موسكو (وكالات) قال قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر، خلال لقائه وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في موسكو أمس: «لا يخفى عليكم انخراطنا في العملية السياسية استجابة لطلبات الدول الشقيقة، والتي بدأت بلقاء رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج في أبوظبي بداية شهر مايو من هذا العام»، مضيفاً أنه على الرغم من الاتفاق مع السراج على الكثير من المبادئ، فقد أخل بها. وذكر أن قواته تعتزم مواصلة القتال حتى السيطرة على كامل تراب ليبيا والقضاء على الإرهاب، مشيراً إلى أن ذلك يتم في ظل «حظر ظالم» على التسليح، وفقاً لوكالة سبوتنك الروسية للأنباء. وتابع: «لا بد أنكم تتابعون هذه التطورات سواء على الصعيد السياسي أو العسكري، ولا يخفى عليكم حجم التضحيات التي قدمها الجيش الليبي في سبيل القضاء على الإرهاب في معارك طاحنة استمرت أكثر من ثلاث سنوات، دون توقف في حظر ظالم على التسليح في ظل دعم غير محدود للإرهاب». وأكد قائلاً: «نحن مصممون على مواصلة الكفاح حتى يبسط الجيش سيطرته على كامل التراب الليبي». وأكد حفتر بعد اللقاء أنه بحث إمكانية تقديم دعم عسكري روسي إلى ليبيا، مشيراً إلى أنه على ثقة من أن «روسيا ستظل صديقا جيدا لنا ولن ترفض المساعدة». وأضاف: «سنكون سعداء للغاية، إذا شاركت روسيا في إيجاد حلول للأزمة الليبية». وفي ما يتعلق بموضوع الهجرة غير الشرعية، ذكر حفتر أنها تتم عبر الحدود البرية وليس البحرية وطالب بدعمه للسيطرة على حدود ليبيا. وأضاف «أنه عرض على الجانب الروسي كل المشاكل التي تعترض بلاده»، لافتاً إلى أن البعض يريد للمجموعات المهاجرة أن تتكدس على الشاطئ لكي يجري توطين لها غريب الشكل، مشدداً على رفضه لهذا الأمر. ودعا لتعزيز السيطرة على الحدود الليبية البرية، موضحاً أن قواته تحتاج للمعدات اللازمة للقيام بذلك. ورحب لافروف بسعي حفتر للتوصل إلى اتفاق مع حكومة الوفاق الوطني، مؤكداً ضرورة إشراف الأمم المتحدة على جهود الوساطة كافة. وفي نهاية يوليو الماضي، توصل حفتر والسراج خلال لقائهما في العاصمة الفرنسية باريس، إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في ليبيا، وتعهدا السعي لبناء دولة مدنية ديمقراطية. وقال لافروف خلال اللقاء، إنه ينتظر زيارة المبعوث الأممي غسان سلامة إلى موسكو. وذكر أن بلاده تدعم بشكل فعَّال العملية السياسية واستعادة هياكل الدولة الليبية، مضيفاً في كلمة له لدى استقبال حفتر أن على الوسطاء الدوليين عدم اللجوء إلى الحلول الجاهزة لتسوية الأزمة وأن الوضع في ليبيا لا يزال صعباً وخطر التطرف ما زال قائماً.
مشاركة :