«الراي» تكشف تفاصيل المكاشفة الصريحة والجدية عن تَورُّط «حزب الله» في «خلية العبدلي» - محليات

  • 8/15/2017
  • 00:00
  • 18
  • 0
  • 0
news-picture

لم تفاجأ بيروت بالنتائج الإيجابية لزيارة رئيس الحكومة سعد الحريري للكويت ولقائه سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد وكبار المسؤولين... فرغم ان العتَب كبير وعلى قدر المحبة، لتورُّط «حزب الله» في «خلية العبدلي» الإرهابية، فإن الاستياء الشديد لم يُفسِد الودّ العميق والمتبادل الذي يصون العلاقات الأخوية بين البلدين. وبدا الحريري، القلِق من جراء تعريض «حزب الله» لعلاقات لبنان بأشقائه لاختباراتٍ قاسية، مرتاحاً في طريق عودته من زيارة الكويت ليل أوّل من أمس، بعدما أفضتْ محادثاتُه مع كبار المسؤولين إلى الفصل بين العلاقات الصلبة بين البلدين وبين ملف «خلية العبدلي» الذي سيحظى بمتابعة شخصية من الحريري وعلى نحو جدي وشفاف. ... «انها مكاشفة صريحة وجدية»، هكذا وصف أعضاء في الوفد المرافق للحريري محادثات رئيس الوزراء اللبناني مع كبار المسؤولين الكويتيين الذين عبّروا عن مزيجٍ من شعور الاستياء والألم والغضب نتيجة تَورُّط طرف لبناني في عملٍ عدائي ضدّ الكويت وأمنها واستقرارها، رغم ان الكويت لم تكنّ يوماً إلا الخير لجميع اللبنانيين بلا تمييز. الحريري، الذي كرّر على مسامع المسؤولين الكويتيين ما قاله في حديثه إلى «الراي» مع وصوله، بدا جازماً في تأكيده اهتمام حكومته بالمتابعة الجدية للمشكلة الطارئة (خلية العبدلي) التي تضرّ بلبنان تماماً كما تضرّ بالكويت، والحرص على سلامة العلاقة المتينة بين البلدين ورفْدها بكل ما من شأنه جعْلها أكثر عمْقاً وصلابة بين الدولتين والشعبين. وأول الغيث في ترجمة المتابعة اللبنانية لملف «خلية العبدلي» كان قرار إيفاد وزير الداخلية نهاد المشنوق إلى الكويت في زيارةٍ قريبة للاطلاع على «الصندوق الأسود» لتلك الخلية وما يشتمل عليه من تحقيقات واعترافات تثبت تَورُّط «حزب الله» فيها، وليبنى على الشيء مقتضاه. ويسود في بيروت شعورٌ بأن صدقية لبنان حيال هذا الملف صارتْ على المحكّ وخصوصاً في ضوء كلامٍ سمعه الرئيس الحريري من كبار المسؤولين الكويتيين، وفحواه، بحسب أعضاء في الوفد المرافق لرئيس الحكومة، الحرْص على العلاقات الثابتة والمستمرّة مع لبنان وشعبه، تلك العلاقات المحكومة بالودّ والصداقة كما كانت على مرّ السنين. وقال أعضاء في الوفد المرافق للحريري لـ «الراي» إن كبار المسؤولين الكويتيين عبّروا عن صدمةٍ حيال تَورُّط «حزب الله» في الخلية الارهابية، في مكاشفةٍ صريحة قالوا خلالها لرئيس الوزراء اللبناني ان الكويت لم تسئ الى هذا الحزب ولم تتخذ أي موقف استفزازي ضدّه او ضدّ إيران أو ضدّ لبنان وشعبه. وأكد كبار المسؤولين الكويتيين، بحسب أعضاء الوفد المرافق للحريري، ان الكويت لم تفرّط يوماً بسياستها القائمة على حلّ المشكلات عن طريق الحوار واحترام صداقاتها والعمل بموجبات حُسن الجوار، ولم تبخل يوماً بالوقوف الى جانب لبنان وشعبه في محنه الداخلية او في مواجهة الاعتداءات الاسرائيلية. ولم يُخْفِ المسؤولون الكويتيون استياءً، زاوج بين المرارة والغضب، من جراء تَورُّط «حزب الله» في الخلية الإرهابية، وهو تَورُّط موثّق بالاعترافات والأحكام القضائية التي تثبت ضلوع الحزب في تشكيل خلية «العبدلي»، وهو الأمر الذي لا يمكن التسامح به لما ينطوي عليه من تهديد للأمن القومي. ونقلت صحيفة «المستقبل» الناطقة بلسان التيار السياسي الذي يتزعمه الحريري («تيار المستقبل») عن سموّ الأمير ألمه الكبير جداً من دور الحزب (حزب الله) «رغم اننا لم نسئ اليه لا في الماضي ولا في الحاضر، ولم نميّز بين فريق لبناني وآخر او بين منطقة لبنانية وأخرى في كل ما قدّمناه للبنان، ومن دون منة، كما حصل اثر العدوان الاسرائيلي في الـ2006». وكشف مصدر ديبلوماسي كويتي لـ «المستقبل» أن سمو أمير البلاد اكد للرئيس الحريري أكثر من مرة انه «رغم ثبوت دور حزب الله في خلية العبدلي، فإن لا إجراءات ستُتخذ ضدّ لبنان من جانب الكويت»، مشيراً الى «ان خير دليل على ذلك حركة السياح الكويتيين الى لبنان والتي لم تتوقف». ونسبتْ الصحيفة للمصدر الديبلوماسي الكويتي قوله ان «التحقيقات وتسجيلات اعترافات الموقوفين في قضية الخلية أظهرتْ دور حزب الله في أربع مراحل هي: تشكيل الخلية وتنظيمها وتدريبها وتسليحها على الأرض اللبنانية»، لافتاً الى ان «الحكم مبرم في هذا الملف الذي بلغ قضائياً المراحل الثلاث، من الابتدائي الى التمييز مروراً بالاستئناف». ورغم الحرص المتبادل اللبناني - الكويتي على الفصل بين العلاقات العميقة بين البلدين وبين ملف «خلية العبدلي» وتداعياته، فإن دوائر مراقبة في بيروت رأت ان الحكومة اللبنانية ستكون في موقف لا تحسد عليه لعجْزها المحتمل عن الايفاء بتعهدها متابعة قضية مثبتة قضائياً بالاعترافات. وذكرت هذه المصادر باستباق الامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله تفاعلات هذا الملف عبر تبرؤه من «خلية العبدلي» وإعلانه حرصه على الاستقرار في الكويت وتَعمُّده الحديث عن ان نصحه الدائم لمحبيه كان حضّهم على المشاركة في الحكومة والانتخابات. وكان لافتاً إزاء هذا التبرؤ إعلان النائب الأوّل لرئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد «ان الكويت ستقدّم الادلة التي لديها في قضية العبدلي ليردوا عليها في لبنان بحجة مقابل الحجة»، مشيراً الى ان «لدينا اعترافات، والاعتراف هو سيد الادلة وننتظر من إخواننا في لبنان بعدما صدرت حيثيات الحكم وارتباط حزب الله بهذه الخلية ونوعية المساعدة التي قدّمها أفراد من حزب الله للخلية، عليهم ان يقدموا الحجة مقابل الحجة».

مشاركة :