أبوظبي: «الخليج» أسهم تعاون بين أجهزة مكافحة المخدرات في الإمارات، والسعودية، وعُمان إلى ضبط 158كلغ من مخدر الحشيش، ومليونين و700 ألف قرص من الكبتاجون المخدر، والقبض على 12 متهماً من تجار المخدرات في أربع عمليات تسليم مراقب، نفّذت خلال النصف الأول من العام الجاري. أشار العقيد سعيد السويدي، المدير العام لمكافحة المخدرات الاتحادية، نائب رئيس مجلس مكافحة المخدرات، إلى أن القيادة العليا أولت أهمية كبيرة لمكافحة هذه الآفة، محلياً وإقليمياً ودولياً.أكد العقيد سعيد السويدي أن توجيهات الفريق سموّ الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية، شددت على ضرورة التصدي بحزم لتجار المخدرات الذين يستهدفون دول الخليج العربي، ومنع استغلال أراضي الدولة في الإضرار بأي بلد في العالم، عبر تهريب المخدرات أو أي ملفات أمنية أخرى.وذكر أن معلومات سرية وردت إلى مديرية مكافحة المخدرات في شرطة أبوظبي، وإدارة مكافحة المخدرات في شرطة الشارقة، أثمرت عن تنفيذ أربع عمليات تسليم مراقب خلال الأشهر الستة الأولى من العام الجاري، ثلاث منها كانت بالتعاون مع الجهاز النظير في السعودية، والرابعة بالتعاون مع عمان.ووجه السويدي، شكر وزارة الداخلية إلى جهازي مكافحة المخدرات في الدولتين الشقيقتين، مشيداً بمستوى أدائهما العالي، وتعاونهما الفوري والسريع الذي كان له أبلغ الأثر في نجاح العمليات.وقال: إن تنفيذ عمليات التسليم المراقب للمواد المخدرة والمؤثرات العقلية، يأتي التزاماً ببنود اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الاتجار غير المشروع بالمخدرات لعام 1988، وفي إطار القانون الاتحادي رقم (39) لسنة 2006، بشأن التعاون القضائي الدولي في المسائل الجنائية، مشيراً إلى كفاءة عناصر مكافحة المخدرات بشرطتي أبوظبي والشارقة الذين دأبوا على جمع معلومات سرية عن شبكات تهريب المخدرات غاية في الأهمية، أدت إلى إبراز دولة الإمارات بشكل مشرف إقليميا ودوليا، وتأكيد أهميتها على الخريطة الأمنية العالمية.وتفصيلاً، قال العقيد طاهر الظاهري، مدير مديرية مكافحة المخدرات في شرطة أبوظبي، إن تنويع مصادر المعلومات الأمنية، أثمر عن ورود معلومات سرية تؤكد تورط شبكة إقليمية في نشاط تهريب المخدرات والاتجار بها خليجياً. وبعد جمع الاستدلالات عنها، تبين عزمها على تهريب كمية كبيرة من مخدر الحشيش، تزن 50 كلغ، من اليمن، إلى الإمارات مرورا بعمان. وأضاف، أنه ونتيجة للتعاون الكبير الذي أبدته السلطات الشرطية العمانية، تمكن فريق العمل من القبض على المتهم الرئيسي المتورط في الجلب، حيث أعدّ كمين محكم للإطاحة به متلبساً أثناء تسلّمه للكمية المخدرة، وأبدى مقاومة شديدة لرجال الشرطة محاولاً الفرار، إلى أن تمت السيطرة عليه، كما عثر بحوزته على مسدس و31 طلقة نارية، فضلا عن ضبط 50 ألف درهم، أجرة الناقل، وقدّم إلى العدالة لينال جزاءه وفق قانون مكافحة المواد المخدرة والمؤثرات العقلية.وفي عمليتين أخريين، ذكر العقيد الظاهري، أن معلومات سرية أخرى وردت إلى المديرية تشير إلى تورط شبكة تقيم في إحدى الدول العربية، في تهريب مخدري الحشيش والكبتاجون إلى السعودية، مروراً بالإمارات. وأكدت المعلومات أنها تحوز كمية كبيرة من تلك المخدرات في الدولة، وتخطط لنقلها إلى المملكة براً، وعلى ضوء تلك المعلومات استُهدفت الشبكة، وجرت مراقبة الكميات إلى أن عبرت الحدود البرية الإماراتية متوجهة إلى أراضي المملكة، تحت رقابة زملائنا في مكافحة المخدرات في السعودية، إلى أن أثمرت جهودهم عن ضبط القائمين على جلبها وتقديمهم للعدالة. مراقبة واسعة في العملية الرابعة في تفاصيل العملية الرابعة، ذكر المقدم ماجد العسم، نائب مدير إدارة مكافحة المخدرات في شرطة الشارقة، أن معلومات سرية وردت إليهم تفيد بعزم شبكة أخرى تقيم في إحدى الدول، تهريب كمية تقدر بمليونين و656 ألف قرص من مخدر الكبتاجون إلى السعودية مروراً بالإمارات، وانطلاقاً من حرص القيادة على تعزيز التعاون في مكافحة المخدرات بين كل الأجهزة داخل الدولة وخارجها، للإيقاع بكل أطرافها. وبعد ترحيب الجهاز النظير في المملكة، بتنفيذ عملية التسليم المراقب لتلك الكمية، عبر فريق عمل مشترك، نجح الفريق في القبض على عناصر الشبكة الذين أوكلت إليهم مهمة تسلّم تلك الكمية وترويجها في السعودية. التعاون الدولي بات ملحاً أكد العقيد سعيد السويدي، أن التعاون الدولي في إطار مكافحة المواد المخدرة والمؤثرات العقلية، والعمل وفق الآليات والأساليب المعتمدة دوليّاً في هذا الشأن، بات أمرا ملحاً، للحد من مشكلة المخدرات العالمية، وذكر أن التقرير العالمي للمخدرات لعام 2017، الصادر من مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، أكد أن «الضرر الناجم عن تعاطي المخدرات لا يزال فادحاً». كما أشار التقرير، إلى أن تجارة المخدرات تفيد الجماعات الإرهابية والمتمردة والمسلحة غير التابعة للدول، وأن عوائد جرائم المخدرات تلحق الضرر بالاقتصاد على الأمد الطويل، ما يتطلب مضاعفة الجهود لتطويق هذه المشكلة.
مشاركة :