هل عمامة الصدر تعيد العراق الى وضعه الطبيعي دوليا؟ ـ

  • 8/15/2017
  • 00:00
  • 32
  • 0
  • 0
news-picture

مقتدى الصدر الذي يقود اكبر كتلة برلمانية داخل التحالف الوطني (الشيعي) برصيد 34 مقعدا ابدى حراكا دبلوماسيا مناهضا لزملائه الحاكمين من نفس المذهب الموالين لدولة جارة بشجاعة فائقة النظير، زار المملكة العربية السعودية وكان في استقباله نائب الملك الأمير محمد بن سلمان، وهذا لم يحدث حتى مع رئيس الجمهورية العراقية الكردي فؤاد معصوم ان يستقبل بهكذا حفاوة ومنصب رفيع المستوى تليها تلبيته لدعوة اماراتية ولقاء الصدر بولي عهد ابوظبي الشيخ محمد بن زايد ال نهيان وتأكيد الاخير على انفتاح الامارات على العراق حكومة وشعبا مهنئا على انتصار العراق على تنظيم داعش الارهابي. خطوة السيد الصدر الجريئة تعيدنا للذاكرة لتلك الشجاعة الفائقة التي اتصف بها والده المرجع الديني اية الله السيد محمد محمد صادق الصدر واستغل الوضع السياسي المتدهور ابان منتصف التسعينيات من القرن الماضي ليقيم صلاة الجمعه في مسجد الكوفة ويلقي خطبه مما سببت له مقاطعه داخلية حوزوية من داخل النجف متهمينه بشتى الاتهامات التي لا نود ذكرها. ان صلاته غير جائزة بوجود حاكم جائر، لكن الشعب العراقي الواعي التف حوله وكان يلقي خطبه على مئات الاف المصلين منهم كاتب المقال والدموع تنهمر من عيونهم متحدين سلطة الدكتاتورية البعثية الجائرة حينها. مقتدى الصدر ابن الفرسان الاوائل الذين اهدوا دمهم للبلدان التي ولدوا فيها امثال المرجع الديني محمد باقر الصدر اعدمه نظام صدام مع اخته السيدة بنت الهدى عام 1979 والسيد موسى الصدر في لبنان الذي لا يزال مغيب منذ 31 اغسطس 1978 في ليبيا فضلا عن مقتل والده واخوته الاثنان مصطفى ومؤمل الصدر في حادث اغتيال غامض في النجف عام 1999 تتجه اصابع الاتهام الى نظام صدام الذي عارض الصدر سياسته وقمعه للشعب من خلال خطب الجمعة. لم يشهد التأريخ الاسلامي (الشيعي) بالتحديد اقامة فرض صلاة الجمعة الا في الجمهورية الاسلامية الايرانية بعد قيام الثورة عام 1979 وتحقيق كافة الضوابط بوجود حكومة اسلامية عادلة (وفق المقاييس الشيعية)، لكن الشهيد الذي اهدى دمه مع نجليه رفع تلك الاحكام بقوة عقلية لا مثيل لها ليوصل صوته لشعب كان قد يأس من خلاصه من نظام استبدادي قاهر واقام تلك الفريضة وخطب وغير وبقت ولا تزال تتكاثر نلك الجماهير الطائعة لمقتدى الصدر. وكصحافي ومطلع ارى ان كثيرا من الشعب يرى ان في شخصية مقتدى الصدر خلاصهم. العراق وبعد تخلصه من نظام الحكم الدكتاتوري عام 2003 وهو مأسور لاطراف دولية معينة كل كتلة سياسية تتبع دولة معينة كانت تدعمها وتعينها في زمن المعارضة ودول المنفى التي كانت تؤويهم الا مقتدى الصدر وتياره ولدوا ولا زالوا في العراق بغض النظر عن شخص او اثنين يمتلكون جنسيات مزدوجة وشغلوا مناصب. ممتد نسقا كآبائه الاولين لن يتركوا بلدانهم بل عارضوا من داخلها ودفعوا ثمنا حياتهم الغالية عند كل عراقي. لست في مقالي هذا امدح شخصا معينا وللمتتبع لكتاباتي البسيطة يجد أن من حق الانسان ان يبدي رأيه وخاصة في صحيفة "الحياة اللندنية" هناك انتقادات واسعة لتيار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر كانت في وقتها، المعارضة الحقيقية تعيد جذروها فهذا الرجل لا يبالي لانه معارض داخلي داخل تحالفه الشيعي ودولي ولا يبالي للاتهامات انه خائن للطائفة كما يظهر في مواقع التواصل الاجتماعي وفديوهات اليوتيوب من رجال دين وغيرهم يحملونه مسؤولية الزيارات التي يقوم بها. مرجعية النجف وعلى رأسها المرجع الكبير للطائفة اية الله السيد علي علي السيستاني لم يكن بعيدا عن تحركات الصدر ووفق معلومات مؤكدة ان السيد مقتدى على اتصال دائم مع محمد رضا السيستاني نجل المرجع الكبير ويعلمه بكل صغيرة وكبيرة. فالخطوات العربية التي قام بها الصدر كانت مدروسة حتى لا يبقى العراق اسيرا لطرف واحد وأن يبقى بحال المنهوبة ثرواته بل يكون منفتحا على جميع الدول وخاصة انه عربي وان التشيع هو عربي ولكل متتبع للتأريخ ان يعرف ذلك. قتال داعش وتسليم الاراضي والمدن العراقية بكل سهولة للدولة الاسلامية المتطرفة جعل الكثيرين يفكرون ويتأملون طويلا فيما ماذا يحدث. ضياع الثروات واستشراء الفساد بشكل فائق التصور لم يكتب التاريخ له مثيلا. فلا بد من ايجاد التغيير والرجوع الى العين والصواب وان ينفتح العراق دوليا وعربيا وبالتحديد الجمهورية الاسلامية الايرانية دعمت العراق ولها الفضل باستقراره وكذلك العربية فلا معاداة لاي دولة. ليس من مصلحة الشيعة معاداة السعودية او أي دولة عربية لان اصولهم عربية وكذلك للسنة لن ولم يكن بمصلحتهم العداوة لايران. انها دولة قوية وتملك القدرات في التغيير الجيو سياسي في أي دولة وخاصة ممن يعتقدون بعقائدهم عليهم ان يعوا ذلك ولا يمكن الهروب منه. الدول لا تقام الا بالتفاهم المشترك مع جميع الجيران والانفتاح على الجميع وفق المعايير والعلاقات الدولية بعيدا عن البغض والاحقاد فلندع تأريخنا المؤذي لنا ولنفوسنا وندع شعبنا يعيش بدول تحكمها المؤسسات والديمقراطية باخوة ووفاء بعيدا عن الدين والقومية واللون. ارى في خطوات الصدر هنالك اخاء دولي.   فاضل رشاد كاتب وصحفي عراقي fadhel_alhayat@yhoo.com

مشاركة :