توجه وفد من إقليم كردستان أمس إلى بغداد للبحث في الاستفاء على انفصال الإقليم عن العراق مع الحكومة الاتحادية والقوى السياسية، فيما أعلنت مفوضية الانتخابات في كردستان استعدادها لتنظيمه في موعده المحدد. وانتقد مسؤولون ووسائل إعلام «مستوى وآلية اختيار أعضاء الوفد»، المكون من القيادي في «الاتحاد الوطني» سعدي بيره، ونظيره في «الديموقراطي» روز نوري شاويس، ورئيس ديوان رئاسة الإقليم فؤاد حسين وثلاثة ممثلين عن الأقليات. وقال مستشار رئيس الإقليم هيمن هورامي في تغريدة على «تويتر» أن «الوفد سيعقد اجتماعات مع الرؤساء الثلاثة وسفراء الدول والهيئات الديبلوماسية في بغداد والتحالف الشيعي لشرح وجهة نظر الأكراد». وحذر القيادي في الحزب «الديموقراطي» عضو المجلس الأعلى للاستفتاء هوشيار زيباري، خلال ندوة في جامعة صلاح الدين، أمس من أن «المطالبة بتأجيل الاستفتاء تعني قتله ووأده، وهذه الفرصة قد لا تتكرر ولا يمكن إضاعتها، وستُفقد الجماهير ثقتها بصدقيتنا، لذا نحن مضطرون لتنظيمه في موعده ولا تراجع، وواثقون من نجاحه»، وشدد على أن «أي طرف سياسي يقف بالضد من هذا الطموح فإن الشعب سيحاسبه». إلى ذلك، وجه بيرة انتقادات إلى الحكومة والقيادات السياسية في بغداد، وقال خلال الندوة ذاتها إن «فقدان الأمل بالحكومة الاتحادية أجبرنا على العودة إلى الشعب ليقرر، وقادة البلاد في العراق الجديد لا يختلفون كثيراً عن أسلافهم ما قبل 2003، سوى أنهم يطيلون لحاهم ويصلون»، وأوضح أن «المواجهة المسلحة لن تكون خياراً وهي مستبعدة، والاستفتاء هو وسيلة سلمية تحملنا بعيداً من هذه الأمور». وتباين موقف الحزبين «الوطني» و «الديموقراطي» من مطالب حركة «التغيير» لحل الأزمة السياسية في كردستان، وقال بيرة إن «بيان الحركة كان جيداً، ومن شأن ذلك أن ينقل المشاورات والاجتماعات إلى مستوى جديد». في المقابل أكد زيباري أن «مفاوضات تجري مع كل الأطراف لتفعيل البرلمان وعودة وزراء الحركة إلى الحكومة، لكن ردها على دعوتنا للتشاور لم يكن إيجابياً لورود شروط عدة، وهذا لن يحل الأزمة». وكانت «التغيير» حددت أربعة مطالب شرطاً للدخول في مفاوضات مع حزب بارزاني لحل الأزمة السياسية والمشاركة في الاستفتاء وهي: «إلغاء نظام إدخار الرواتب، وتحقيق الشفافية في إدارة ملف النفط والغاز، وتأجيل الاستفتاء إلى حين حل الأزمات الداخلية، وتفعيل البرلمان». وقال القيادي في «الاتحاد الإسلامي» وزير الزراعة في حكومة الإقليم عبدالستار مجيد: «سنقترح تأجيل موعد الاستفتاء، بغية إعداد أرضية مناسبة لإنجاحه». وأكد زعيم «الجماعة الإسلامية» علي بابير أن «إجراء الاستفتاء ليس حقاً شرعياً وطبيعياً فحسب، بل هو واجب وسيختار الأكراد في أجزاء كردستان (الأكراد في سورية وإيران وتركيا) النظام السياسي الذي يناسبهم». واستدرك «إلا أن عملية الاستفتاء تضررت جراء وضعها في إطار شخصي وحزبي، ومطلوب أن يعمل الجميع لإنجاحها عبر تفاهم سياسي، وأي جهد لا ينجح من دون توافر أرضية مناسبة»، وعن موقفه من إطلاق حملة ترفض الاستفتاء، قال: «مجرد التصويت بـ «لا» لن يحل الأزمات، وحرام أن يتم تضليل الشعب بهذا الأسلوب». وفي تطور لافت، نقلت صحيفة «جيروزالم بوست» عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو قوله لوفد من الكونغرس الأميركي: «نؤيد قيام دولة كردية مستقلة، فالأكراد شعب شجاع ومؤيد للغرب، ويتقاسمون القيم ذاتها وعلاوة على ذلك فإن الدولة الكردية أثارت حفيظة تركيا». وأعلنت المفوضية العليا للانتخابات في الإقليم في أعقاب اجتماع أمس «استعدادها لإجراء الاستفتاء العام في 25 من الشهر المقبل، وكذلك انتخابات برلمان ورئاسة الإقليم في موعدها المحدد في 1 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل».
مشاركة :