الحوثيون أدخلوا نصوصا طائفية إلى المناهج الدراسية

  • 8/15/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

في ظل الظروف المريرة التي يعيشها اليمن، تواجه العملية التعليمية عديداً من التحديات، التي تؤثر دون شك على مستوى الطالب والمعلمين، وبخصوص العقبات التي تقف حائلًا أمام تحقيق الأهداف العامة المرسومة والمرجوة من تنفيذ العملية التربوية والتعليمية، تحدث ل «اليمامة» في حوار خاص مع معالي الوزير عبدالله لملس وزير التربية والتعليم اليمني.. وإلى نص الحوار: * بداية.. كيف يستقبل اليمن العام الدراسي الجديد في ظل الوضع الراهن؟ - نستقبل العام الجديد من خلال جملة من المتغيرات فيما يتعلق بالكتاب المدرسي وقراءته، وخلال الأيام الماضية حصلنا على موافقة من مجلس التعاون لدول الخليج العربية بتمويل 10 ملايين دولار لطباعة الكتاب المدرسي، إضافة إلى إنشاء 120 فصلاً إلكترونياً ذكياً، وبالتأكيد نحن نستطيع إدارة العملية التعليمية في 12 محافظة تسيطر عليها الحكومة الشرعية، ولكن المحافظات التي تسيطر عليها الميليشيا الانقلابية لا نستطيع الوصول إليها رغم محاولتنا، وأهم شيء أننا نحاول تأمين العام الدراسي. * كيف تحمل حقيبة التعليم في هذه الفترة الحساسة.. وما خطتكم؟ - الحكومة الشرعية تسيطر على 85 % من المساحة على الأرض في اليمن، ولكن ال 15 % التي تقع تحت سيطرة الانقلابيين أكثر كثافة سكانية، ولدينا رؤية كبيرة للعملية التعليمية ولكن ربما لن تبدأ إلا بعد استقرار الأوضاع وعودة الأمن لليمن. لدينا عديد من الطموحات لتصحيح العملية التربوية والتعليمية وأهمها هيكلة التعليم الثانوي، بإلغاء التشعيب «العلمي والأدبي» وخلق 3 مسارات في التعليم الثانوي هي: 1 - المسار العام، والذي يقود إلى الجامعات، ويحصل عليه الطلاب المبرزون الحاصلين في شهادة الصف التاسع على معدل «85» وما فوق. 2 - المسار الفني، والذي يقود إلى التعليم الفني، وسيتم فيه اختيار الطلاب الحاصلين على معدل «70 - 85». 3- المسار المهني، والذي يقود إلى سوق العمل، وسيحصل عليه الطلاب الحاصلون على درجة النجاح إلى معدل «70». هذا التوجه يأتي في ظل مخرجات التعليم الثانوي التي هي أكثر من 240 ألف طالب وطالبة، والطاقة الاستيعابية لجامعاتنا هي 79 ألف طالب وطالبة، فأين يذهب بقية الطلاب؟ فإما يلتحقون بساحات الجماعات المتطرفة والإرهابية أو ساحات البلطجة، وإعادة هيكلة التعليم الثانوي ستساعدنا في الترفيع لهذه القوى البشرية من الطلاب للاتجاه للتعليم الفني والتعليم المهني الذي نحن بحاجة إليهما. الحوثيون شوهوا المناهج * ما حقيقة الحديث عن تغيير ميليشيا الحوثي المناهج الدراسية؟ - المناهج الدراسية هي صناعة، هم لم يغيروا المناهج، هم يغيروا بعض الصفحات، حيث يستبدلون آية قرآنية بأخرى، وحديث بآخر، ويشطبون أسماء الخلفاء الراشدين ويستبدلونهم بأسماء أخرى، وهذا خطير جداً. فرغم الضرورة التي تستدعي تحديث المناهج الدراسية، في ظل الظروف التي تمر بها البلاد، أصدرت قراراً باعتماد كتب طبعة 2014م للتدريس في جميع مدارس الجمهورية اليمنية والاستمرار بطباعتها، إلا أن القائمين على شؤون التعليم في الميليشيا الانقلابية لم يلتزموا بذلك، وعمدوا إلى التدخل في هذه المناهج على مستوى الصفحة، وإدخال تغييرات وفق أسس طائفية وسلالية، ولتمرير هذه التغييرات عمدوا إلى استغلال الدعم المقدم لبلادنا من المنظمات العاملة في مجال التعليم وتحديداً برنامج الشراكة العالمية التي تشرف عليه منظمة اليونسيف. * ما المواد التي غيرت فيها جماعة الحوثي؟ - ظهرت هذه التغييرات جلياً في كتب الجزء الثاني طبعة 2017 م، الواردة من مطابع الكتاب المدرسي بصنعاء وتحديداً في مواد اللغة العربية للصفوف «الأول والثاني والخامس والتاسع أساسي»، ومادة القرآن الكريم والتربية الإسلامية للصفوف «الأول والثاني أساسي»، ومادة التربية الاجتماعية للصف الثالث أساسي. ومن خلال تتبع هذه التغييرات تبين أنها استهدفت المواد التي لها ارتباط بالجوانب العقدية كاللغة العربية، ومادة القرآن الكريم، والتربية الإسلامية والتربية الاجتماعية، في حين أن المواد العلمية لم تشهد أي عمليات تغيير، ما يعد دليلًا واضحاً على حرص هذه الجماعة على تغييرات ذات أبعاد وخلفيات عقدية طائفية، وليس تغييرات تهدف إلى تحسين وتطوير المناهج، كما أن عمليات التغيير هذه لم تتم وفق أسس علمية منهجية، ولم تشكل لها لجان من المختصين في التأليف، بل تمت خارج الإطار الرسمي لوزارة التربية والتعليم، ما يدل على أن تلك التغييرات خضعت للجماعة ومرجعياتها، ولم تخضع لأسس علمية. * وما أهداف جماعة الحوثي وراء إدخال هذه النصوص؟ - إن الأهداف التي يريدون تحقيقها من وراء النصوص التي أدخلوها تنحصر في التوجه نحو خلق فكر تكفيري جهادي، والتقليل من شأن الانتماء للقومية العربية، وخلق فكر منغلق ومحاربة الانفتاح كظاهرة السياحة، وتمجيد من يدعون أنهم من آل البيت، والتقليل من شأن بعض صحابة رسول الله «عمر، عائشة، خالد بن الوليد»، وتصوير جماعة الحوثي على أنهم أصحاب بطولات للدفاع عن الوطن. إضراب المعلمين * أعلنت نقابة المهن التعليمية والتربوية الإضراب الكلي في جميع المدارس الحكومية بالمناطق الخاضعة لسيطرة الانقلابيين.. ما الأسباب وراء ذلك؟ - الإشكالية القائمة في المحافظات التي تقع تحت سيطرة الميليشيات المسلحة أنهم أوقفوا الرواتب، وبعد انتقال البنك المركزي إلى عدن، طالبت الحكومة الشرعية بتوريد الإيرادات من المحافظات، مثل ما كنا من مارس 2015 إلى أكتوبر 2016 نورد جميع الإيرادات في المحافظات المحررة إلى البنك المركزي في صنعاء، عليهم أن يقوموا بتوريد جميع إيرادات المحافظات التي يسيطروا عليها إلى البنك المركزي ونحن سنؤمن المرتبات، ولكن هم يسيطرون على الإيرادات ويطالبون الحكومة الشرعية بصرف المرتبات، نحن لا نستطيع صرف مرتبات المعلمين في المحافظات التي تسيطر عليها الميليشيا في ظل احتجاز الإيرادات المالية وعدم توريدها للبنك. * ألا ترى امتناع المعلمين عن أداء دورهم مهما كانت الظروف به خطورة كبيرة على مستقبل الطفل اليمني؟ - تؤلمنا هذه المسألة، ولكن ليس الأمر بيدنا، هم انقلبوا على الحكم وبالتالي يتحملون المسؤولية لما يحدث، بالتأكيد ذلك سيؤثر على الأطفال، وأتمنى أن يتحلى المعلمون بالمسؤولية في هذه المناطق. * وكم موازنة التربية والتعليم؟ - كانت قبل الحرب تشكل 12 % من موازنة الدولة، ومنها 95 % مرتبات للمعلمين، وبالتالي فاتورة المرتبات كبيرة جداً، ونحن ملتزمون الآن بصرف الرواتب في المحافظات التي تسيطر عليها الشرعية. * ما الذي ستفعلونه لحل مشكلة المرتبات المتوقفة؟ - هناك ضغوط حكومية ودولية على أساس إلزام الانقلابيين بصرف المرتبات، ولكنهم يستخدمون كل الإيرادات في المجهود الحربي، وهذه الإشكالية، فهم يضعون الأولوية للسلاح والحرب. * كم عدد المدارس التي تأثرت بالحرب؟ - بشكل عام الحرب ما زالت دائرة، ولكن الإحصائية الأولية التي عندنا هي أن أكثر من 1600 مدرسة تأثرت ودمرت بشكل كلي أو جزئي، وفي المحافظات التي تدور بها العمليات العسكرية حول الانقلابيون المدارس إلى مخازن سلاح وأماكن تدريب، ولكن في المحافظات المحررة استطعنا بمساعدة السعودية والإمارات والكويت إعادة صيانة المدارس بشكل جيد. * في تقديراتك.. كيف تقيم مستوى الطالب اليمني الذي يعيش حرباً وإلى أي مدى تأثر بما يجري؟ - إذا كنا نعاني من وجود أكثر من مليون ونصف طفل قبل الحرب، فبالتأكيد الحرب رفعت النسبة إلى أكثر من 3 ملايين طفل متسرب من التعليم أو خارج المدرسة، وهذه هي نتائج الحروب، ولكن تساعدنا دول التحالف والمنظمات المانحة على استقبال أكبر عدد ممكن في المحافظات المحررة. نحن نشعر باعتزاز لأن مناهجنا قوية، والدراسة لدينا مستتبة، وطلابنا متفوقون في كل مجال، طلابنا شاركوا في مسابقات دولية قبل أيام، ويحصلون على مراكز متقدمة على مستوى الوطن العربي، وطلابنا شاركوا في أكاديمية الموهوبين في الولايات المتحدة الأمريكية وجاؤوا في المركز الثاني على مستوى طلاب الدول العربية، وبالتالي نحن نشعر أن طلابنا متفوقون، ونحن نسعى إلى إعادة الحياة الدراسية بشكل أفضل، وأحياناً المعاناة هي التي تخرج العظماء والعلماء، كل المآسي هي التي تخرج النوابغ. غش بقوة السلاح * بين اقتحام لمراكز الامتحانات بقوة السلاح وإطلاق النار على المعلمين بسبب رفضهم السماح بالغش.. ما حقيقة هذه الأخبار؟ - كل هذا يحدث بالفعل، ولكن ليس في المحافظات المحررة، وأجرينا الاختبارات بشكل جيد وناجح، ولم يحصل أي استخدام سلاح، وكل ما يحدث يكون في المحافظات التي يسيطر عليها الانقلابيون. * وماذا عن وجود ما يقرب من 300 مدير مدرسة على مستوى الجمهورية أميون لا يجيدون القراءة والكتابة؟ - الرقم مبالغ فيه، وهذا غير حقيقي، إنما هذا موجود بالفعل في بعض المحافظات النائية، حالات نادرة معدودة على الأصابع، وربما تعود إلى السلطات المحلية، لأن الآن أصبحت من ضمن مسؤوليات السلطات المحلية عملية الإدارات المدرسية وتغييرها، وهناك سلطة المشايخ موجودة في بعض المحافظات، ومن أجل ذلك وضعنا المعايير والشروط من أجل اختيار مدراء المدارس. * لماذا لا يوفد اليمن طلابه للخارج لاستكمال تعليمهم بعيداً عما يحدث؟ - أموال الدولة قليلة جداً، ولا نستطيع أن نوفد طلاباً، لأن ذلك يكلف الدولة ملايين الدولارات، وهذا من اختصاص وزارة التعليم العالي. * وكيف تدعمكم المملكة العربية السعودية في ملف التعليم تحديداً؟ - المملكة العربية السعودية وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان - حفظه الله- أنشأ برنامجاً تعليمياً شاملاً يتضمن بثاً فضائياً ودعماً تدريبياً لخدمة التعليم ومنسوبيه في اليمن للمساهمة في تخفيف وطأة الظروف القاسية التي يمر بها، وهو أحد أهداف مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية.

مشاركة :