إنقاذ المسلمين من طوفان النازيين الجدد في بريطانيا

  • 8/15/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

قلق من خروج ذئاب منفردة عنصرية ضد اللاجئين، وسط انتقادات لتساهل السياسيين مع ظواهر اليمين المتطرف.العرب  [نُشر في 2017/08/15، العدد: 10723، ص(1)]خطر جديد يهدد أمن بريطانيا لندن – كشف خبراء مختصون في شؤون الأمن عن تنامي هواجس رسمية بريطانية من ظاهرة تصاعد الكراهية تجاه المسلمين وتحوّلها من مجرد مشاعر يتبناها بعض الشباب المتطرفين إلى تشكيلات منظمة تعمل على ممارسة اعتداءات ضد المسلمين في بريطانيا. واعتبر كثيرون أن أجهزة الأمن تتعامل مع هذه الظاهرة بنفس مستوى اهتمامها بالتعامل مع الإرهاب الناتج عن التشدد الإسلامي، الذي يمارسه تنظيم داعش والحركات الجهادية الأخرى، وأن ارتفاع حالات الاعتداء على المسلمين يشكل تحديا جديدا للأجهزة الأمنية كما للمؤسسات المعنية بالتعامل مع الجاليات واللاجئين. وذكرت تقارير أمنية أن السلطات البريطانية تراقب، منذ يونيو 2016، تكثيف النازيين الجدد نشاطهم، لا سيما بعد اغتيال النائبة في مجلس العموم جو كوكس، المؤيدة لحقوق اللاجئين في بلدة بريستول، بالقرب من مدينة ليدز في ويست يوركشاير، على يد ناشط يميني متطرف. وصنفت وزارة الداخلية البريطانية، في ديسمبر الماضي، تيار “العمل الوطني” الذي يضم نشطاء يعتنقون أفكار النازيين الجدد كتنظيم إرهابي بعد ترحيبهم باغتيال النائبة كوكس، وفرضت حظرا عليه. وتقول بعض التقارير المسرّبة إن اهتمام الأجهزة المعنية ينصبّ على عدم تحوّل الإرهاب العنصري ضد المسلمين إلى سلوك يمارس من قبل ذئاب منفردة يصعب استباقها والتحسب لقيامها بعمليات. وكانت صحيفة “صنداي تايمز″ البريطانية قد كشفت، الأحد، أن الشرطة البريطانية تحقق في خطط استهداف مسلمي بريطانيا على أيدي جماعات من النازيين الجدد. إلا أن مصادر أمنية اعتبرت أنه رغم أن خطر النازيين الجدد حقيقي ويستلهم قوته من تيارات عابرة للحدود سواء في أوروبا أو تلك الناشطة في الولايات المتحدة، وأن ظهورهم العلني والمكثف في ولاية فرجينيا الأميركية هو دليل مقلق على خطورة هذه التيارات، إلا أن أخطارا أخرى تكمن داخل أوساط اجتماعية بريطانية تنمو داخلها مشاعر العداء للإسلام والمسلمين في البلاد وما زال من الصعب التعرف على ملامح هذه الأوساط وردود فعلها. وتؤكد المصادر أنه بالنسبة إلى جماعات النازيين الجدد في بريطانيا فإن كل هذه التشكيلات معروفة للأجهزة الأمنية وتخضع لمراقبة مكثّفة وأن التعامل معها يجري على قاعدة أنها تشكل خطرا على أمن واستقرار المجتمع البريطاني، وأنها تطور أفكارا إرهابية تهدد وحدة البلاد وانسجام نسيجه الاجتماعي. ونقلت صحيفة “صنداي تايمز″ عن مصدر مقرب من التحقيق (لم تسمّه)، أن “40 من النازيين الجدد يخضعون حاليًا للتحقيق من قبل الشرطة، وذلك للاشتباه بأنهم كانوا يخططون لهجمات إرهابية ضد المسلمين في مناطق مختلفة من بريطانيا”. وتكشف المعلومات أن غالبية المشتبه بهم ينتمون تنظيميا لليمين المتطرف، ويقطنون في يوركشاير (شمال)، بحسب المصدر نفسه. غير أن التقارير تكشف أن خطط النازيين الجدد لتدبير هجمات ضد المسلمين في بريطانيا لا يتم بشكل عشوائي، بل بالاستناد على البحث ودراسة عمل المنظمات والجمعيات الإسلامية، وكذلك اختيار الأهداف الأكثر ضعفا بعناية. وتشير أوساط أمنية أن عمل هذه الجماعات لا يجري وفق ردود فعل انتقامية انفعالية آنية ردا على عمليات إرهابية جهادية، بل تجري وفق مخطط طويل الأمد يهدف أيديولوجيا إلى إزالة الوجود المسلم في البلاد. واعترفت تقارير متخصصة بأن رصد أنشطة النازيين الجدد أكثر صعوبة، مع توقع ازدياد عدد الهجمات الإرهابية المنظمة التي يشنها المتطرفون اليمينيون. وبناء على إحصاءات وزارة الداخلية البريطانية فإنه قد تم اعتقال 48 شخصاً بتهم إرهابية تتعلق باليمين المتطرف في 2017، حتى مارس الماضي، وأن هذا الرقم يمثل نحو خمسة أضعاف الأشخاص العشرة الذين اعتقلوا بتهم مشابهة خلال الـ12 شهراً السابقة لتلك الفترة. وتطالب مراجع بريطانية بالرد على أخطار اليمين المتطرف، ليس بالأدوات التقنية الأمنية فقط، بل بخطاب سياسي خلّاق بإمكانه أن يكون على مستوى التنامي المقلق للنازية الجديدة في العالم. وترى هذه الأوساط أن الأداء السياسي الذي ظهر في بريطانيا منذ حملات الترويج لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست)، وصولا إلى خطاب دونالد ترامب حين كان مرشحا للرئاسة في بلاده، لا يبتعد عن خطاب التيارات الشعبوية واليمينية المتطرفة، وأن امتناع ترامب في الساعات الأخيرة عن إدانة واضحة للنازيين الجدد في الأحداث التي جرت في مدينة تشارلوتسفيل بولاية فرجينيا الأميركية هو دليل آخر على تساهل لا يرقى إلى ما هو مطلوب لمواجهة آفة تهدد المجتمعات الغربية برمّتها.

مشاركة :