أكد وزير شؤون الاعلام سعادة السيد علي محمد الرميحي أن الحديث عن الأزمة مع قطر يجر إلى الحديث عن الاعلام الذي يعتبر جزءا من المشكلة، وليس جزءا من الحل، مبينا أن من يتصور ان الأزمة مع قطر بدأت منذ أن قررت الدول الداعية لمكافحة الإرهاب مقاطعة قطر مخطئ، فتاريخ الأزمة مع قطر هو بسبب سياساتها الإعلامية التي استخفت فيها بوشائج العلاقة والدخيلة على مجتمعاتنا منذ أن أطلقت قناة (الجزيرة). وأعرب الوزير الرميحي في حديث لتلفزيون البحرين عن أسفه من أن الأزمة يتم معالجتها اليوم إعلاميا وبإسلوب دخيل على مجتمعاتنا، ينطوي على الكثير من الاستخفاف، ولا تعالج المشكلة بجدية القرارات وتقييم خطورة الموقف.واستعرض وزير شؤون الاعلام السياسات الإعلامية القطرية الدخيلة التي انتهجتها قطر من خلال (قناة الجزيرة)، واضرت فيها بمملكة البحرين، وقال ان قطر كانت تتوارى في خطابها وراء التلاعب بالألفاظ والمسميات بادعائها ان (الجزيرة) هي قناة مستقلة، وذلك بعد أن أبدت البحرين استياءها من استضافة القناة لمجموعة من الخارجين على القانون واسمتهم القناة "معارضة".وقال الوزير الرميحي إن دول الخليج تعاملت بسعة صدر كبيرة مع جملة من الأخطاء الكبيرة التي ارتكبتها قطر في تلك الفترة عبر (قناة الجزيرة)، مؤكدا أن الشعب القطري بمنأى عن هذه السياسة التي انتهجتها القناة ضد دول الخليج، بل كان الشعب القطري في كثير من المواقف محرجا مما تبثه القناة التي تمثل الدولة، ولا تمثل الشعب القطري من تطاولها على الرموز والقادة الأحياء منهم والأموات.وأوضح الوزير الرميحي بأنه على الرغم من مرور اكثر من 20 عاما على اطلاق (قناة الجزيرة)، كمشروع استثماري اعلامي ومركز كبير للتدريب في قطر، لم يستفد المواطن القطري من ذلك إلا بشكل ضئيل، فنسبة التوظيف في القناة من المواطنين القطريين لا يشكل إلا 5% فقط والنسبة الأكبر هم خلف الشاشة، والشعب القطري كان يعاني ويجاهر بأن (الجزيرة) بعيدة كل البُعد عن قضاياه، والدليل على ذلك تغطيتها لتجمع لبضعة اشخاص في دولة بعيدة وتصوره القناة على انه قضية وانه تجمهر، في حين عندما حصل حادث الحريق وراح ضحيته 13 طفلا وعلى بعد امتار من المجمعات التجارية في قطر كانت الجزيرة غائبة عن تغطية الحدث.واكد الوزير الرميحي ان (قناة الجزيرة)، وصلت اليوم بعد أن تكشفت اهداف السياسة التي انتهجتها طوال هذه الفترة الى الإفلاس الإعلامي وإلى تقديم برامج لا تتناسب مع أي قناة مبتدئة تعالج موضوع الأزمة بمثل ما ينطوي عليه من خطورة، وقال "ان من يعتقد ان الموضوع هو خارج سيطرتها غير صحيح، ولكنها وصلت إلى مرحلة لا تستطيع فيها مواجهة الواقع، لأن (الجزيرة) تقتات من الازمات واستمرار الأزمة هو استمرار للجزيرة وتوقفها هو توقف للجزيرة".وبيّن الوزير الرميحي أن البحرين عانت كثيرا وهي أكثر المستهدفين من (قناة الجزيرة)، فالقناة تعتمد في ارقامها وفي قياس الرأي العام على العالم الافتراضي في وسائل التواصل الاجتماعي مع ما يتضمنه من حسابات وهمية، فضلا عما تبثه من اعلام سلبي عن البحرين يفوق 900 تقرير وخبر، فالمواطن القطري الذي آلمته التهم التي وجهت إلى بلاده، عليه أن يتصور حجم معاناة مملكة البحرين التي تكال لها الاتهامات بشكل يومي وعلى مدى عشرين عاما من خلال (قناة الجزيرة)، ويتم اختيار شخصيات معينة، وبصورة انتقائية للظهور في برامجها بهدف الإضرار بسمعة مملكة البحرين.وكشف الوزير الرميحي عن محاولات دول الخليج للتحاور مع قطر حول السياسات التي تقوم بها (الجزيرة)، وكان الرد القطري متهافتا ومتعللا بوجود حسابات على وسائل التواصل الاجتماعي يجب أن تتوقف، فقارنت قطر حجم (الجزيرة) وامكانياتها بحسابات وهمية لا يعرف حقيقة وجودها أو مصداقيتها.وقال الوزير الرميحي إن (قناة الجزيرة)، تعمدت من خلال سلسلة من السياسات تشوية سمعة البحرين، وشّن حرب إعلامية ممنهجة كما أضرت بدول مجلس التعاون، مشيرا إلى أن المتتبع يلحظ سيل الهجوم الإعلامي الذي تنتهجه هذه القناة ضد المملكة العربية السعودية، ودولة الامارات، وما اعتمدته من أسلوب اعلامي يسفه من منجزات مجلس التعاون، على الرغم من ادعاءاتها بانتهاج أسلوب الرأي والرأي الاخر الذي تكشّف كذبه، عندما عرض عليها أسماء وشخصيات من المجتمع المدني رفضت ان تعتد بها في تغطياتها وبرامجها في الموضوعات التي تخص مملكة البحرين.وأشار إلى أن القناة عمدت على الدفع بأشخاص على اعتبار انهم حقوقيون فقط، لتوجيه الاتهامات وخلط الأوراق وخلق الاعلام الموجه المسيء لمجلس التعاون، فكل ما بثته القناة من محتوى إعلامي هو في الحقيقة اختزال للسياسة العدائية التي كانت تقوم بها (قناة الجزيرة) ضد مملكة البحرين.وأكد الوزير الرميحي أن الجزيرة والإعلام القطري اليوم يعملان بقدر ما يمكن لزعزعة الثقة في استمرار مجلس التعاون ويشككان في مجلس التعاون ويتعمدان نشر الاستبيانات غير النزيهة، وغير العلمية التي تسيء إلى الشخصيات الخليجية، كما ان دور الجزيرة واضح في الاضرار بمصر ومكانة مصر والاستخفاف بالدور السياسي والتاريخي المصري في الامن القومي العربي مؤكدا ان كل ذلك لا يوصف الا انه افلاس اعلامي لقناة الجزيرة.وتطرق الوزير الرميحي إلى الأدوار الإعلامية التي انتهجتها (قناة الجزيرة)، مصداق ذلك محاولتها شق الصف العربي، واحداث الوقيعة والمشاكل بين مصر والسودان من خلال التقارير الإعلامية، وأيضا استهدافها السافر لدولة الامارات العربية المتحدة، واستضافتها الحوثيين قبل المقاطعة وأيضا ما حدث في ليبيا امر لا يخفى على أحد.وتابع الوزير الرميحي بقوله " القناة تعتمد منهجية واضحة بالهجوم غير المبرر أو غير واضح المعالم من أجل خلط الأوراق".وأكد الوزير في ختام حديثه أن هذه السياسة الإعلامية لن تستطيع ان تفرق الشعوب وان الحرص على استمرار مجلس التعاون هو ما يتطلع اليه كل مواطن، مشيرا الى ان الخلاف اليوم هو خلاف حول سياسة قطرية قائمة يمثل الاعلام ُجزء منها، وان الأزمة ستستمر، طالما هناك استخفاف قطري بالإجراءات والخطوات التي اتخذت ضد هذه السياسة ولأن القائمين على (قناة الجزيرة) هم أكثر المستفيدين من استمرار الأزمة.
مشاركة :