسكرية ضد كوريا الشمالية ستكون مطروحة في حال فشل العقوبات الدبلوماسية والاقتصادية. وخلال مؤتمر صحافي، ذكر أن دانفورد أدلى بتعليقاته خلال مقابلة مع الرئيس مون جيه إن، استمرت 50 دقيقة. ووصل دانفورد إلى سيئول للاجتماع بمسؤولين عسكريين، ومن المقرر أن يزور الصين واليابان هذا الأسبوع. من ناحيتها، استدعت كوريا الشمالية عددا من أبرز ممثليها الدبلوماسيين في الخارج لحضور اجتماع مشترك، يعتقد أن له علاقة باستعدادات البلاد لإجراء مزيد من «الاستفزازات العسكرية». وأفادت الأنباء بأن السفراء المعنيين في هذا الاجتماع المشترك، الذي يعد «تطورا مثيرا»، هم: كيم هيونغ جون، وجي جاي ريونغ، وجا سونغ نام، سفراء بيونغ يانغ لدى كل من موسكو وبكين والأمم المتحدة، على التوالي. إلى ذلك، ذكرت إدارة الجمارك الصينية أنها ستحظر عملية استيراد الفحم وخام الحديد وخام الرصاص والسمك، من كوريا الشمالية، بدءا من منتصف ليل 5 سبتمبر المقبل، بموجب العقوبات المفروضة على برامج كوريا الشمالية الصاروخية والنووية، من قبل الأمم المتحدة. بدورها، حذرت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، من أن مخاطر استخدام القوة لحل الأزمة التي تحيط بكوريا الشمالية مرتفعة للغاية. وقالت زاخاروفا: «الوضع يقترب للغاية من احتمال مرجَّح بوقوع صراع مسلح».
مشاركة :