أبوظبي: علي داود مجالات كثيرة تتيحها الإمارات للشباب، من أجل اكتساب الخبرة وتنمية روح الإبداع والابتكار. ويعد «برنامج التدريب في البندقية»، الذي يقدمه الجناح الوطني للدولة في «بينالي البندقية»، إحدى فرص التدريب لمن لديهم شغف تجاه الفنون والعمارة، وإعداد أجيال قادمة تملك الخبرة العملية وتساهم في خلق حوار ثقافي بناء مع المجتمع الدولي.ويقدم الجناح الوطني هذا العام في مشاركته الخامسة بإيطاليا معرضاً جديداً يحمل عنوان «حجرة، ورقة، مقص: ممارسات اللعب والأداء» يرصد الممارسات الفنية للمواهب من خلال إظهار مفاهيم اللعب والأداء، وعن هذه التجربة من خلال المتدربين الذين عايشوها، نستعرضها في التحقيق التالي..أكدت الصغيرة الكعبي، أن تجربتها كانت ممتعة ومليئة بالتحديات نحو عالم يجمع ما بين الفن والعمارة، ولها تأثير إيجابي على نظرتها كمهندسة معمارية أصبحت أكثر تجدداً وانفتاحاً، وتعلمت الثقة بالنفس، وفن التعامل مع الزوار وكيفية الترحيب بهم وأخذهم في جولة للتعريف أكثر بالجناح والإجابة على كافة التساؤلات، وتتابع قائلة: «خلال فترة إقامتي كمتدربة أوكل إلينا بعض المهام مثل زيارة أماكن معينة وكتابة مقالات عنها، وحققت إنجازاً كل أسبوع بكتابة وزيارة جزء من البندقية. بجانب جولات تعريفية للزوار وتعرفت على الكثير من الشخصيات الهامة التي لها خبرة طويلة في مجال العمارة والفن والتنظيم والإدارة». مشيرة إلى أن البرنامج يدعم الأفراد من أصحاب الميول الفنية والذين لديهم قدرة على إدارة وتمثيل الدولة في هذه المعارض. كما أن التجربة تساعد في تحديد الوظيفة التي يحلم بها المتدرب وتعزز القدرة لديه لاكتشاف جانب آخر من شخصيته. آفاق جديدةقالت آمنة الجواد، إنها كانت تتلهف للانضمام إلى هذا البرنامج التدريبي منذ أن أطلقه الجناح الوطني للدولة، وتعتبر نفسها من المحظوظين ممن تم اختيارهم، وتواصل: «اكتسبت مهارات جديدة في مجال تولي المسؤولية والاستقلالية والتعامل مع مختلف الثقافات إضافة إلى تعلم القليل من اللغة الإيطالية»، وتضيف: «كوني متدربة فهذا بحد ذاته إنجاز على المستوى الشخصي، والبرنامج عموماً يعد إضافة كبيرة إلى مسيرتي المهنية، وفرصة رائعة للمواهب الشابة في مجال الفنون والتصميم للمشاركة في تتويج حدث مرموق كهذا في مجال الفن والعمارة، مع اكتساب خبرات تأخذهم إلى آفاق جديدة والالتحاق بأحد البرامج التدريبية البارزة عالمياً». وتؤكد الجواد، قائلة: «ليس من السهل إيجاد مثل هذه البرامج القيمة التي تعمل على تطوير المشاركين بها سواء على المستوى المهني أو الشخصي، وتتيح لهم فرصة الاستمتاع بالإقامة في إيطاليا».صقل الخبراتعن مشاركتها في الإشراف على الجناح الوطني، تعلق زينب الخاجة، قائلة: «كانت التجربة غاية في الروعة، وفاقت كل توقعاتي وأكسبتني الكثير من المهارات، إذ إن قضاء شهر في مدينة البندقية والمشاركة كمتدربة زاد من قدرتي في الاعتماد على النفس وتحديد أهدافي بصورة أكثر وضوحاً، وغير من طريقة تفكيري تجاه المستقبل». وتتابع: «أتاح البرنامج لي كذلك الفرصة للتعرف على أشخاص جدد والتحدث معهم في مواضيع شتى مرتبطة بالدولة وثقافتها وتاريخها، وساهمت تجربتي في المعرض بتعميق الوعي بذاتي وطورت رؤيتي حول حاضر ومستقبل الثقافة الفنية في الإمارات». وتشجع الخاجة الشباب للمشاركة في البرنامج، خاصة الفنانين والمعماريين الناشئين ومن لديهم الشغف ورغبة العمل في مجال الفنون والعمارة، لأن بينالي البندقية يعتبر أكبر وأهم معرض في هذا المجال على مستوى العالم، وسيتيح الانضمام إليه الفرصة للاحتكاك وصقل وتطوير الخبرات والتحدث مع فنانين ومهندسين معماريين من مختلف الدول. تقول جمانة الهاشمي: «بدأت معرفتي بمعارض البينالي حينما كنت طالبة في الجامعة أدرس تخصص التصميم الجرافيكي، وأتيحت لي فرصة التعرف بشكل أوسع على هذا المحفل الدولي والإرث الذي يخلفه بما يعود بالمنفعة على المجتمع، ولهذا كنت أتطلع بشغف للمشاركة، لا سيما وأنا أعمل حالياً في قطاع المتاحف وهو ما سيمنحني الالتقاء بزوار من مختلف الخلفيات والوقوف على جوانب تجربتهم في ترجمة مختلف الثقافات وتعلمها من خلال الفن، الذي أجده اللغة العالمية الأكثر تأثيراً». وتشير الهاشمي إلى أنها خضعت للعديد من عمليات تحديد الأهلية والاختيار للانضمام إلى البرنامج، وتواصل: «تأتي مشاركتي للتعرف على مختلف أشكال الفنون التي يمكن توظيفها في أعمالي بالمستقبل وكذلك الاستلهام منها لا سيما وأنه مقام في مدينة البندقية، مع رغبتي في الوقوف على دور كل دولة لتعزيز مشهدها الفني بغض النظر عن خلفياتها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية». وتؤكد الهاشمي أن المشاركة في هذا الحدث التاريخي، تعزز حس الأفراد وتشكل هويتهم الفنية، وهو دافع لعجلة نمو المواهب الناشئة من الفنانين والمصممين، وأعربت عن امتنانها لتوجيهات القيادة الحكيمة ودعمها المتواصل في توفير الفرص للشباب الإماراتي. أفكار مبدعةتفتخر سلامة نصيب بتجربتها كمتدربة في الجناح الوطني للدولة، وتقول: «تعلمت الكثير بفعل المهام العديدة التي تم تكليفنا بها، والتي شملت تنظيم المعرض وصيانة الأعمال الفنية، إلى جانب الترحيب بالزوار والتفاعل معهم وتقديم صورة إيجابية عن المشهد الفني في الدولة، والاطلاع على الأجنحة الأخرى والمشاركة في ورش عمل لإنتاج مطبوعات مختلفة وغيرها من الفعاليات». وتعلق على البرنامج، قائلة: «عشت تجربة رائعة تعرفت فيها على حجم الاستعدادات والتجهيزات اللازمة، والتقيت عدداً من الأشخاص وتعرفت على أصدقاء جدد من مختلف الأجنحة ومن أنحاء المدينة الإيطالية الساحرة، واستمتعت بتجربتي في إعداد المعكرونة تحت إشراف الطاهية موريكا».وتشير نصيب إلى أن البرنامج كان فرصة كبيرة للتواصل والتفاعل مع الشخصيات الفنية البارزة، ولعب دوراً بارزاً في غرس وترسيخ قيم وأخلاق العمل لدى الأجيال الجديدة، وساهم في تعزيز المشهد الفني بالدولة من خلال إفراد مساحة لتبادل الآراء والأفكار المبدعة مع العالم الخارجي عبر منصة دولية.
مشاركة :