أثارت أنباء عن تسليم السلطات السعودية معتمرين ليبيين إلى ميليشيات اللواء المتقاعد خليفة حفتر في ليبيا، ردود فعل سلبية في العديد من الجهات الدولية، خاصة وأن المعتمرين قد حصلا على تأشيرة دخول من السلطات السعودية قبل توجههم لأداء العمرة، واعتبر الكثيرون أن هذا الإجراء يشير إلى كارثة حقيقية قد يواجها كل معتمر أو حاج يتوجه إلى الأراضي المقدسة. أكد مراقبون أنه في حالة تأكد تسليم المعتمرين إلى ميليشيات حفتر، فإن ذلك يؤكد أن الأماكن المقدسة لم تعد في أيد أمينة وأصبحت مسيسة ويتلاعب بها النظام السعودي لخدمة أغراض سياسية. ولفتوا إلى أن تسليم المعتمرين يعد انتهاكاً للمواثيق الدولية والقرارات الأممية التي تحذر من التعامل مع الحكومات المتوازية، خاصة في ظل انتشار ظاهرة الإعدامات في الشرق الليبي، ورمي الجثث مكبلة اليدين في مكبات القمامة. وتزامنت الأنباء عن تسليم السعودية المعتمرين إلى حفتر مع دعوات منظمات دولية المملكة عدم التلاعب بفريضتي الحج والعمرة واستخدامهما لتحقيق أغراض سياسية. ودعت منظمة حقوقية دولية -مقرها في فيينا- السعودية إلى عدم تسييس الحج والعبادات بما يؤثر بشكل مباشر على حرية أدائهم لشعائرهم الدينية». وحثت منظمة أصدقاء الإنسان الدولية الأمم المتحدة على اتخاذ الإجراءات اللازمة العاجلة للتواصل مع السعودية ودعوتها إلى وقف إساءة استخدام المناسك لأغراض سياسية. وأعربت المنظمة الدولية عن تخوفها من تسيس الفريضة الأولى للمسلمين واستغلال وجود أماكن الشعائر في السعودية «لحاجات سياسية وفي النزاعات بين الدول». ونبهت إلى أن ميثاق الأمم المتحدة أكد على احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية للناس جميعاً بلا تمييز، وأن العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية نص على حق كل إنسان في حرية الفكر والوجدان والدين، بما يشمل حريته في إقامة الشعائر والممارسة. وخلصت المنظمة إلى أن السعودية اتخذت إجراءات في الآونة الأخيرة تخالف المادة الأولى من الإعلان بشأن القضاء على جميع أشكال التعصب والتمييز القائمين على أساس الدين أو المعتقد، كما تخالف تلك الإجراءات المادتين الـ26 والـ27 من الميثاق العربي لحقوق الإنسان. واستنكرت المنظمة العربية لحقوق الإنسان ما سمته تلاعب السلطات السعودية بحرية ممارسة الشعائر الدينية وتوظيفها لفريضة الحج لتحقيق أجندات سياسية. التجاهل السعودي وكانت حكومة الوفاق الوطني في ليبيا قد طلبت من الخارجية السعودية وبشكل عاجل الكشف عن مصير ليبيين موقوفيْن في السجون السعودية منذ 25 يونيو الماضي بعد اعتقالهما عقب أدائهما العمرة. واعتقلت السلطات السعودية المواطنين الليبيين محمود علي البشير رجب ومحمد حسين الخدراوي أثناء أدائهما العمرة للاشتباه فيهما. لكنها -كما تقول مصادر ليبية- سرعان ما سلمتهما لجهة مناوئة لهما؛ وهي ميلشيات اللواء المتقاعد خليفة حفتر. وقالت القنصلية الليبية العامة بجدة في رسالة موجهة للسلطات السعودية إنها وبعد اتصالات مستمرة مع الأجهزة السعودية تلقت من الداخلية السعودية ردّاً يفيد بتسليم المعتقلين بعد التنسيق بين الديوان الملكي السعودي والحكومة الليبية، غير أن وزارة الخارجية في حكومة الوفاق الوطني الليبية نفت علمها بأي إجراءات، وقالت إن حكومتها لم تستلم المعتقلين ولا علم لها بمصيرهما. وأفادت مراسلات للقنصلية العامة الليبية في جدة مع السلطات السعودية أن المعتقلين خضعوا لتحقيقات ووضعا في سجن انفرادي قبل تغيير ظروف احتجازهما والسماح لهما بالاتصال مجدداً مع القنصلية. وأخضع السجينان لاحقاً لإجراءات تفيد بقرب الإفراج عنهما، غير أن إدارة السجن عادت ونفت أي معلومات في هذا الشأن.;
مشاركة :